الاثنين، 22 ديسمبر 2008

لا للإعتقال لا للقمع الحرية لبارا إبراهيم ورفاقه :

نشاط تضامني مع معتقلي انتفاضة سيدي إفني بإفران الاطلس الصغير يوم 2 يناير 2009


تنظم اللجنة المحلية لافران الاطلس الصغير المنضوية تحت لواء أطاك كلميم والنواحي نشاطا تضامنيا مع معتقلي سيدي إفني بإفران أ/ص بدار الثقافة يوم الجمعة 2 يناير 2009 تحت شعار : " جميعا من أجل إطلاق سراح معتقلي إفني وتلبية المطالب الاجتماعية لجماهير إفني " ويشمل النشاط :

- عرض شريط السبت الاسود عن إنتفاضة إفني

- مائدة مستديرة عن القمع والاعتقال بالمغرب "إفني نموذجا"

- ندوة مسائية حول " العولمة النيوليبرالية "

بالاضافة إلى عرض رواق موازي للنشاط : كتب ، كراريس ، أشرطة و صور...

والدعوة عامة

السبت، 20 ديسمبر 2008

بيـــــــــــــــــان تضامني لمعتقلي سجن إنزكان

يخوض مجموعة من المعتقلين السياسيين الإفناويين و الباعمرانيين بالإضافة إلى معتقلي الحق العام إضرابا لمدة 24 ساعة يوم الجمعة 19 دجنبر2008 تضامنا مع المعتقل السياسي المصطفى عبد الدايم الذي يخوض إضرابا عن الطعام مفتوحا ابتداء من يوم السبت 13 دجنبر 2008 مسنودا بعائلته بأسا الزاك التي تخوض هي الأخرى الإضراب عن الطعام، احتجاجا على المحاكمة المهزلة التي حرمته من أبسط الشروط في المحاكمة العادلة كحرمانه من مساندة الدفاع و رفض جميع الملتمسات من تقديم شهادات على رأسها إحضار وسيلة إتباث في محضر الضابطة القضائية مقارنة مع أقواله في محضر الدرك الملكي.
إنا كمعتقلين إذ نتضامن معه في معركة الأمعاء الخاوية التي يخوضها بإصرار حتى الاستشهاد نعلن للرأي المحلي و الدولي :
1 تضامنا اللامشروط مع المعتقل السياسي عبد الدايم في معركته من أجل الحق البديهي في محاكمة عادلة.
2 ادانتنا للمحاكمة الصورية التي أجريت له و التي هي خير دليل على تفاهة شعار "فرز السلط في عهد المغرب الجديد"
3 إشادتنا و تضامننا مع عائلة المعتقل الصحراوي.
4 دعوتنا كافة الإطارات الحقوقية و الجمعوية المغربية و الدولية لمساندة رفيقنا في معركته.
5 مطالبتنا بإطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين و النقابيين من جميع سجون الدولة المغربية.
46 معتقل من الحق العام
10 معتقلين صحراويين
5معتقلين افناويين و باعمرانيين :
براهيم بارا
زكريا الريفي
حسن أغربي
عبد الدايم أمحيل
عبد القادر أضبيب

الخميس، 27 نوفمبر 2008

اطاك المغرب تحتج أمام السجن المدني لانزكان




أطلقوا سراح معتقلي افني ايت باعمران
بدعوة من مجلس التنسيق الجهوي لمجموعات اطاك المغرب بالجنوب تم تنظيم وقفة احتجاجية على الساعة الثانية عشرة و النصف يوم 24 نونبر أمام السجن المحلي بانزكان .
حضر الوقفة الاحتجاجية حوالي 100 مناضل ومناضلة من أعضاء مجموعات اطاك بالجنوب إضافة إلى ممثلين عن حركات مناضلة (الجمعية المغربية لحقوق الإنسان-النادي العمالي للتوعية والتضامن-أمل تمرسيط-جمعية ادرفين-النهج الديموقراطي) إضافة إلى عائلات المعتقلين .
ورغم الإنزال القمعي ووضع الحواجز في الطرقات والتطويق الأمني لجميع المداخل المؤدية لمكان الوقفة ، فان إصرار جمعية اطاك على تنظيمها في المكان والموعد المحددين كان كفيلا بإنجاحها .
رفع المحتجون شعارات منددة بالتهميش الاقتصادي والاجتماعي والسياسي لمناطق افني / ايت باعمران ، مطالبين بتلبية المطالب الاجتماعية لساكنتها ، وإطلاق سراح معتقلي الهجوم القمعي لما عرف ب"السبت الاسود" في يونيو الماضي .
يأتي تنظيم هذه الوقفة في إطار برنامج نضالي للاحتجاج والتضامن مع نضالات افني ومعتقليها خاصة بعد التقرير الذي أنجزه معتقلوا افني بسجن انزكان ( قبيل إعلان الإضراب عن الطعام بتنسيق مع المعتقلين الصحراويين / مجموعة طانطان ) حول الوضعية اللاإنسانية التي يعيشونها بالمعتقل .
ويذكر أن ثلاث معتقلين تدهورت وضعيتهم الصحية:
- محمد عصام (المركز المغربي لحقوق الإنسان ) الذي يعاني من داء السكري .
- حسن اغربي (اطاك المغرب) الذي يعاني من مرض البروستات .
- ابراهيم بارا (اطاك المغرب) الذي يعاني من مرض الكلي حيث أوصى الأطباء بضرورة إجراء عملية جراحية مستعجلة له . وقد تردت حالته الصحية أكثر حيث حضر للزيارة العائلية صباح اليوم محمولا على أكتاف موظفي السجن وغير قادر على النوم ولا تناول الطعام منذ يومين من جراء آلام المرض.
وقد اختتمت الوقفة بكلمة عضو السكرتارية الوطنية لاطاك المغرب معبرا عن دواعي الوقفة والمطالب المرفوعة مع التأكيد على مطلب إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين (المعتقلين الصحراويين طانطان/اسا الزاك – طلبة مراكش – معتقلوا جمعية المعطلين ...)
يؤكد نجاح هذه الوقفة الاحتجاجية وصداها الجماهيري أن مسلسل الاحتجاج والتضامن مع النضال الاجتماعي لجماهير افني مستمر ولن ينتهي إلا بتنفيذ ما تطالب به جمعية اطاك المغرب منذ تقريرها الأول عشية الأحداث بدءا من إطلاق سراح المعتقلين وصولا إلى حوار مركزي جاد يفضي إلى تحقيق المطالب الاقتصادية والاجتماعية لجماهير افني .

السبت، 22 نوفمبر 2008

بيان لجنة معتصم الميناء 20 نونبر 2008

أمام الأوضاع الصحية واللاإنسانية لمعتقلي إفني/أيت باعمران والمعاناة التي يعيشونها بسجون النظام على طول الخريطة.و بعد مرور خمسة أشهر على جريمة (السبت الأسود)، المرتكبة من طرف الدولة المغربية ضد ساكنة سيدي إفني، لايزال النظام الدموي وزبانيته المنهزمة على أعتاب قلعة الصمود والمقاومة تتحين الفرص لممارسة ساديتها ضد شرفاء المنطقة بغدر و بشاعة.

فبعد المحاكمات الصورية، وتواصل الاعتقالات الجبانة، يخطط المخزن حاليا بتواطؤ مع ما يسمى(لجنة التنسيق و المتابعة ?! ) لحبك مؤامرة خطيرة تستهدف وحدة ملف معتقلي (أحداث سيدي إفني) وذلك وفق سيناريوهات مخزنية متعددة الأهداف نذكر من بينها:

أ‌- تجزيء ملف المعتقلين على خلفية أحداث إفني وتصنيفهم إلى (معتقلين سياسيين) و(معتقلي الحق العام)، والتغاضي عن محاكمة مسئولي وجلادي السبت الأسود
ب‌- كسر شوكة الحركة الاحتجاجية التي أضحت نموذجا يحتدا في الصمود والمقاومة والإيمان بالقضية.
ج- تمهيد طريق الانتخابات المقبلة لشرعنة مافيا انتخابوية –قديمة جديدة- حزب (الأصالة والمعاصرة) التراكتور.

وأمام هذه المؤامرات الدنيئة، التي وظفت فيها عناصر وصولية وانتهازية بإسم الدفاع عن المعتقلين أحيانا والتنمية أحيانا أخرى، نعلن للرأي العام ما يلي:

1- تأكيدنا على محاكمة مسئولي السبت الأسود.
2- رفضنا القاطع لتصنيف ملف معتقلي إفني أيت باعمران(خارج معتقلين سياسيين).
3- رفضنا القاطع لما يسمى (لجنة التنسيق و المتابعة ?! ) المتواطئة مع المخزن، لطمس الحقيقة.
4- مطالبتنا بالسراح الفوري لكافة المعتقلين دون قيد أو شرط.
5- دعوتنا الدولة المغربية للجنوح إلى حوار جدي ومسؤول مع الفاعلين الحقيقيين محليا.
6- استعدادنا للدخول في أقصى الأشكال النضالية لفرض مطالبنا التاريخية دون مساومة.
7- دعوتنا جماهير إفني وأيت باعمران إلى وقفة احتجاجية يوم الأحد 23 نونبر 2008 ابتداءا من الساعة العاشرة صباحا بحي بولعلام الصامد.
القمع لايرهبنا **** والموت لايفنينا

الاثنين، 17 نوفمبر 2008

صور للنشاط التكويني والدراسي الذي نظمته مجموعات أطاك بالجنوب (بإفران وتغجيجت ):











النشاط الجهوي لفروع اطاك بالجنوب
اختتمت اليوم16/11/2008 أشغال النشاط الدراسي التكويني الذي نظم بافران وتاغجيجت ابتداء من يوم 14 من طرف فروع اطاك المغرب بالجنوب (ايت ملول,اكادير,كلميم و النواحي,افني بالاضافة إلى شباب من تغجيجت). وقد حضره أزيد من 65 مشاركا.
ركز النشاط في اليوم الأول على دراسة التقرير الذي أصدره المجلس الأعلى للتعليم وزع على أربع ورشات حسب الأجزاء التي تضمنها التقرير:
1)-إنجاح المدرسة للجميع
2)-التقرير السنوي
3)-أطر المنظومة الوطنية للتربية والتكوين
4)- هيئة ومهنة التدريس
بالإضافة إلى ندوة تناولت موضوع الأزمة المالية العالمية أسبابها, امتدادها,وانعكاساتها
وفي اليوم الثاني تم استكمال ما تبقى من دراسة التقرير مع عرض لموضوع المسألة الاجتماعية بالمغرب الذي ناقش واقع الخدمات الاجتماعية والإجهاز النيوليبرالي على القطاعات الحيوية وضرب صندوق المقاصة..مع أمسية فنية ملتزمة في المساء.
أما اليوم الثالث فقد خصص لاجتماع مجموعات اطاك بالجنوب صباحا ,ليتم الانتقال في الزوال إلى تاغجيجت حيث نظمت ورشة عرضت التعريف بأطاك محليا , وقد لاقى ذالك استحسانا من طرف الحضور. أفرز النشاط تشكيل لجنة تحضيرية لاطاك تتولى مهمة توسيع النقاش في أوساط مناضلي و شبيبة تاغجيجت في أفق تأسيس لجنة محلية لأطاك المغرب .
لقد تميز النشاط الذي تحملت فيه اللجنة المحلية لافران الأطلس الصغير مسؤولية التنظيم والذي كان غالبية حضوره شبابا وشابات بمساهمته في توسيع أشكال اشتغال مجموعات اطاك بالجنوب ,وفتح نقاش واسع مع شبيبة المنطقة نحو التثقيف الشعبي المتجه نحو الفعل

الخميس، 13 نوفمبر 2008

إضراب إنذاري لمدة 24 ساعة


يخوض 33 من المعتقلين السياسيين في السجون الرجعية للنظام القائم إضرابا إنذاريا عن الطعام لمدة 24 ساعة ابتداءا من الساعة 8 صباحا ليومه الخميس 13 نونبر 2008.
ونذكر هنا بعض النقاط المطلبيةللمعتقلين:
- العزل على الحق العام كمعتقلين سياسيين
- الحق في التطبيب وبشكل مجاني.
- الزيارة المفتوحة في وجه العائلة والأقارب والإطارات المتضامنة.
- ضمان الفسحة يومي السبت والأحد وأيام العطل.
- الحق في القراءة والكتابة والإرسال واستقبال المراسلات.
- ايقاف الترحيل التعسفي والإختطاف ( حالة خديجة زيان).
- ضمان الكرامة للمعتقلين.
- الحق في تغذية سليمة ومتوازنة.

المعتقلون المضربون موزعون على سجون : سلا و تيزنيت وإنزكان ، 23 منهم من معتقلي انتفاضة سيدي إفني المجيدة ، و 10 من المعتقلين السياسيين الصحراويين.


تحية الصمود والكفاح
لرفاقنا وراء القضبان وإنها لمعركة حتى النصر.


الثلاثاء، 11 نوفمبر 2008

السبت، 8 نوفمبر 2008

وتسقط الاقنعة عن الحوارات الزائفة ...


في الوقت الذي افسحت فيه جماهير افني و ايت باعمران الصامدة ، وكذا المعتقلون السياسيون في السجون ، المجال امام "لجنة المتابعة والنتسيق" للتحاور مع السلطات مركزيا حول نقطة اطلاق سراح المعتقلين كمدخل اساسي لحل تداعيات الهجوم الدموي المعروف بالسبت الاسود، واعلنت الجماهير الصامدة كذلك التزامها بالتهدئة لفتح باب الحوار ، أبت السلطات القمعية إلا أن تمعن في سياسة ذر الرماد في العيون ربحا للوقت متذرعة بتطمينات أبان مرور الايام دون نتائج ملموسة على زيفها . وما محاكمة مجموعة من المعتقلين السياسيين الباعمرانيين بمحكمة الاستئناف في اكادير يوم 04 نونبر 2008 إلا الدليل الصارخ على زيف الوعود التي يتم التلويح بها ، فقد كانت الاحكام الجائرة كالتالي :
· سنة سجنا نافدة : عمر اعراب - ميلود بوتكات – ابراهيم حربيلي – عبد الرحمان الذهبي .
· ثمانية اشهر سجنا نافدة : مصطفى القصبي – محمد العمراني .
· ستة اشهر سجنا نافدة : عز الدين امحيل .
إننا إذ نعلن صراحة وبوضوح أن صبرنا قد نفذ ، وبأن التهدئة التي التزمنا بها لإتاحة الفرصة امام الحوار مع السلطات مركزيا لحل الازمة على شتى مستوياتها ومن بوابتها الرئيسية وهي اطلاق سراح المعتقلين دون قيد او شرط والغاء كل المتابعات في حق المناضلين ، هذه التهدئة نعلن امام الملأ انها استنفدت كل مقوماتها .
لذا نعلن للرأي العام المحلي والوطني والدولي ما يلي :
1- إدانتنا الصارخة للاحكام الجائرة ضد مجموعة المعتقلين السياسيين الافناويين والباعمرانيين .
2- مطالبتنا باطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين الافناويين والباعمرانيين
3- استعدادنا للدخول في معارك الامعاء الفارغة ( كشكل نضالي ضمن اشكال اخرى ) حتى اطلاق سراحنا .
4- دعوتنا جماهير افني والمنطقة وكذا عائلات المعتقلين اضافة الى كافة الاطارات الجمعوية والنقابية والسياسية والحقوقية المكافحة وكافة لجن الدعم المحلية والجهوية والوطنية الى مواصلة المسلسل النضالي الهادر حتى الانتصار .
5- تضامننا اللامشروط مع رفاقنا معتقلي الحركة الطلابية بمراكش وكذا الرفاق المعتقلين السياسيين الصحراويين في صمودهم وراء قضبان زنازن النظام .
6- تمسكنا الحازم بانه لا حوار ولا تنمية ولا سلم إلا بعد اطلاق سراح المعتقلين .
علمتني ضربة الجلاد كيف امشي على جرحي وأقاوم .. وأقاوم
لن أســــــــــــــــــاوم

07 نونبر 2008
عن المعتقلين السياسيين الباعمرانيين في السجن المدني بانزكان :
- ابراهيم بارا 81101
- مصطفى القصيبي 82315
- محمد العمراني 82316
- زكرياء الريفي 82034
- ميلود بوتكات 81723
- حسن أغربي 81935

الأربعاء، 5 نوفمبر 2008

مسيرة شعبية بطاطا دفاعا عن المدرسة العمومية.


بدعوة من النقابات التعليمية الخمس شارك ازيد من 3000محتج ومحتجة في مسيرة احتجاجيةعلى اوضاع التعليم بالاقايم كتتويج ليومي الاضراب 3و4والتعبئات النضالية التى عرفتها المنطقة من قبل الساكنة من اباء ومعطلين وتلاميد على الخصاص المهول في الاساتدةومشكل لاكتضاض في لاقسام حيت تتجاوز 50 تلميد في القسم ومشكل التغدية في الداخليات واستفادة المعطلين من الخصاص المهول في الاطر وقد جابت المسيرة بعض شوارع المدينة.

الاثنين، 3 نوفمبر 2008

أزمة الرأسمالية وجريمة الشركات


يفر المستثمرون اليوم من الولايات المتحدة الأمريكية، ويتواصل انخفاض الدولار، و يحضر التهديد بالتضخم الاقتصادي بشكل عسير أكثر من أي وقت مضى.هذه أزمة بنيوية في هيكلة الاقتصاد، بالإضافة إلى أزمة شرعية الرأسمالية النيوليبرالية التي تعدنا بغد متقلب مثل تقلب أسواق اليوم.
إن الضرر الذي أصاب سمعة الشركات التي شكلت في وقت مضى زبدة "وول ستريت" متواصل، ونهايته لم تلح في الأفق حتى الآن، الشيء المؤكد أن هذا الضعف قد أصابها قبل فضيحة "انرون".أما شرعية الرأسمالية العالمية كنمط مهيمن على الإنتاج، والتوزيع، والصرف ستستمر في الانحدار والتراجع حتى في قلب النضام البورصي. خلال الفترة الذهبية من ما يسمى ب" الاقتصاد الجديد" في عام 2000 أجريت دراسة استقصائية من طرف مجلة "بزنيس ويك" أظهرت أن 72بالمئة من الأمريكيين يرون ثأتير الشركات الكبيرة على حياتهم أكثر مما ينبغي، وهذا الرقم أعلى بكثير اليوم. كما أن الإفراط المتزايد في الاوراق المالية، أدى إلى انهيار شركات الانترنت في "وول ستريت" في الفترة الممتدة بين 2000 و 2001.أما احتيال الشركات فقد أصبح عنصرا من عناصر " الاقتصاد الجديد ". لتبسيط الفكرة، يجب أن نأخذ بعين الاعتبار تطورين رئيسيين في سير واشتغال الرأسمالية العالمية على مر سنوات الثمانينات والتسعينات: إذ أصبحت العواصم المالية محرك الاقتصاد العالمي، وبروز أزمة فرط أو إفراط في الإنتاج في الاقتصاد الحقيقي. شهدت السنوات العشرين الماضية، تحرير الأسواق المالية والقضاء التدريجي على الحواجز التي تعيق حرية تنقل رأس المال بين البلدان وبين القطاعات (على سبيل المثال: القانون الذي يمنع المؤسسات المالية من الاستثمار في أنشطة تجارية أو مصرفية ) وكانت النتيجة انطلاقة مذهلة لنشاط المضاربة الذي جعل من التمويل القطاع الأكثر ربحا للاقتصاد العالمي حتى أنه مربح أكثر من الأنشطة التقليدية (قروض، أسهم، سندات) لقد أضيفت وسائل مالية جد مصطنعة, كعمليات: العقود الآجلة والمقايضات، في هذه العمليات ليست الأصول هي التي تنتج الأرباح، بل المضاربة حول التنبؤات بالأخطار.(المرتبطة بالأصول)
استقطاب القطاع المالي مقارنة مع قطاعات أخرى من الاقتصاد، مثل التجارة، أو الصناعة حدث بارز إذ تجاوز حجم التعاملات والتبادلات اليومية في الأسواق في النصف الثاني من التسعينات 1200 مليار دولار، هذا المبلغ يعادل قيمة التجارة في السلع والخدمات لمدة ربع سنة. مع اجتياح السيولة المالية لقطاع المضاربة – التي جاء معضمها من خارج الولايات المتحدة الأمريكية-زادت الشركات الضخمة من تبعيتها لتأمين رؤوس أموالها بالاستعمال الضخم للديون وبيع الأسهم المالية بدلا من تقسيم الأرباح.هذه التبعية ثم اعتمادها بصورة ملحوضة في النصف الثاني من التسعينات، عندما بدأت موجة الازدهار بالتعثر في سنوات حكم "كلينتون" .
هذه الموجة تسببت في انفجار عمليات الاستثمار، وأيضا في إفراط عام خارق للعادة في الأنشطة.والمؤشرات على ذلك واضحة لا لبس فيها، إذ سجلت صناعة برامج الكومبيوتر الأمريكية نموا سنويا بنسبة 40 بالمئة ، فالإنتاج أعلى بكثير من توقعات ارتفاع الطلب، أما صناعة السيارات العالمية فلم تتجاوز مبيعاتها 74بالمئة من أصل 70،1 مليون سيارة مصنوعة كل عام .بالنسبة للاستثمار في البنية الأساسية للاتصالات، فقد كانت الدرجة العالية التي تحملها الخلايا الكهروضوئية لا تتجاوز 2،5 بالمئة من طاقتها الإنتاجية . تجار التقسيط لا يقتصدون، فالموزعون الكبار العمالقة أمثال:"ك.مارت و وول مارت"، الذين ثأتروا من جراء الإفراط في كمية مبيعاتهم، وكانت هناك على حد تعبير الخبير الاقتصادي، "كاري شيلينك" " فائض في كل شيء تقريبا".
ويبدو أن الفوائد التي تعود على عالم الشركات في الولايات المتحدة الأمريكية، نمت بشكل مضطرد منذ عام 1997، مما أسفر عن موجة مفرطة من الاندماجات بين الشركات، البعض منها بمحفز القضاء على المنافسة، والبعض الأخر بغرض تجديد الأرباح، وفقا للعلاقات الخفية المعروفة بين الشركات باسم "التعاون".وتتلخص الاندماجات المهمة :بين "دايملر بنز و كرايسلر ميتسوبيشي" ، استرجاع "نيسان" من طرف "رونو" ، اندماج "موبيل" و"إكسون" ، الاتفاقية الموقعة بين " بي بي-أموكو-أركو" ، البرنامج الواسع "ستان أليونس" بين شركات الطيران ، اتفاقية "أميركا أون لاين" و "تايم وورنر" ، استرجاع" م س إ" من طرف "وورد كوم". في الواقع، العديد عمليات الاندماجات تجرى فقط للقطع مع النفقات الزائدة، ولكن ليس مع الربح، كما حدث على سبيل المثال في الاتفاقية الإعلامية بين "أميركا أون لاين" و" تايم وورنر" ، حيت لم تكن الاندماجات ممكنة ،منافسة متوحشة تقود الشركات إلى الإفلاس ، بما فيها الشركات العملاقة مثل "ك.مارت".
استمرارية الشركات في ظل هوامش ربح ضعيفة أو غير موجودة، يتطلب الاعتماد المتزايد على التمويل عن طريق مدا خيل البورصة، التي تتأثر هي الأخرى بالتزايد المالي للأنشطة التجارية و الاستثمارية الهجينة، مثل "ج ب موركان شيس" و" سالمون سميت بارني" و"ميريل لينش " الذين يمارسون مجهودا كبيرا جدا للإقناع بإبرام الاتفاقيات، وذلك لإخفاء الإغراء الضعيف بالنسبة لأرباحهم المالية وعدم أداءهم للإلتزاماتهم المالية، وبعض الشركات تسلك طريق العمليات المحدد أجلها وذلك ضد العملة المتعثرة، التي يتم الرهان بها، أما بعض الموجهين واسعي الخيال فيستثمرون في قطاع التكنولوجا العالية، هذه التقنية على ما يبدو مجددة ، وترتكز على المبادلات الوهمية ، وهدا ما أدى إلى ارتفاع الأسهم المالية في هذا القطاع إلى مستويات عالية (ستراتوسفيرية) ، حيت فقدوا كل علاقة مع الوضع الحقيقي والواقعي لشركاتهم ، على سبيل المثال: عرف نشاط" أمازون كوم" زيادة ثابتة في مسارها ، في الوقت نفسه الذي سجلت فيه الشركة أرباحا ، ولكن غيرها أمثال "ستار أبس" ، ليست لهم أية علاقة مع نشاط الإنتاج ، ويعمل بصفة رئيسية لتضخيم مصطنع لأسعار الأسهم بالنسبة للمشاركين بالرأسمال الاستثماري والقادة الدين يفضلون خيار تسليم مخزونهم كفرصة لملئ جيوبهم عن طريق البيع السريع ، بعد ذلك يتخلون عن الشركة ويختفون في نهاية الأمر .
في النهاية، تنبني التجارة على أساس الوهم، إذ لا يمكن التحكم فيها وهذا الواقع تجسد ضهوره في 2000، في تنضيف صدمة 4600 مليار دولار المستثمرة في البورصات ، وكما لاحضت مجلة "بيزنيس ويك" هذا المبلغ يمثل نصف الناتج القومي الإجمالي للولايات المتحدة الأمريكية ، وأربع مرات الابتلاع البورصي الذي ميز عام 1987 ، موجة من الازدهارات الطويلة المصطنعة لمدة ثلاث أو أربع سنوات ، مع حماقة تنظيف الاقتصاد ، لكن بالمقابل الولايات المتحدة الأمريكية دخلت في ركود عام 2001 وهذه هي الحماقة على وجه التحديد ، لان الواقع مزيف لمدة طويلة ، بوهم الازدهار الذي لن يكون لمدة طويلة إلا لتصحيح الاختلالات البنيوية الضخمة التي تم التسبب فيها إذا كان ذلك لا زال ممكنا.
في نهاية المطاف، ليست هناك سوى طريقة واحدة لجدب المستثمرين، إصدار تقارير إيجابية، هذه هي الحقيقة البسيطة والقاسية، التي أدت إلى تكاثر وانتشار تقنيات تزييف الحسابات، فالشركاء في إدارة مالية "إنرون أندرو فاستو" التي تبتكر وسائل تمكنها من تجنب أداء التكاليف والديون من ميزانيتها. و"وولد كوم" التي قد تستخدم أساليب أكثر دهاءا عن طريق نقل نفقات التشغيل إلى تكاليف الاستثمار. في هذا السياق، من إلغاء القيود التنضيمية، ونظرا لمعطى المفهوم النيولبيرالي لعدم التدخل المهيمن للدولة، لارساء قطاع خاص، مثل هذه الضغوط لا تجد صعوبة في التغلب على الفصل بين: الادارة ومجلس الإدارة، بين المحلل والوسيط، بين المراقب والمراجع. هناك احتمال أن يواجه الاقتصاد دوامة من الانحدار والجزر إلى أن يضعف شيئا فشيئا، ومجالس الرقابة على الشركات والمديرين التنفيذيين الذين فرضت عليهم المراقبة يجب عليهم التوقف على تحركهم وكأنهم في نظام موازين القوى، إنهم يجمعون الآن قواهم، للحفاض على وهم الازدهار- وكذلك على العلاقة مع المستثمرين الذين لا يشكون في أي شيء- أطول مدة ممكنة. هذه الجبهة الموحدة لم تدم لمدة طويلة، ولكن، بالنسبة لؤلئك الذين يعرفون الوضعية، الإغراء كان كبيرا للبيع قبل أن يعرف كبار المستثمرين مايحدت.فهم الأعمال التجارية ينتهي في الوقت المناسب، أخد المال وتجنب المتابعة القضائية.رؤية الأزمة في الأفق، "جيفري سكيلين"، الرئيس التنفيذي لشركة"أنرون"، استقال ونجح أن يفر مع 112 مليون دولار، حصيلة بيع مخزونها قبل أشهر قليلة من تراجع الدولار."دينيس كوزلوسكي" الرئيس التنفيذي لشركة " تايكو" ليس لديه نفس الحظ، إذ أنه ليس مسرورا لتسلمه 240 مليون دولار، لاعتقاده بأن هناك المزيد من المال لأخذه، لقد تم إيقافه بعد إفلاس شركته ويتابع الآن بتهمة التهرب من الضرائب. ومما لا شك فيه أن زعماء آخرين، سيتم تحديدهم، ومن يعرف، قد تشمل لائحة الأسماء الخسيسة "جورج دابليو بوش" و"ديك تشيني"، ولكن إذا كان المحتالون في كل مكان فمن الجيد التذكير أن أصل المشكل، هو كيفية اشتغال نمط الإنتاج الرأسمالي الفوضوي والغير المنضم، الذي تتحكم فيه التجارة، وأنها ليست شيئا يمكننا من خلاله التخلص من الصيغ التاريخية مثل:" ليست هناك رأسمالية بدون ضمير" أو الحلول التي يمكن التعامل معها بشكل مثير "الإدارة الجيدة للشركات". اليوم المستثمرون يفرون من الولايات المتحدة الأمريكية، والدولار يتواصل بالانخفاض، والتهديد بالإفراط الاقتصادي يحضر بشكل عسير أكثر من أي وقت مضى.هذه أزمة بنيوية في هيكلة الاقتصاد، بالإضافة إلى أزمة شرعية الرأسمالية النيوليبرالية التي تعدنا بغد متقلب مثل تقلب أسواق اليوم.
المؤلف: وولدن بيلو
تعريب: بولعلام محمد
أطاك كلميم والنواحي
اللجنة المحلية لافران أ/ص

الخميس، 30 أكتوبر 2008

السجن المحلي بانزكان بتاريخ 27/10/208

تحية النضال و الصمود:

" كلما ازدادت ضربات القمع كلما ازداد انغراسا في وجداننا"
باد ذي بدء، نحيي كل الإطارات السياسية و النقابية و الجمعوية و الحقوقية المشاركة في هدا الملتقى الخاص بالمعتقلين السياسيين ببلادنا كما نحيي أيضا كل المشاركين في أشغال هدا اللقاء مناضلين و عائلات المعتقلين.لقد تتبع الرأي العام الوطني و الدولي انتفاضة الشباب المعطل بافني قلعة الصمود و التحدي و تتبع معها المجازر الدموية التي ارتكبها النظام الدموي ببلادنا في حق المتظاهرين العزل و كدا انتهاك الحرمات، و اغتصاب النساء و الفتيات، كما تتبع الكل استباحة زبانية الضريس و العنيكري لمنطقة بأسرها، كل ذنبها أنها تظاهرت ضد البطالة و زوارق الموت و المخدرات و الموت البطيء. أي أنها تظاهرت من أجل حقها المقدس في الحياة و الكرامة الإنسانية، فكانت النتيجة منطقة بأسرها تحاصر، تدبج في وضح النهار، بالإضافة إلى عشرات المتابعين و المعتقلين، كان لنا الشرف أن نكون منهم. و رغم التنكيل و الاعتقال سجل شباب و نساء افني و آيت باعمران ملحمة البطولة في الصمود ضد آلة القمع الهمجي، كما سجلت الإطارات الجمعوية المكافحة و كدا الإطارات السياسية الديمقراطية و كدا الإطارات الحقوقية وقفة عز و كرامة تجسدت قي قافلة التضامن مع الساكنة المحاصرة.كل هدا يحدث في مغرب كثر فيه التطبيل و التزمير لمفهوم النموذج المغربي الفريد في طي " صفحة الماضي" و " الإنصاف و المصالحة " بالإضافة إلى" مفهوم الجديد للسلطة " و كدا دولة " الحق و القانون "........إن القمع الهمجي الأسود لاعتصام كادحي افني و معطليه ليحمل أكثر من دلالة حول تفاهة و زيف ثقافة الشعارات " السلم الاجتماعي " كما أن الزج بمعتقلي انتفاضة افني بسجن انزكان الرهيب وسط زنازن أقل ما يقال عنها أنها نسخة طبق الأصل لزنازن سجن أبو غريب السيئ الذكر، حيث كل شيء يوجد باستثناء كرامة الإنسان و أبسط مقومات العيش الإنساني و دلك : * الزج بالمعتقلين السياسيين في زنازن ضيقة متوسط مساحتها 40م2 و حشرهم وسط أزيد من 80 معتقل رأي عام في كل زنزانة.* الحرمان من التطبيب لانعدام الطبيب أصلا في معتقل يضم أكثر من 1400 سجين ( كل ما يتوفر عليه هو ممرضان فقط ) في وسط يعتبر خزانا خصبا لمختلف الأمراض( الربو، الجربة ، الڭـزيمة ، الروماتيزم ، أمراض القلب، السل .....)* الأكل الرديء الذي تعافه حتى الحيوانات" الماء و الزيت و حبات الفاصوليا أو العدس ممزوج بالحشرات" * انعدام الأدوية.* الحرمان حتى من ساعتي الساحة la cour يومي السبت و الأحد و إبقاء الزنازن مقفولة طيلة اليومين و بالتالي إجبار السجناء على الجلوس في وضع جهنمي ليس القرفصاء و إنما اقرب إلى وضع الجنين، أي مكوم متني الرجلين طيلة أيام الأسبوع و خصوصا السبت و الأحد.* منع سجناء من التنقل حتى داخل السجن من جناح لآخر.* منع الإطارات الحقوقية و الجمعوية و السياسية من زيارة المعتقلين السياسيين.* وضع المناضلين تحت مراقبة بوليسية دائمة لمنعهم بالاتصال بينهم و تحيد تأثيرهم على السجناء.إن هدا الطوق الجهنمي المفروض علينا كمعتقلي رأي عام إنما يؤكد حقيقة أن قضية الاعتقال السياسي قضية طبقية ملازم للنظام السياسي القائم فلا فرق بين الأمس و اليوم مهما حاول الدجالون الجدد تزويق" العهد الجديد"إن القمع الذي تعرضت له منطقة افني آيت باعمران يشكل جزءا من لوحة عامة سمتها القمع الدموي و تظهر جليا في قمع تالسينت، صفرو، واسرير و طاطا و قبلهم تارميلات بالإضافة إلى التنكيل اليومي بمناضلي الجمعية الوطنية لحملة الشهادات بالمغرب و كدا مجموعات الأطر العليا و الدكاترة المرابطين بالرباط دون أن ننسى القمع الوحشي للنضالات الطلابية بالجامعات و دون أن نغفل التنكيل الوحشي و محاصرة مدن بأسرها بالصحراء.إننا كذلك نعتز بكوننا جزء من مئات المعتقلين السياسيين على طول خريطة زنازن وطن القمع و القهر بدءا برفاقنا المناضلين الصحراويين و صولا بمعتقلي الحركة الطلابية و إطارها الجريح ا وط م و انتهاء بالمعتقلين النقابيين....إننا اليوم قبل الغد في أمس الحاجة إلى كفاحكم معها في المعمعان و أجسادنا المنهكة في رطوبة الزنازن الجهنمية بحاجة لدعمكم و تحرككم الفعلي.إن معركتنا اليوم هي حماية الديمقراطية و حقوق الإنسان فبعد تمرير ترسانة القمع القانوني الجهنمي (قانون الإرهاب، قانون الأحزاب، قانون الصحافة، قانون الجمعيات، قانون الإضراب، قانون الشغل ...)و بعد الهجوم الوحشي على حق الجماهير في الحياة عن طريق تصريف الأزمة الاقتصادية الخانقة على كاهل الكادحين عن طريق الرفع في الأسعار( الأدوية، الحليب، الزيت، الخضر، الغاز، الكهرباء، الماء...) ليس لدينا ما نخسره سوى قيودنا لنربح عالما بأسره.لقد تتبعنا بفرح طفولي قوافل التضامن مع نضالات كادحي و كادحات افني آيت باعمران، و تتبعنا أيضا نضالات أهالينا بالخارج و نحن قابعين وراء قضبان الزنازن، فكلنا أمل أن تتوحد نضالاتنا قريبا نحن من داخل الزنازن و أهالينا بافني الأبية و كدا لجان الدعم و المساندة في مختلف ربوع المغرب الجريح بالإضافة إلى كفاحات شبابنا و نسائنا بمختلف الدول الأوروبية.مهما حاول النظام ثنينا عن حبنا و عشقنا لأرضنا و أهالينا وحاول كسر شوكة إيماننا بمبادئنا فإننا لن نتوقف أبدا عن الدود عن كرامة الكادحين و حقهم في الحياة.
يعجز الرشاش أن يسكت صوت نبضي
لست نبيا لكني إلاه فوق أرضي
عشتم وعاش النضال عن المعتقلين السياسيين

بارا ابراهيم
زكريا الريفي
حسن أغربي
القصبي مصطفى
عبد القادر أظبيب
العمراني محمد

الأربعاء، 22 أكتوبر 2008

3 كوارث رأسمالية تهّز كوكب الأرض / سعد محيو

ثلاث أزمات - كوارث كبرى تعصف بالعالم دفعة واحدة هذه الأيام:أزمة الغذاء، أو بالأحرى الجوع، العالمية.أزمة النظام المالي الدولي.وكارثة تغيّر مناخ الأرض.ثمة أم شرعية واحدة لهذه الأزمات الثلاث: الرأسمالية. لكنها أم عاقة للغاية، وشريرة للغاية. فهي ترفض الاعتراف بأمومتها لهذه الأزمات، من ناحية، وحتى حين تعترف ببعض مسؤوليتها، فهي تتهرب من البحث عن حلول جديّة لها.إلى أين يمكن أن تقود هذه الكوارث؟سنأتي إلى هذا السؤال بعد قليل. قبل ذلك وقفة أمام طبيعة هذه الأزمات.ونبدأ مع المعضلة المالية.«الكازينو»الأزمة المالية العالمية، والتي استنفر قادة الدول الصناعية السبع ومعهم قباطنة المؤسسات الاقتصادية الدولية (صندوق النقد، البنك الدولي، المصارف المركزية) كل طاقاتهم لوقف تداعياتها الكارثية لم تكن، كما ادعى البعض، مجرد أزمة عابرة سببها اضطراب سوق العقار الأميركي، أو انفصال الاقتصاد المالي عن الاقتصاد الحقيقي، أو انخفاص ثم ارتفاع أسعار الفائدة، بل هي (كما قالت «فاينانشال تايمز» الرأسمالية) أزمة بنيوية سببها الأعمق العولمة النيو - ليبرالية المنفلتة من عقالها، والفجوة التي لا تني تتوسع في داخل الدول بين الفقراء والأغنياء، والتضخم الكبير في أسعار المواد الغذائية والطاقة.رب محتج هنا: ما الجديد في كل هذا الذي يجري؟ ألم يشهد النظام الرأسمالي مرات عديدة طيلة المئتي سنة الماضية من عمره سلسلة أزمات دورية كان يخرج منها دوماً ليس فقط سالماً، بل أقوى؟ أليست الأزمات هي تعبير عن السر الكبير الذي يمنح النظام الرأسمالي طاقته الهائلة على التجدد والانبعاث من جديد «كما مع مصاصي الدماء الذين يقومون دائماً من الموت» (على حد تعبير ماركس) وهو، أي السر،: «التدمير الخلاق»؟ بعد كل من أزمات 1876، و 1929، و 1971، و 1997 - 1998 و 2001، كان النظام الرأسمالي يعاين الدورة التقليدية انتعاش - ركود - انتعاش، ويثبَت أقدامه بعدها بشكل أفضل.كل هذا قد يكون صحيحاً. لكن الصحيح أيضاً أن الأزمة الراهنة قد لا تشبه تماماً الأزمات السابقة. كيف؟خلال حقبة العولمة النيو - ليبرالية التي بدأت في سبعينيات القرن العشرين، مرت المراكز الرأسمالية الكبرى بعملية «لا تصنيع» أو نزع التصنيع (deindustrialization) انتقلت بموجبها الرأسمالية الغربية من الاعتماد على الأسواق المحلية - القومية إلى الشكل المتعولم الحالي من العولمة، عبر نقل الصناعات الثقيلة الملوثة إلى الصين والهند وغيرهما. وترافق ذلك مع «تحرير» أسواق المال ونزع كل القيود المنظّمة لها، مما أدى إلى هجرة جماعية للرساميل إلى «الجنّات الآسيوية»، وأيضاً إلى تقسيم عمل دولي جديد: التكنولوجيا المتطورة، والبحث والتطوير، والسلع «الخاصة» (الخدمات المالية) في المراكز الرأسمالية، والعمليات الصناعية التقليدية في الأطراف.هذا التطور لم يؤد فقط إلى خلق بطالة واسعة النطاق في الغرب، بل أيضاً إلى توسّع هائل للأسواق المالية التي تعولمت بسرعة، فبات القطاع المالي في بريطانيا، على سبيل المثال، مسؤولاً عن نصف النمو الاقتصادي فيها، وكذا الأمر بالنسبة للقطاع المالي - العقاري في أميركا حتى العام 2006. وكلا القطاعين اعتمدا بشكل كامل على المضاربة وليس على الاقتصاد الحقيقي.لقد قال المحللان اليساريان جون سارغيس وتاكيس فوتوبولوس إن ظاهرة سيطرة الطبقة المالية - المصرفية، حوّلت الرأسمالية من «نظام» اقتصادي يستند إلى قواعد تنظيمية واضحة، إلى «فوضى» كازينو القمار الذي يقوم على مبدأ «المخاطرة الكبيرة لتحقيق الأرباح الكبيرة».ومرة أخرى، هذا ليس تطوراً جديداً. لكنه مع ذلك يتضمن عامل جدة في غاية الأهمية: «الكازينو» الآن لم يعد قصراً على المراكز الرأسمالية الكبرى، بل هو أصبح «كوكبياً»، أي يطال الكرة الأرضية كلها، وأزمته الراهنة تنذر بركود وربما كساد عالميين كبيرين هذه المرة.مرة أخرى أيضاً، قد تنجح الرأسمالية بتخطي هذه الأزمة الكبرى الجديدة، بالطبع على أشلاء عشرات ومئات ملايين صغار المستثمرين وضحايا الحروب الرأسمالية المقبلة التي ستشن للخروج من المشكلة الراهنة.عبقرية الرأسماليةلا أحد بالطبع على وشك التشكيك بعبقرية الرأسمالية العالمية وبقدرتها الفائقة على التطور والتأقلم.عدوها اللدود كارل ماركس نفسه لم يستطع ذلك. وهو أسبغ عليها صفات مثل «الظاهرة التقدمية»، والحديثة، والثورية، برغم تآمره لـ «دفنها في مزبلة التاريخ».في أوائل القرن العشرين، كانت اللازمة التي تبناها معظم المحللين والمفكرين، هي أن الرأسمالية استنفدت أغراضها وباتت مثل فيل في غرفة، وأن بديلتها الاشتراكية آتية لا محالة.لكن المفاجأة الكبرى حدثت: الفيل بقي في الغرفة، وبديله غادرها.وفي أواسط القرن الماضي، تنبأ العديد من الاقتصاديين بأن المستهلكين لن يستطيعوا استيعاب السلع الكثيفة التي تفرزها أدوات إنتاج رأسمالية متطورة. فإذا بالرأسمالية تفاجئهم بإنتاج الرغبات قبل السلع. فهي لم تعط المستهلكين ما يريدون، بل جعلتهم يريدون ما تعطيهم. وهذا كان انقلاباً هائلاً لا مثيل له في التاريخ.ثم في أوائل التسعينيات، ومع بروز العولمة كنظام حياة وايديولوجيا (برغم أنها ليست شيئاً آخر غير الرأسمالية العالمية بحلة جديدة)، سرت المقولة بأن الثورة الاجتماعية العالمية آتية بسبب الفروقات الهائلة بين السوبر - أغنياء والسوبر - فقراء. الفروقات حدثت، لكن الثورة لم تقع. بدلاً منها نشأت مراكز رأسمالية ضخمة جديدة في الصين والهند، ستؤسس لاحقاً لما قد يثبت أنه أكبر تجمع للطبقات الوسطى في كل الحضارات البشرية.ما سر هذه «العبقرية» الرأسمالية؟رد وحيد يبدو مقنعاً: تطابق أنانية الإنسان المفرطة مع «قدسية» نظام الملكية الخاصة الذي توفّره الرأسمالية. هذا بالإضافة إلى نزعة الرأسمالية الدائمة إلى التطور والتغيّر والتوسّع.كارثة المناخلكن، وبعد قول كل شيء عن إبداعات الرأسمالية، يبقى السؤال: إلى متى تستطيع هذه الأخيرة مواصلة الحياة على هذا النحو الباذخ، الذي تستنزف فيه قدرات كوكب الأرض الطبيعية، وتدفع معه الطبيعة البشرية إلى أقصى حدود توحشها الأناني؟هذا السؤال يقودنا إلى التطرق إلى الأزمة الثانية: المناخ.الكاتب البريطاني تيموثي آش كتب مؤخراً أن لحظة الحقيقة بالنسبة للرأسمالية العالمية أزفت، بعد أن أنضبت اقتصاداتها خلال أربعة قرون وقوداً أحفورياً احتاجت الطبيعة إلى 400 ألف سنة لتخميره، وبعد أن أدى حرق هذا الوقود إلى ظاهرة تغير المناخ.وبما أن الرأسمالية لا تستطيع تغيير جلدها، عبر التوقف عن النمو والتوسع، فالكارثة برأيه آتية لا محالة.هذه الحقيقة دفعت الكاتب الأميركي ألان وايزمان إلى وضع كتاب بعنوان «العالم من دوننا» الذي أثار، ولا يزال، ضجة كبرى في أميركا والعالم حملت اليافطة العريضة: «كوكب أرض بلا جنس بشري».حاول الكاتب أن يتخيّل كيف يمكن أن يكون الكوكب الأزرق إذا ما انقرض منه الستة مليارات نسمة إما بفعل فيروسة طبيعية أو مخبرية قاتلة، أو بتأثير كويكب كذاك الذي ضرب الأرض قبل 65 مليون سنة وأدى إلى انقراض الديناصورات.الكتاب أصبح سريعاً الأكثر مبيعاً وترجم إلى 30 لغة، وتلته برامج تلفزيونية في «ناشنال جيوغرافيك» و «هيستوري تشانيل» تحوّلت هي الأخرى إلى الأكثر مشاهدة (5 ملايين مشاهد خلال شهر(.لكن، لماذا هذا الهوس الجماهيري بتلك الفكرة الخيالية؟ سنأتي إلى هذا السؤال بعد قليل. قبل ذلك، فلنر كيف يمكن.أول ما سيحدث حين تكون الأرض من دون بشر هو الهبوط الكبير في مستويات التلوث. فالطائرات والسيارات، والآلات الصناعية والجرارات، ومكيفات الهواء والتدفئة على الوقود، والأسلحة المطلقة للأشعة، كلها ستزول بفعل الصدأ والتآكل، مما سيؤدي إلى توقف تغير المناخ بفعل سخونة الجو. الغابات ستستعيد ما سلبته منها الصروح الإسمنتية في المدن، والأعشاب الخضراء ستستولي على طرقات الإسفلت وجدران الأبنية، والزهور والرياحين ستكون في كل مكان. المحيطات ستتطهر من أدران التلوث، وستعود الأنهار والينابيع إلى طهرانيتها السابقة.البشر الملوثون للبيئة لن يبق منهم من أثر، سوى تلك البصمات التي ستتركها كبسولات الفضاء «فواياجير» برقائقها الإلكترونية التي تتضمن معلومات بيانية عن الحامض الجيني البشري، والنظام الشمسي، وصوراً لأطفال ومدن، و 26 تسجيلاً موسيقياً بينها «القيثارة السحرية» لموزارت. الكبسولات ستكون قادرة على البقاء في الكون لأكثر من مليار سنة، لكنها لن تكون بالنسبة لأي حضارة فضائية تعثر عليها أكثر من تأريخ لجنس منقرض وحضارة فشلت في البقاء.لماذا هذا الهوس بفكرة أرض بلا بشر؟ببساطة لأن البشر قد يصبحون قريباً بلا أرض، أو بالأحرى بلا قشرة الحياة الخضراء الرقيقة التي لا تعلو سوى بضعة سنتيميترات عن سطح هذا الكوكب. القلق على مصير الحياة بات حقيقة واقعة وملموسة، ليس فقط بفضل آلاف العلماء الذين يؤكدون وجود تغيّر في المناخ بسبب التلوث الاصطناعي، بل أيضاً بفعل الأعاصير والتسونومويات والزلازل التي بلغت في السنوات الأخيرة مستويات عنف غير مسبوقة منذ آلاف السنين.الرأسمالية، قائدة النظام الاقتصادي العالمي الراهن، غير قادرة على تغيير نفسها لوقف تغيّر المناخ. لكن، هل هي وحدها غير القادرة على تغيير جلدها؟ ماذا عن الطبيعة البشرية التي ترعى ما يسميه فرانسيس فوكوياما «الجينة الأنانية» التي هي في أساس «حرب الجميع ضد الجميع»؟ أليست هذه هي الأخرى مسؤولة؟ ولو أن البشر قنعوا بأن يراكموا قدراً معقولاً من المال يكفي لتحقيق أمنهم وتأمين سعادتهم، ألم يكن هذا سيقود إلى إلغاء الفقر والعوز في العالم، وإلى أنظمة اقتصادية أكثر رحمة بالبيئة وتأقلماً معها؟الرأسمالية لم تكن لتزدهر وتبقى لو لم تكن تطبيقاً للشعار الشهير «كما تكونون يولّى عليكم». وهذه حقيقة يجب أن نعترف بها نحن البشر ونندم عليها أيضاً. فنحن في النهاية، وجنباً إلى جنب مع الفيروسات، نعتبر المخلوقات الوحيدة التي تدمر البيئة من حولها، في خضم صراعنا من أجل البقاء.الرأسمالية عبقرية؟أكيد. لكن هذا فقط لأننا نحن البشر أغبياء!عالم جائعنأتي الآن إلى الأزمة الأخيرة: الغذاء.الشهر الماضي عقد قادة مجموعة الثماني الكبار قمتهم المنتظرة «للبحث في إيجاد حلول لأزمة الغذاء العالمية»، كما وعدوا.لكن، هل سيكونون قادرين على ذلك؟حتماً قادرون. لكنهم حتماً أيضاً غير راغبين لسبب رئيس: إنهم أساساً (أو على نحو أدق النظام الرأسمالي الذي يمثّلون)، الذين اخترعوا المشكلة. هم الخصم والحكم. فهل يطلب ممن تسبّب بالداء أن يتبرع بالدواء؟قباطنة الرأسمالية يرمون من وراء أزمة الجوع، إلى تحويل العالم برمته إلى مختبر عضوي واحد تسيطر فيه شركات البيوتكنولوجيا العملاقة على إنتاج الطعام وتصنيعه وتطويره وتسويقه. وحين ينجزون هذا الانقلاب التاريخي، ستصبح هذه الشركات أقوى قطاع في الاقتصاد العالمي، إلى درجة أن لوبيي النفط والمجمع الصناعي - العسكري فائقي القوة، سيبدوان أمامها أشبه بدكان صغير ملحق بـ «سوبرماركتها» الكبير.هذا الانقلاب بدأ يتحقق بالفعل عبر وسيلتين: «تحرير التجارة» وإلغاء دعم الزراعة والمزارعين في العالم الثالث الذي يضم ثلثي سكان العالم، تمهيداً (وهنا الوسيلة الثانية) لجعل هذا العالم معتمداً على كل ما تنتجه الشركات من بذور معدّلة جينياً.آثار أقدام الانقلاب مبعثرة في كل مكان. لكنها تبدو فاقعة في بلدين أكثر من غيرهما هما المكسيك والفيليبين، لأنهما شهدتا أولى نتائج تطبيق هذه التوجهات.جوع المكسيك لا يمكن فهمه بدون تذكّر الحقيقة بأن صندوق النقد والبنك الدوليين، حوّلا البلاد من اقتصاد مصدّر للذرة إلى مستورد لها. القصة بدأت مع أزمة الديون في ثمانينيات القرن العشرين، حين أجبرت المكسيك على توسّل الدعم المالي لخدمة ديونها. الصندوق والبنك استجابا، لكن لقاء ثمن باهظ: إزالة رسوم الضرائب الحمائية، ووقف الدعم الحكومي للسلع الزراعية. الضربة التي تلقتها الزراعة بسبب ذلك كانت قوية، لكنها لا تقارن بشيء بتلك التي وجّهت لها العام 1994، حين وضعت اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية (النافتا) موضع التطبيق. إذ سرعان ما اجتاحت الذُرة الأميركية أسواق المكسيك، مما أدى إلى قصم ظهر زراعة الذُرة المكسيكية، فتحوّلت حينها المكسيك إلى مستورد صاف للمواد الغذائية. وهذا كان أمراً غريباً في بلد اكتشف الزراعة قبل خمسة آلاف سنة.القصة نفسها تكررت في الفيليبين. قبل الأزمة الحالية، كان 10 في المئة فقط من إنتاج الأرز فيها يخضع للتجارة. لكن الأسعار تضاعفت ثلاث مرات هذا العام، وتحوّلت الفيليبين فجأة من دولة مكتفية ذاتياً في مجال الأرز، الذي هو الغذاء الرئيس في البلاد، إلى الدولة الأولى في العالم في مجال استيراده، مهما كان سعره!ديكتاتور الفيليبين السابق ماركوس يمكن إدانته بكل الجرائم، لكن ليس بينها تجويع المزارعين. فهو قدّم لهم البذور والسماد المدعوم، والقروض الميسّرة. لكن، في عهد الحكومات الديمقراطية، ولا سيما حكومة أكينو، انقلبت الآية بعد أن انضمت الفيليبين إلى منظمة التجارة العالمية العام 1995. فقد استغل صندوق النقد وقوع البلاد في براثن الديون (26 مليار دولار)، لفرض شروطه الخاصة حول «تحرير التجارة» وإلغاء الدعم. مانيلا رضخت، فكانت النتيجة أشبه بالأعاصير: جوع ومجاعة وتراجع حاد في الإنتاج الزراعي لصالح استيراد الحبوب من أميركا.تجارب المكسيك والفيليبين تكررت في كل أنحاء العالم، والهدف الرئيس (كما أشرنا) دمج الدول النامية في نظام معولم تسيطر على إنتاج الحبوب واللحوم المعدّة للتصدير فيه شركات متعددة الجنسيات.ومن يتحدث بإسم هذه الشركات وينطق باسمها؟ليس أحد آخر سوى قادة مجموعة الدول الثماني أنفسهم ،الذين يعدون الآن بحل كارثة الجوع الراهنة.إنها حقاً كوميديا مضحكة، مثيرة للبكاء!ثورتانالآن: إذا ما جمعنا هذه الأزمات - الكوارث الثلاث ووضعناها في أنبوب واحد ثم عمدنا إلى خضه، علام سنحصل؟على أحد أمرين: ثورة عالمية على الرأسمالية، أو ثورة من الطبيعة على الرأسمالية وكل البشر معاً.المرشحون للثورة على الرأسمالية كثر:1 - القوميون الذين سيتمسّكون بدور الدولة - الأمة ووجودها، في مواجهة العولمة الرأسمالية التي تعتبر أن دور الدولة انتهى وجاء دور الحكومة العالمية. حدث هذا من قبل مع موجة العولمة الأولى في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، حين تحدت الدول القومية الجديدة البازغة في ألمانيا واليابان نظام العولمة الذي فرضته الإمبراطورية البريطانية، مما أدى إلى نشوب الحرب العالمية الأولى وانفراط عقد النظام العالمي برمته.2 - حركات التحرر في العالم الثالث، ولا سيما في أميركا اللاتينية والعالم الإسلامي، التي ستشكل رد فعل على القسمة العالمية الجديدة بين مجتمعات ما بعد حديثة غنية وآمنة وتتكون من 20 في المئة من سكان الأرض، وبين مجتمعات ما قبل حديثة يحكمها الفقر وتسودها الفوضى وتضم 80 في المئة من الأرضيين.3 - الحركات الليبرالية اليسارية في الولايات المتحدة، التي ستكون طرفاً رئيساً في الحرب بين الديمقراطية والرأسمالية. هذه الحركات قد تشكّل رأس الحربة في الثورة العالمية الجديدة، بسبب التراث الديمقراطي المتجذر في أميركا.4 - وأخيراً، التيارات الفاشية التي قد تفيد من تدمير الحدود بين الدول الذي تقوم به العولمة لإحياء الروح القومية المتطرفة ضد الأجانب والمهاجرين، ولا سيما في الدول الأوروبية الغنية.كما هو واضح، لائحة المرشحين للتمرد كبيرة وطويلة. وهي قد تزداد كبراً وطولاً مع ازدياد حال التمزق الاجتماعي الذي تتسبب به الرأسمالية العالمية في مرحلة تطورها الراهنة.لكن مهلاً.كل هذه القوى المعترضة لن تتمكن لا منفردة ولا حتى مجتمعة من تشكيل خطر على الرأسمالية. فهذه جابهت من قبلُ أطرافاً متمردة أعتى بكثير من تلك الموجودة الآن، على رأسها الاشتراكية والشيوعية، وسحقتها الواحدة تلو الأخرى. وهي ستنجح الآن في إخضاع القوى الجديدة سواء بقوة السلاح أو بإغراء الاستتباع.الجهة الوحيدة التي يمكن أن تدك أسوار القلعة الرأسمالية الحصينة هي.. الطبيعة.كيف؟فلنتخيّل السيناريو الآتي: مسألة تغير المناخ وارتفاع حرارة الأرض يتحولان من مادة للجدل إلى حقيقة واقعة. وهذا يترجم نفسه في سلسلة مدمرة من الأعاصير والفيضانات والأوبئة والأمراض التي تفرض اتخاذ إجراءات سريعة من كل أمم العالم لوقف عملية الاحترار وإعادة التوازن إلى الطبيعة. على رأس هذه الإجراءات تطبيق ما يطالب به الآن عدد من الاقتصاديين المتنورين: وقف النمو الاقتصادي وجعله يتوقف عند العدد صفر، وتغيير النظم الاجتماعية - الاقتصادية لجعلها تعتمد على مبدأ التضامن والتكيف مع أمنا الطبيعة، لا على قيم الربح والسيطرة على الطبيعة.هذه الإجراء، في حال حدوثه، سيكون الرصاصة الفضية التي ستصيب من قلب الرأسمالية مقتلاً. إذ لا رأسمالية من دون توسع، ولا توسع من دون نمو بلا حدود أو قيود.لكن السؤال الكبير هنا هو: هل سيبقى هناك بشر بعد هذه الكوارث الطبيعية الزاحفة، ليقوموا بإقامة نظام عالمي ما بعد رأسمالي متوافق مع ظروف كوكبنا الأزرق؟سؤال مخيف، لكنه محق. محق تماماً في الواقع! سعد محيو مجلة الرأي الآخر

الأحد، 5 أكتوبر 2008

النوع الاجتماعي بين الثقافة الشعبية والخطاب المدرسي:


"هل التمييز ضد النساء معطى بيولوجي أم بناء تاريخي "بيير بورديو

بخلاف الاعتقاد السائد حول كون التمييز بين الذكور والانات نتيجة طبيعية لحتمية بيولوجية بسبب الفروق العضوية بينهما,فان هذا التمييز يرتبط أساسا بطبيعة هذا المجتمع المبني على اغتناء القلة والتفقير الشامل للأغلبية الساحقة من عمال وشباب ونساء . فالتمييز الجنسي صورة للتمييز والتراتبية الشاملة التي تسود مجتمعنا. وهذا التمييز هو الذي نسميه بالاضطهاد الجنسي الذي يعبر عنه واقع النساء كفئة دونية محتقرة وجنس منبوذ يقوم بدور الامومة وكل أعباء العمل المنزلي دون تعويض. أما العاملات منهن فيعانين التمييز في الأجر وهن الاكتر عرضة للطر د والتسريح والبطالة. إن فهم ومقاومة مظاهر اضطهاد النساء وأصوله شرط أساسي لتحقيق المساواة الكاملة بين الجنسين في كافة الميادين.سأقف في هذا البحت عند أبرز التمثلات الاجتماعية حول المرأة من خلال الأمثال الشعبية من جهة ثم من خلال الخطاب المدرسي أي كل التصورات والمواقف التي يتم تلقينها للأطفال في المدرسة من خلال الكتب المدرسية.

1-تحديد المفاهيم والمصطلحات
النوع و الجنس:
إن النوع : مذكر / مؤنث هو " مجموعة من العلامات ومن الخطابات الاجتماعية الثقافية التي تتضمنها المعتقدات و العوائد والأدوار الاجتماعية المتجدرة في اللاوعي الجماعي لمجتمع ما-1-و الفرق بين الجنس و النوع ، أن الجنس بيولوجي ومرتبط بمعطيات الولادة و هو غير قابلا للتغيير. مثال : النساء وحدهن يلدن والرجال وحدهم يخصبون . أما النوع، فهو ثقافي يلقن بالتنشئة، كما يمكن تغييره، ومثال ذلك أن الرجال و النساء يمكنهم أن يعملوا كأستاذ /أستاذة و مهندس/مهندسة...
الخطاب و الواقع التربويين:
نقصد بالخطاب التربوي في بحثنا هذا: التصورات والمواقف إزاء النوع الاجتماعي، والإنصاف بين الجنسين في الفضاء المدرسي، والتي تنص عليها النصوص التربوية الرسمية وبعض الإصلاحات التربوية في المنظومة التربوية المغربية ، وخصوصا الميثاق الوطني للتربية والتكوين ، وبعض المذكرات التربوية .أما الواقع التربوي فنريد من خلاله الإشارة إلى واقع تمدرس كل من الذكور والإناث في المنظومة التربوية وإشكالية الإنصاف بين الجنسين . ونقصد بالواقع التربوي كذلك: كيفية أجرأة الخطاب التربوي حول الإنصاف بين الجنسين في الكتاب المدرسي: من خلال إبداع الذكور والإناث وكذا توزيع الأدوار الاجتماعية، ثم التمثيل الأيقوني لكل من الذكور و الإناث.
التنميطات:
" نوع من الأحكام التي تقوم على تصنيف اجتماعي لجماعة أو فئة معينة، ويغلب عليها التبسيط و التعميم بصورة مبالغ فيها. وتعكس صراحة أو ضمنا افتراضات تتصل بالطباع و الخصائص و أنواع السلوك " -2- ونقصد بالتنميطات في هذا البحث : الأحكام و القيم التي تعطى لكل من الذكور و الإناث من خلال الكتاب المدرسي والتي غالبا ما تجد جذورها في الثقافة الشعبية .
2-مقدمة حول مفهوم النوع الاجتماعي ( الجندر )
يعتبر مفهوم النوع الاجتماعي، من المفاهيم الجديدة، حيث برز بصورة واضحة في بداية السبعينيات من القرن الماضي. ويصعب التحديد المعجمي لهذا المفهوم، فهو محدث في اللغة الانجليزية والفرنسية . ويصبح الأمر أكثر تعقيدا وصعوبة في اللغة العربية، خصوصا و أنه لا توجد ترجمة واحدة معتمدة لهذا المفهوم. إلا أن ما يمكن قوله في هذا الصدد ، هو أن مفهوم النوع الاجتماعي (الجندر) "كلمة انجليزية تنحدر من أصل لاتيني ، وتعني في الإطار اللغوي القاموسي ( الجنس ) من حيث الذكورة والأنوثة . وهي كمصطلح لغوي تستخدم لتصنيف الأسماء والضمائر والصفات، أو يستخدم كفعل مبني على خصائص متعلقة بالجنس في بعض اللغات ، وفي قوالب لغوية بحثة "(3) وظهر مفهوم (الجندر) في المجتمعات العربية و، مع وثيقة مؤتمر القاهرة للسكان سنة 1944 فقد ذكر في 51 موضعا من هذه الوثيقة، إلا أنه ترجم إلى العربية ب( ذكر / أنثى) ولذلك لم ينتبه إليه احد. وظهر بشكل جلي في وثيقة بيكين سنة 1995 حيث ذكر 233 مرة، أما وثائق روما بشأن إنشاء المحكمة الدولية 1998، فإنها تكشف عن محاولة لتجريم القوانين التي تعاقب على الشذوذ الجنسي ، حيث أوردت " أن كل تفرقة على أساس الجندر يشمل جريمة ضد الإنسانية " . وأول من حدد مفهوم النوع من وجهة نظر نسوانية، هي" إن أوكلي" سنة 1972، وتميز بين الجنس و النوع، فكلمة الجنس تحيل على الفروق البيولوجية بين الذكور والإناث، أي الفروق الظاهرة بين الأعضاء التناسلية والى ما يرتبط بها من الوظائف. أما النوع، فهو مسألة ثقافية وتحيل على التصنيف الاجتماعي ( مذكر/ مؤنث). ويدل لفظ " النوع " عند باحثات أمريكيات في الدراسات النسوانية على الجزء الثقافي من الفروق الفردية بين الجنسين . وأكبر رائدة في هدا المجال هي" سيمون ديبوفوار" فتحليلها البنائي مكثف في العبارة الشهيرة، " لا نولد نساء لا نصبح كذلك " .وفي هذا المضمار، تؤكد المقاربة البنائية أن مفهوم المرأة يجب أن يدرك كمسار تاريخي يتغير و يتحول عبر الزمن .
وعليه، فان المرأة بخصائصها وطبيعتها المختلفة هي نتيجة لاشتراط(4) راجع لتاريخها ولظروفها الاجتماعية و الاقتصادية و الثقافية. ولا يستند الى " أي أساس بيولوجي أو ذهني... فمنذ البداية حرمت المرأة في المجتمع المتخلف، كل فرص الارتقاء النفسي و الذهني و كل فرص التقدم المهني، من خلال سجنها في البيت، وفرض مهمات الخادم عليها ( كنس، مسح، غسل وغيره). بينما احتفظ الرجل بالأعمال ذات القيمة، مترفعا عن أعمال المنزل التي تستنزف كيان المرأة بحجة أنه كاسب للقوت " (5). ويسعى علم( الجندر) إلى دراسة العلاقة المتداخلة بين الرجل و المرأة، كما يهتم ب " تأطير دور المرأة و الرجل في عملية الحراك الاجتماعي. ولا يعنى هذا العلم بالمرأة فحسب، بل هو علم المرأة والرجل ... ولم يأتي لتحجيم دور الرجل كما يفهمه البعض، بل جاء ليقدم عونا للأسرة، وبالتالي للمجتمع"(6). إن النوع الاجتماعي ( الجندر) يهدف إلى طرح موضوع العلاقة بين الجنسين على مستوى المكانات و الأدوار الاجتماعية بموضوعية علمية تهدف إلى تجاوز التمييز خاصة، وقد دلت الدراسات و البحوث على أن إقصاء المرأة عن الإسهام بدور اجتماعي مماثل للرجل في تنمية المجتمع و تقدمه له تأثير سلبي على المرأة كنصف المجتمع الإنساني .
3-النوع الاجتماعي في الثقافة الشعبية المغربية
إن الثقافة الشعبية – كفلسفة للمجتمع – ترصد أنماط وسلوك الأفراد وتؤثر في طرق تفكيرهم و تصرفاتهم. فالتقسيم الجنساني للأدوار الاجتماعية بين الرجل والمرأة يعود أصلا إلى التصورات التي ينتجها المجتمع بتأثير عاداته و ثقافته. وتبرز مساهمة الموروث الثقافي في قضية النوع الاجتماعي " الجندر" حيث أن القيم المجتمعية مازالت ترفض بإصرار مساواة الرجل مع المرأة بحجة الأدوار الامومية و الزوجية .... ففي الأمثال الشعبية المغربية تحتل المرأة النصيب الفعال و الوجود الفعال، إلا إنها تتضمن إساءة مباشرة لها، والمثال على دلك ما نجده في المثل الثالي:
« اللحية تسبق الظفيرة " *
ومن الاختزالات السلبية لصورة المرأة في الثقافة الشعبية، هو ربط المرأة بالشيطان و الشر، مثال: " سولو الشيطان شكون قراك قاليهم المرا "
كما نجد المراة يثم ربطها بالأفعى، باعتبارها رمزا للشر في مجموعة من الأمثال:
" المرأة لفعة و متحزمة بإبليس "
" حس الحية ولا حس البنية "
إضافة إلى هدا، فهناك التصاق صورة المكر بالمرأة في الثقافة الشعبية " فهي الأسطورة التي يسقط عليها الرجل كل تناقضاته، ويحملها مسؤولية كل صراعاته ا
[1]لعلائقية. إنها المرأة التي لا يؤمن لها، والتي يجب الاحتراس لكيدها ودسها. كل خلافات الرجل الاسروية تلصق بالمرأة المحتالة الماكرة، التي بدور الشقاق بين الأشقاء " (7)
ومن زاوية أخرى فالثقافة الشعبية المغربية تصور المرأة على أنها غير ناضجة فكريا و ضعيفة فكريا و الحث على عدم مشاورتها مثال:
" شاورها وخالف ريها "
" طاعة المرا ة ندامة "
" الراجل ولد الراجل اللي عمرو مشاور المراة "
" ويل اللي عطا سرو لمراتوا طال عدابو و شقاتو "
إلى جانب هده الصور، فهناك صور وجوب استعمال العنف مع المرأة والمثال على دلك:
"المرا بحال الزربية مرة مرة خاصها تنفض "
أما في طقوس الولادة، فنجد تمييزا بين الذكر و الأنثى. فعندما يولد الذكر تردد عبارة " لبي يا مول العزة يكبر ويدير الرزة " مع زغرودتين.
وعندما تولد الأنثى، فيقال " ربي يا مول العزة تكبر وتحلب المعزة " مع زغرودة واحدة فقط.
أما في التقافة الشعبية الامازيغية فهناك العديد من الامتال الشائعة التي تكرس دونية المرأة مثل :
"أبنكال البور يوف أنابور" (8)
والخطير في الأمر، هو أن نظرة الثقافة الشعبية تنعكس على مجالات أخرى ( التعليم، الإعلام، الفن، الأدب.......) ففي المجال الإبداعي ، نرى مشهد تمثيلية تؤيد القيم و العادات و التقاليد ، حيث تروج صورة المرأة وفق قوالب نمطية ، مما يعيق تأكيد الدور الفعال للمرأة في المجتمع. أما الأغاني المصورة فغالبا ما تصور الحب بين المرأة و الرجل بطريقة مبتذلة، حيث تجسد قيما تعتمد على الإثارة و الإغراء، وتخصيص المرأة بأدوار الخيانة و الغدر. وتتحول الأغنية من إطار تربية الوجدان و الدوق الى إطار الابتذال، ودلك قصد الوصول الى النجومية و الشهرة وجني المال.
وفي المجال الأدبي ،نجد أ شعار سدي عبد الرحمان المجدوب وهو شاعر مغربي من القرن السادس عشر الميلادي " أفضل مثال على الخوف من النساء " (9) فلا زالت أشعاره تنعكس على مستوى الثقافة الشعبية . وتعكس ابياته التالية هذا المنظور:
" المرأة سفينة عود و اللي راكب فيها مفقود
لا تامنهم لا يغروك و ف حديثهم ما يدوموا
الحوت ف البحر عوام و هم بلا ماء يعوموا"
" بهوث النساء بهتين ومن بهتهم حن هارب
يتحزمو باللفاع ويتخللوا بالعقارب " (10)
4-النوع الاجتماعي في المنظومة التربوية بالمغرب.
لقد كان التعليم بالمغرب تاريخيا، مرآة لمستويات و أنماط التفكير السائد داخل المجتمع . فقد كانت الصورة السائدة داخل المجتمع التقليدي تجاه المرأة بالرجل من حيث الأدوار والمسؤوليات، مجحفة في حق المرأة حيث ظلت هده الصورة وثيقة الارتباط بالفكر الأبوي. و رغم دلك فلم تكن فرص تعليم المرأة في المجتمع التقليدي منعدمة " إلا أن طبيعة الهياكل الاجتماعية و الثقافية الأبوية لم تكن لتشرع الباب مفتوحا أمام أي شكل من الأشكال التي تعبر عن حرية المرأة أو تترجمها إلى سلوك وواقع فعلي ومنها التعليم الذي ظل امتيازا مقصورا على فئات معينة من النساء." (11) إلا أن تعليم المرأة كان مقتصرا في غالب الأحيان على المعارف الدينية. وقد استفاض المختار السوسي في "المعسول" في هدا الأمر في معرض حديثه عن نمادح النساء اللواتي تحملن مسؤوليات التدريس في الكتاتيب القرآنية، حيث " تولت فئة من المعلمات في منطقة سوس في القرن 18 مهمة التعليم و الإرشاد ..... ومنهن مثلا عائشة بنت أحمد الجشتمي "(12). إن للكتاتيب القرآنية ادن، دور كبير في نشر التعليم بين الفتيان و الفتيات على حد سواء، " فلهده البنية التقليدية في التعليم المغربي تاريخ طويل، اد تعود إلى السنوات الأولى لدخول الإسلام للمغرب، لما عرفت البلاد المغربية انتشارا لقران و العربية بطرق التلقين المباشر و الاندماج الحضاري." (13) وليس الأمر على هذا الحال في المغرب فقط، بل حتى في المشرق حيث " كانت أوضاع تعليم الفتاة تعاني من التردي و الاضطراب، فالعادة أن يتعلم الفتى و الشاذ أن ترتاد الفتاة ميادين العلم و الثقافة " (14). من خلال ما سبق تتضح الصورة العامة لوضع المرأة مقارنة مع الرجل في التعليم داخل المجتمع التقليدي المغربي، هكذا يمكن أن نقول مع فاطمة الزهراء أزرويل أن " هده الطريقة كانت ملائمة للمجتمع التقليدي الذي يفرض الفصل بين الجنسين و عدم ظهور المرأة في المجال العام " (15) ولقد أثارت وضعية المرأة اهتمام الكتاب العرب مند القرن 19 ونذكر منهم على سبيل المثال:
- رفاعة الطهطاوي في كتاب " تخليص الإبريز إلى تخليص باريز "
- قاسم أمين في أواخر القرن 19 .
- الطاهر الحداد في تونس، صاحب كتاب " امرأتنا في الشريعة و المجتمع "
كما برزت الحركات النسوية مند بداية القرن الماضي في سوريا و لبنان ومصر. وفي 1929 كتب العالم المغربي محمد بن الحين الحجوي محاضرات حول تعليم البنات في المغرب " مما يدل على اهتمام المغاربة بمشكلة تعليم الفتيات مند مطلع القرن 20 " (16). أما البداية الفعلية لارتياد الطفلات المغربيات للمؤسسات التعليمية الحديثة ، فتعود إلى الربع الأخير من القرن 19 مع المدارس التي أنشأها اليهود ( تطوان و طنجة 1865 – الصويرة 1869 –فاس 1899 –الجديدة 1906 – أسفي 1907 – مدرسة مختلطة بكل من أزمور و صفرو 1911 )وبعد حصول المغرب على الاستقلال الشكلي بسبع سنوات ، أحدث ظهير 13 نونبر 1963 والذي ينص على إجبارية التعليم بالنسبة للأطفال الذين تتأرجح أعمارهم بين 7 و 13 سنة.كما ثم إحداث مجموعة من الإصلاحات في المنظومة التعليمية أهمها:
ìخطة 1957 – 1959
ì المخطط الخماسي 1960 – 1964
ìإصلاح 1980
ì المخطط الخماسي 1992 - 1998
إلا أن نسبة تمدرس الذكور ظلت مرتفعة بالمقارنة مع الإناث، وخصوصا في العالم القروي . ويبين الجدول التالي نسبة التمدرس في المغري حسب الجنس و الوسط بين 1971 و1982.-17-
1982
1971

41.7%
26.7 %
الوسطان معا
50.8%
35.2%
الذكور
32.5%
17.17%
الإناث
64%
50.7%
الحضري معا
69.5%
59.9%
الذكور
58.9%
41.9%
الإناث
25.8%
13.3%
القروي معا
37.8%
22.4%
الذكور
13.2%
3.1%
الإناث

ولقد مر معدل تمدرس الطفلات في سن السابعة من 40% حلال 1981 و1982 إلى 51 % حلال موسم 1990 – 1991 .
ويبين الجدول التالي نسب التمدرس في الطور الأول من التعليم الأساسي حسب الجنسين و الوسط . ( 18)
المجموع
الوسط القروي
الوسط الحضري

62.6%
44.1%
86.5%
المجموع بالنسبة للجنسين
71.5%
58.1%
88.8%
ذكور
53.8%
30.4%
84.7%
إناث

ورغم التطور النسبي لنسبة تمدرس الإناث مقارنة مع الذكور، إلا أن صورة الإناث من خلال البرامج و الكتب المدرسية ظلت تعكي الأدوار التقليدية للمرأة في المجتمع، وتحمل تنميطات و تمثلات غير منصفة . ونفس الشيء بالنسبة لحضور الإبداع النسائي، حيث نلاحظ سيطرة المبدعين الذكور على مجمل النصوص المقررة، مقارنة مع الحضور الإبداعي للإناث و الذي يكاد يكون مطلقا.
5-تقويم النوع الاجتماعي في الكتاب المدرسي
أ- خطاب الإنصاف بين الجنسين في الكتاب المدرسي :
يعتبر الكتاب المدرسي وسيلة محورية من ضمن وسائل تنفيذ المنهاج ، فهو المترجم الفعلي للمنهاج و البرنامج الدراسي . وأي إصلاح للمنظومة التربوية من الضروري أن ينعكس على مستوى الكتاب المدرسي. فإذا كان الميثاق الوطني للتربية والتكوين قد نص على المساواة بين الجنسين ، فكيف يثم تصريف هدا الخطاب في الكتاب المدرسي ؟.
من خلال استنطاقنا لمجمل النصوص القرائية لكتاب اللغة العربية للمستويات الستة للتعليم الابتدائي ، لم نجد إلا ثلاث نصوص هي التي تطرح مشكلة الإنصاف بين الجنسين .
النسبة المئوية
عدد نصوص الإناث
النسبة المئوية
عدد نصوص الذكور
العدد الإجمالي للنصوص
المستوى
و المرجع

%0

0

%100

7

7
المستوى الأول
المفيد في اللغة العربية

%0

0

%100

5

5
المستوى الثاني
" في رحاب اللغة العربية"
%16.13


5


%83.87


26


31


المستوى الثالث
"مرشدي في اللغة العربية"
%4
5
%96
24
25
المستوى الرابع
الواضح في اللغة العربية
%8
2
%92
23
25
المستوى الخامس .مرشدي في اللغة العربية
%12.2
5
%87.8
36
41
المستوى السادس : كتابي غي اللغة العربية
%9.8
13
%90.2
121
134
المجموع

ففي كتاب التلميذ " الواضح في اللغة العربية " للسنة الرابعة الابتدائية، نجد إدراج بعض مواد وثيقة اتفاقية حقوق الطفل * ففي المادة ( 29 ) ثم اقتباس ما يلي:
" يحب أن تهدف التربية إلى تشجيع شخصية الطفل وتعليمه احترام والديه و احترام حقوق الإنسان ن وقيم بلاده الثقافية و قيم الغير، في جو من السلام و التسامح بين الجنسين و احترام البيئة الطبيعية." (19)

وفي نفس الكتاب، نجد نصا وظيفيا تحت عنوان " المرأة وبناء المجتمع ".ففي هذا النص نجد مقارنة بين ما كانت عليه المرأة سابقا ، حيث كانت تلازم البيت و أعماله " حتى ظن الناس أن تنمية المجتمع مقصورة على الرحال دون النساء " (20) . و ما أصبحت عليه اليوم و دورها الفعال في بناء المغرب الحديث " فقد صارت تتقلد مناصب لم تكن إلى حد قريب لتقوم بها ، فهاهي في الإدارات و المعامل و المصانع و في المحاماة و القضاء و الطب و الشرطة و غيرها..." (21) أما كتاب التلميذ للسنة السادسة الابتدائية " كتابي في اللغة العربية " فلم يتطرق لموضوع الإنصاف بين الجنسين إلا في نص واحد هو " مدونة الأسرة : الثورة الهادئة " ، ويتحدث هدا النص عن ميلاد مدونة الأسرة ودورها في ترسيخ قسم المساواة ، والعدل بين مكونات الأسرة . فالمساواة كما تقرها المدونة " تتأسس على التكافؤ بين المرأة و الرجل في الحقوق و الواجبات و المساواة أمام القانون ، فهما شريكان في رعاية الأسرة و تدبير شؤونها "
من خلال ماتقدم ، نلاحظ قلة النصوص الإبداعية التي تعبر عن خطاب الإنصاف بين الجنسين . وقد يعود دلك إلى مستوى التلاميذ ومرحلتهم العمرية . لكن على العموم ينبغي أجرأة هدا الخطاب من خلال مجـــــــــموعة من الأنشطة ( التعبير و الإنشاء مثلا...) و إعطاء أمثلة ملموسة وقريبة من محيط المتعلم-ة-
ب- النصوص القرائية بين إبداع الذكور و الإناث.
قبل أن نشرع في تحليل النصوص، وكدا الأدوار و المهام بين الذكور والإناث ، ثم تحليل الصور في الكتاب المدرسي لتقويم النوع الاجتماعي ، سنبدأ بجرد إحصائي للمؤلفين و المؤلفات للنصوص القرائية في كتاب اللغة العربية للمستويات الستة للتعليم الابتدائي .
المهن ،الأدوار ،المهام
المستوى
والمرجع
الإناث
الذكور
المستوى الأول
المفيد
في اللغة
العربية
تلميذة- ربة بيت – صيدلانية- عداءة – خياطة
ممرضة – مديرة .
أدوار أخرى:
التعلم – التدريس – اللعب – تنظيف وتنظيم البيت – جلب البقرة – الطهي – غزل الصوف
غسل ونشر الملابس
ملاكم – تلميذ –رائد الفضاء –راعي-سائق –لاعب –صياد –بهلوان –صباغ- ممرض-نجار –جندي –جزار –مهرج-طبيب-فارس- تاجر-
أدوار لأخرى:
التعليم – التدريس
اللعب –الصلاة (أمور دينية )

أستاذة – ربة بيت- ممرضة – تلميذة – خياطة- أدوار أخرى:
حلب البقرة – تنظيف البيت - الطهي –غزل الصوف ...
اللعب – الدراسة.
نجار- تاجر- فقيه – مزارع – بستاني – أستاذ – تلميذ – طبيب مهندس –
أدوار أخرى :
الدراسة – التجارة اللعب – مساعدة الأم في تنظيف البيت ( قليلة التواتر)
- رعي الغنم – الحرث.
المستوى
الثاني
في رحاب اللغة العربية
معلمة – أ ستادة – ممرضة – ربة بيت
صيدلاني – معلم – فنان – صانع خزف – نجار- صياد- فلاح – طبيب
مهندس- شرطي ساعي البريد ...
المستوى الثالث
مرشدي في اللغة العربية
ربة بيت - مضيفة في المطار- تلميذة عاملة – موظفة – محامية .
الإمام – راعي – تاجر – تلميذ – فحام – معلم – إضفائي – فلاح – حلاق – ساعي البريد – لاعب – حكم – نجار – حارس – ربان ...
المستوى الرابع
الواضح في اللغة العربية
عاملة – ممرضة – تلميذة – لاعبة
محامي- قاضي – تلميذ – عداء – رسام – عازف – قصاص- طبيب- ممثل – مدرس- مدير – مقاوم – شاعر--حلاق – نقاش – فلاح – صانع تقليدي.
المستوى الخامس
مرشدي في اللغة العربية
صانعة تقليدية ( نساجة)
أدوار أخرى:
الرقص – تدبير طقوس الزفاف
شرطي – تلميذ- رائد الفضاء – صانع تقليدي- راعي – فلاح – لاعب كرة القدم – طبيب – صائد الأسماك ...
المستوى السادس
كتابي في اللغة العربية

من خلال ما سبق يتضح التهميش التربوي للإبداع النسائي ، و الذي يصل إلى %100 في كل من المستوى الأول و الثاني و نسب هزيلة في المستويات الأخرى .ففي المستوى الرابع نجد نصا يتيما و هو " قطار النزهات " لليلى صايا سالم (ص 85) . وإذا كان العدد الإجمالي للنصوص القرائية * في كتاب اللغة العربية للمستويات الستة هو 134 نصا ، فان عدد النصوص التي أبدعها الدكورهو 121 نصا مقابل 13 نصا فقط كمجموع النصوص المبدعة من قبل الإناث .
إن الفاعلية الإبداعية النسائية مهمشة في الكتاب المدرسي ، عكس ما نجده على أرض الواقع ، فليس هناك غياب للمرأة في المجال الإبداعي المغربي .وهده المفارقة من شأنها أن تنعكس على مستوى تمثلات التلاميذ و التلميذات ، على اعتبار أن الكتاب المدرسي من بين الأدوات الأساسية التي تؤثر بشكل كبير على التلميذ-ة- ، في تصوره للحياة الدراسية خاصة و الحياة العامة عموما .
ج-توزيع الأدوار الاجتماعية بين الذكور والإناث :

من خلال مقارنتنا لتوزيع الأدوار الاجتماعية بين الذكور والإناث نستخلص ما يلي:
* أغلب المهن و المهام خاصة بالذكور:

ويكرس هدا الأمر تفوق الدور الذكوري على الدور الأنثوي، بالتالي تفوق الأول على مستوى المكانة الاجتماعية . مما يؤدي إلى إعادة إنتاج منظور الثقافة الشعبية إزاء النوع الاجتماعي.

وفي نفس السياق، نجد عناوين النصوص القرائية بمثابة أنواع المهن، وغالبا ما تخص الذكور ، فكتاب التلميذ للسنة الثالثة الابتدائية " مرشدي في اللغة العربية " يحتوي على عناوين النصوص القرائية التالية :

× الممرضة.
× الاسكافي الطموح .
× ساعي البريد.
× الشرطي في خدمتنا.
× المهندس الصغير.

وإذا كانت العناوين هي أكثر العناصر التي تلتصق بذهن المتعلم-ة-، فان إسناد أغلب هذه المهن للذكور تؤثر على تمثلات المتعلمين وتحدد رؤيتهم لذواتهم، ولتقسيم الأدوار بين الذكور و الإناث وربما لمستقبلهم المهني .
وفي هذا المضمار، ثم إيراد نص بعنوان " مهن مفيدة " في كتاب التلميذ للغة العربية للسنة الثالثة الابتدائية، حيث ثم التركيز على مهن ثلاثة هي:(فلاح- نجار- حداد) (22)
* عامل السلطة في تحديد الأدوار :
من خلال جردنا لمجمل الأدوار وتوزيعها بين الذكور والإناث ، نستنتج طغيان الدور الذكوري في الحياة الاجتماعية و الانفراد بمجموعة من الأدوار، ويستند ذلك على النزعة الذكورية المتجدرة في الثقافة الشعبية ،وتمثلان المجتمع الذكوري. وفي هذا الصدد، نجد إسناد مجموعة من الأدوار للذكــــــــور ( فارس- تاجر- شرطي – جندي- قاضي...) علاوة على الأدوار الدينية( إمام- فقيه). وتستند هذه الأدوار إلى عدة سلط ( اقتصادية- ثقافية- دينية- رمزية... ) ونشيرالى أن الأمر لم يقف عند حدود التهميش لأدوار الاناث، وانما يتجلى أيضا في نوع المقارنة بين الذكور و الاناث. وخير مثال على هذا الأمر، ما نجده في كتاب التلميذ للغة العربية للسنة الأولى ابتدائي ، ففي سفحة ألاحظ وأقرأ ، ثم إدراج مجموعة من الصور والتعليق عليها :

يدبح الجزار كبشا- ذاقت أمي الطعام- يدافع الجندي عن وطنه .
ولا نجد أدوارا تمثل فيها الاناث أدوارا سلطوية إلا نادرا، حيث نجد صورة واحدة في المثن المدروس تمثل فيها المرأة شرطية للمرور . (23)

* طغيان دور المرأة كربة بيت :
حيث يثم إسناد الأعمال المنزلية إلى المرأة في غالب الأحيان.أما مشاركة الذكور للإناث في أعمال البيت فهي شبه منعدمة . ونجد في المثن المدروس نجد صورة واجد يحمل فيها الأب ابنه الصغير .(24).
* هناك العديد من المهن تمارسها المرأة على أرض الواقع لكنها غير ممثلة في الكتاب المدرسي.
* رغم وجود تشابه من حيث بعض الأدوار( القراءة و الكتابة مثلا ) إلا أننا نجد العمل المنزلي ينضاف إلى ادوار المرأة / الفتاة.
* هناك استعمال للوظائف ذات التراتبية، حيث نجد بعض الوظائف ذات القيمة و الأهمية الاجتماعية تستند بشكل منهجي للرجال، في حين تستند للنساء وطائف أقل تراتبية: ( طبيب- ممرضة....) .
* ضعف إلى شبه غياب لتمثيل النساء اللواتي حققن إنجازات مهمة في حياتهن.
الت
مثيل الأيقوني للذكور والإناث:
بعد تحليلنا لمراجع المتن المدروس، وتأملنا لمجمل الصور المرافقة للنصوص القرائية، تبين لنا أن هناك إجحاف في تمثيل الإناث. فرغم صعوبة التحديد الدقيق لعدد صور تمثيل كل من الذكور و الإناث،وذلك لوجود صور تمثل الكثير من الأشخاص يصعب عدهم ، إلا أننا استطعنا انجاز هذه العملية في كل من كتاب التلميذ للمستوى الأول و الرابع .
ففي المستوى الأول نجد 208 صورة للذكور و 181 صورة للإناث.أما المستوى الرابع فهناك 83 صورة للذكور و 17 صورة فقط للإناث.

وتعكس صور المتن المدروس نفس الأدوار بين الذكور و الإناث كما حددناه سابقا.فتمثيل الذكور والإناث في الصور يصور تموقعها في فضاءلت معينة بالتالي نوع الأدوار المنوطة لكل منهما .
6-خلاصات:

قد يكون هاجس المؤلفين في الغالب، هو الإتيان بنص أو جمل أو صور تنسجم مع الأهداف المحددة ومجالها، وكذا احترام قواعد أو ظواهر لغوية محددة . إلا أن هذا ليس مبررا لإغفال أهمية المساواة ولو في أمور قد تبدو بسيطة ، لأنها تحدد تمثلات المتعلم-ة- ." ولقد أظهر البحث أن الأطفال يحتاجون إلى نماذج يكون لها دور ايجابي وذلك لكي يستطيعوا تنمية حبهم لذاتهم وثقتهم في أنفسهم "(25)

ومع كل ما ذكر، لا ينبغي أن نغفل أن الكتاب المدرسي يكرس لثقافة اللامساواة من خلال إعطاء النساء أدوارا نمطية ترتبط في الغالب الأعم بالعمل المنزلي ونفس الشيئ ينطبق على الكتاب القديم، فهذا الأخير كرس بشكل كبير للصورة التقليدية للمرأة، إضافة إلى البعد التمييزي بين الذكور و الإناث والسقوط في بعض مفارقات بخصوص تمثيل الأدوار الاجتماعية وتوزيعها بين الجنسين.
لتصبح المدرسة في نهاية المطاف مؤسسة إجتماعية غايتها الوحيد إضفاء الشرعية على ما هو قائم من خلال إنتاج الادوار الاجتماعية وإعادة إنتاجها ليصبح التمييز ضد النساء بهذا المعنى بناءا تاريخيا من خلال تعاقب أنماط الانتاج ومن خلال إنتاج التمثلات والتصورات حول الادوار الدونية للنساء والتي تقوم بها المؤسسات الاجتماعية ( الأسرة-المدرسة-الشارع-الإعلام).
أوبجا رشيد اللجنة المحلية لأفران أ/ص

1- دعم الكفايات التربوية: الإنصاف في الفضاء المدرسي، مديرية العمل التربوي ، ص 25 .
http/www.alsabah.com-3 - شمحي جبر، مجتمع مدني : الجندر و المفاهيم الثقافية الواردة
4 - الاشتراط يعني" غرس نظرة معينة عند الشخص عن نفسه و عن العالم و من الآخرين، تترسخ عنده حتى تصبح و كأنها طبيعية" أنظر كتاب " التخلف الاجتماعي، مدخل إلى سيكولوجيا الإنسان المقهور" لمصطفى حجازي، ص 241
5-المرجع نفسه، ص 212
6- شمخي جبر، مفهوم النوع، http/www. Pcwer.org 5 أكتوبر 2005
* يشير هذا المثل الى أن اللحية رمز للرجل و الظفيرة رمز للمرأة
7- حجازي مصطفى، مرجع سابق، 220-221
(8) تعبان العراء أحسن من المرأة العانس
9- المرنيسي فاطمة ، ما وراء الحجاب : الجنس كهندسة اجتماعية ، ترحمة فاطمة أزرويل ، المركز الثقافي العربي، الطبعة الرابعة ، الدار البيضاء ، المغرب ، 2005، ص 32 .
10- المرنيسي فاطمة، مرجع سابق ، ص 3
11--أزرويل فاطمة الزهراء، المرأة بين التعليم والشغل.الطبعة الأولى، دار وليلي للطباعة والنشر، مراكش، 1996 ص 8
12- المرجع نفسه، ص 12
13- أديوان محمد، صورة البنت/ الأم بين الواقع التربوي و الخطاب المدرسي ، مجلة علوم التربية، عدد12 ، مارس 1997 ص 82
14- أديوان محمد، مرجع سابق ، ص 83
15- أزرويل فاطمة الزهراء ، مرجع سابق ، ص 15
16- أديوان محمد ، مرجع سابق ، ص 83
17-أديوان محمد ، مرجع سابق ، ص 86 ن نقلا عن عرض للسيد أبو الرازق محمد ، متغيرات ديموغرافية وأثرها على الحاجات الأساسية للسكان ، مديرية التخطيط ، الرباط ، 7 يناير 1991 ، ص 12
18-ازرويل فاطمة الزهراء ، مرجع سابق ، ص 45 / نقلا عن استمارة مستوى العيش للأسر ، 1991 ، مديرية الإحصاء .
* مأخوذة من كراس اتفاقية حقوق الطفل الذي أنجزته الوزارة المكلفة بحقوق الإنسان و مكتب منظمة اليونيسيف بالرباط، رقم الإيداع القانوني 1996//954
19- عن اتفاقية حقوق الطفل، الواضح في اللغة العربية، كتاب التلميذ للسنة الرابعة الابتدائية ص 76 .
20-الواضح في اللغة العربية للسنة الرابعة الابتدائية ، كتاب التلميذ ، ص 65
21-المرجع نفسه، ص 65
22-الواضح في اللغة العربية للسنة الرابعة الابتدائية، كتاب التلميذ ص 133
23- الواضح في اللغة العربية للسنة الرابعة الابتدائية، كتاب التلميذ ص 133
24- في رحاب اللغة العربية للسن الثانية الابتدائية، كتاب التلميذ ص 6
25-دعم الكفايات التربوية: الإنصاف في الفضاء المدرسي، مديرية العمل التربوي، ص 39 .




السبت، 4 أكتوبر 2008

مبادرات التنمية بالمغرب: جعجعة بدون طحين ؟


تمهيد:
استمرارا في نهج سياسة الإقصاء والاستبعاد الاجتماعي والاقتصادي للغالبية العضمى من الشعب المغربي, تواصل الدولة المغربية الوفاء التام لاملاءات المؤسسات الدولية المسببة في تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية بالمغرب عن طريق مأزق الديون والتقويم الهيكلي والتبادل الحر ...مما زاد من اتساع دائرة الفقر والبطالة والتهميش وتصاعد النضالات الجماهيرية ضد هذه السياسات(طاطا, بوعرفة, صفرو, إفني...), وبموازاة هذا أقدمت الدولة على تبني خطابات جديدة وبراقة من قبيل التنمية البشرية,التنمية القروية دعم المشاريع والخدمات الاجتماعية ...ماقيمة هذه المبادرات ؟ وهل هي جادة ؟وهل تساهم في تغيير الظروف الاجتماعية والاقتصادية للفقراء ؟ لا شك أن جوابنا عن هذه الاسئلة يختلف عن إجابات مبجلي الدولة وعبدتها اؤلئك القائلين أن" مبادرات الدولة غايتها الرفع من أثر السياسات التنموية وتصحيح الاختلالات الاجتماعية "(1).تلك هي المواقف التي وضعت نفسها في خدمة الدولة وبئس ما تخدم .إن هذه الورقة تسلط الضوء على أبرز مبادرات التنمية بالمغرب التي لا يمكن إستيعابها بمعزل عن الاوضاع العامة التي يشهدها المغرب المتسمة بالتأزم والاجهاز على ماتبقى من فتات المكتسبات الشعبية , لتغدو مبادرات التنمية في أخر المطاف شعارات دجالة وهجينة وشادة الغرض منها إخفاء عمق وهول الأوضاع الاجتماعية التي تعيش فيها الغالبية الساحقة من الشعب المغربي .

1- مبادرة التنمية البشرية:من 2006 إلى 2008 ماذا تغير؟
بعد فشل برنامج الاولويات الاجتماعية( باك) والذي خصص ل14 منطقة اعتبرت
الأكثر فقرا(2) – التي يتجاوز معدل الفقر فيها 30 بالمئة- وبرنامج تعميم الربط بالماء
ل11 مليون مواطن في مدة 10 سنوات وبرنامج تعميم الكهرباء في أفق 2010 ,التي كانت مجرد برامج تخفي النتائج الكارثية للتقويم الهيكلي ,ولم تؤدي إلى تحسين الأوضاع الاجتماعية بل بالعكس تراجعت جودة الخدمات العمومية بعد خوصصتها (الماء,الكهرباء,الصحة,التعليم...) وارتفعت نسبة البطالة والفقر ومعاناة الفقراء أمام المرض.ليتوج مسلسل المبادرات الفاشلة بالإعلان عن مبادرة التنمية البشرية من طرف الملك لتزكية التمثل الاجتماعي بكونه يطرح مبادرات ملموسة لتجاوز أدوار الحكومة والأحزاب المفلسين ,جاءت كذلك هذه المبادرة في سياق التحضير للانتخابات مخافة نفور الجماهير لكون كل أشكال الدراما الانتخابية لم تغير من أوضاع الجماهير شيئا بقدر ما فاقمت أوضاعهم ,لكن تجري الرياح بما لا تشتهي سفن مبادرة التنمية البشرية:مقاطعة مهزلة 7 شتنبر بنسبة 63 بالمئة وتصنيف المغرب في مؤشر التنمية البشرية في المرتبة 127 لسنة 2007 بعدما كان في المرتبة 125 في سنة 2005 .
تمحورت مبادرة التنمية البشرية حول ثلاث شعارات عامة سميت أهدافا(3):
- تقليص العجز الاجتماعي لدى الساكنة المعوزة بتوسيع ولوجها إلى التجهيزات والمرافق الاجتماعية الأساسية:الصحة, التعليم ,الامية,الماء ,الكهرباء ,التجهيزات الثقافية والرياضية .
-تشجيع الأنشطة المدرة للدخل القار والعمل.
- تقديم العون للأشخاص في وضعية هشة جدا أو دوي احتياجات خاصة.
تهم المبادرة 360 جماعة الاكثر فقرا في الوسط القروي, و250 حي فقير في الوسط الحضري, وهي المناطق التي تتجاوز فيها فقط نسبة الفقر 30 بالمئة.
يمكن تسجيل مجموعة من الملاحضات بصدد هذه الاهذاف:

أ- توسيع الولوج للخدمات الاجتماعية الاساسية: الصحة, التعليم, الأمية, الماء, الكهرباء, التجهيزات الثقافية والرياضية : يتم التركيز على الخدمات الاجتماعية لأنها أحد الأسس التي ينبني عليها تصنيف برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ,لكن الفخ الحقيقي يكمن في أن ما قدمه مبادرة التنمية البشرية يتم التراجع عنه في تقارير المالية سواء لسنة 2006 أو لسنة2008 وذلك إما بشكل كلي أو جزئي ,إذ بلغ مجموع نفقات تسيير القطاعات الاجتماعية (4)حسب قانون المالية برسم سنة 2008 8,21 بالمئة من مجموع نفقات الميزانية العامة للدولة وهذه القطاعات هي :التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر و البحت العلمي ,الصحة ,الإسكان والتعميروالتهيئة المجالية ,التشغيل والتكوين المهني ,التنمية الاجتماعية والاسرة والتضامن ,التقافة ,الاوقاف والشؤون الإسلامية؟ ,المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير ,الشباب والرياضة .مما يبين ضئالة ما يخصص لهذه القطاعات الاجتماعية خصوصا بالنظر إلى إصدار:
* مرسوم 30 مارس 99 القاضي بإلغاء الخدمات الصحية وبالتالي ربط الاستفادة بالأداء.
* الميثاق الوطني للتربية والتكوين كمخطط لتحويل التعليم العمومي إلى مجال للمضاربة والربح.
* خوصصة الماء والكهرباء والنقل بمجموعة من المدن المغربية وما رافق ذالك من غلاء الفاتورات ( البيضاء – طنجة- مراكش...)
* التراجع عن دعم صندوق الموازنة من 11 مادة استهلاكية إلى 4 مواد فقط, إذ حسب قانون المالية لسنة 2008.أصبح نظام دعم أسعار البيع يهم السكر والدقيق وغاز البوتان إضافة إلى المواد البترولية( ابتدءا من سنة 2000).
بهذا المعنى يصبح توسيع الولوج إلى الخدمات الاجتماعية مرادفا لتوسيع مجال سيادة منطق السوق أي الخوصصة وليس توسيع مجال الخدمة العمومية.
ب- تشجيع الأنشطة المدرة للدخل والعمل القار:
عن طريق الاستفادة من قروض الصغرى والتي لا تؤدي إلى الرقي الاجتماعي بقدر ما توسع مجال تحويل الثروة لفائدة الرأسمال: معدلات فائدة تفوق 20 بالمئة في الوقت الذي تبلغ فيه مردو دية مؤسسات القروض الصغرى عبر العالم 0,1 بالمئة تبلغ لدى المغرب 5,6بالمئة بالإضافة إلى ما تنتجه مثل هذه الانشطة من عاطلين جدد فبعد مرور سنتين على انطلاق المبادرة ارتفع جيش العاطلين عن العمل وما رافق هذا الارتفاع من نظالات وما تشهده عاصمة المغرب أكبر دليل على إفلاس مثل هذه الشعارات . ليغدو تشجيع الأنشطة المدرة للدخل والمبادرة الفردية تملصا من حق الشباب في ولوج الوظيفة العمومية وشرعنة للمزيد من الخوصصة وما يعنيه ذلك من ارتفاع عدد المسرحين.
ج- تقديم العون للأشخاص في وضعية هشة جدا أو دوي احتياجات خاصة: إن عملية تقديم العون للمعوزين هو تجنب للتعامل الحقيقي مع الفقر وهو التراجع عن السياسات النيوليبرالية التي ساهمت في تفاقم العوز والفقر المدقع, إن تقديم العون لن يقضي أبدا على مسببات العوز بقدر ما يصحح فقط النتائج الكارتية لهذه السياسات.
د- الغلاف المالي الذي خصص لمبادرة التنمية البشرية:
10 مليار درهم على شكل شراكة : بين الدولة والجماعات المحلية والتعاون الدولي ( البنك الدولي ,الاتحاد الأوربي ,تحدي الالفية للتعاون التابع للحكومة الامريكية ,برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ) للفترة الممتدة 2006-2010 .إن الشعارات العامة والتطبيل الذي حضيت به المبادرة من كافة أبواق الدولة تنفضح أمام ضعف وهزالة الامكانات المالية المرصودة لها مقارنة مع ما يقدم لرأسالمال إذ بلغ حجم الديون العمومية المغربية مع متم 2007 ما يقدر ب 386,4 مليار درهم أي بنسبة ارتفاع بلغت 1,4بالمئة مقارنة مع سنة 2006 التي انطلقت فيها مبادرة التنمية البشرية ,ووصلت الديون العمومية الخارجية 122,3مليار درهم بزيادة قدرها 5,5 بالمئة بالمقارنة مع سنة 2006 مشكلة بذلك 20 ,3بالمئة من الناتج الداخلي الخام .أما قانون المالية ل2008 فقد قدر تكاليف المديونية ب47,92 مليار درهم وهي بهذا تشكل 23,01 بالمئة من مجموع ميزانية الدولة وتمثل سبع مرات ميزانية الصحة ,ناهيك عن تخفيض السعر العادي للضريبة على الشركات من 35بالمئة إلى 30بالمئة . يتأكد مما سبق أن مبادرة التنمية البشرية تحولت إلى مبادرة لتنمية الشركات والمؤسسات الدولية لكونها لا تخرج عن سياق تسخين نفس الأكلة الفاسدة.
بعد كل ما سبق وبعد انقضاء سنتين على إطلاق مبادرة التنمية البشرية,هل يمكن القول أن شيئا من الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي تعيش فيها الطبقات الدنيا بفضل مبادرة التنمية البشرية ؟ قطعا لا لان كل الأرقام تبين هول الازمة التي يتخبط فيها الفقراء فمن فقر إلى بطالة إلى غياب وهشاشة الخدمات الاجتماعية ( صحة ,تعليم ,نقل ,ماء ,كهرباء وبنيات تحتية ) .إنها مبادرة تهدف فقط لإدخال قسط من الحلم ضمن واقع البؤس والفقر الجماهيري ,وليست كل الانتفاضات والأشكال الاحتجاجية المتصاعدين إلا انعكاسا لتدهور الظروف الاجتماعية والاقتصادية للفقراء ,إنها محاولة لانقاد ما يمكن إنقاذه خصوصا بالنظر إلى النتائج الكارثية التي خلفتها السياسات النيوليبرالية بالمغرب.
2- تقرير 50 سنة من التنمية البشرية: تشريع وتوسيع النموذج المسيطر
في سياق الدعاية لشعار "التنمية البشرية" وخططها أخرجت الدولة " تقرير 50 سنة من التنمية البشرية وأفاق 2025 " والذي لا يخرج عن كونه عملا إحصائيا لهول التخلف الاجتماعي والاقتصادي الذي أصاب المغرب نتيجة نظام اقتصادي متآكل ومفلس وفي لاملاءات مراكز القرار الأجنبية, وليس نتيجة ضعف النمو الاقتصادي الذي ليس في حقيقة الأمر إلا نمو البنية الاقتصادية للطبقات المالكة,أما الأفاق التي يتحدث عنها التقرير ,فليست سوى أفاق نظام الاستغلال الذي شيد منذ 50 سنة الماضية ليكتمل مسلسل الاضطهاد والإقصاء الكلي لكادحي هذا البلد ,والسير قدما نحو تعميق سياسات الانفتاح والتقويم والتخلي لا كتحديات ولكن كخيارات لضبط وتوجيه الاقتصاد والمجتمع .
إن الأفاق الواعدة التي يعد بها التقرير ليست سوى إدماج البلد في دوامة الاقتصاد الليبرالي واستدامة نظام استغلال ونهب باعتباره الخيار الوحيد الممكن .
إن التقرير في مجمله لا يعدو أن يكون شعارات واهية لا أساس لها من الصحة : " تحقيق القطيعة التامة مع الممارسات والسلوكات التي ظلت تعيق التنمية في بلادنا" (5)يسترسل التقرير أن المغرب في مفترق الطرق ,أن 2025 ستؤدي إما إلى ما سماه الطريق التراجعي ل2025 أو إلى المغرب الديمقراطي المأمول . حسب التقرير إذا بقيت معدلات النمو في مستواها الحالي ,وإذا لم يتم الاتجاه نحو إتمام الاصلاحات الهيكلية بأسرع وقت ,والانخراط في إنفتاح بلا حدود مع أوربا سيكون مصير المغرب الكارثة في أفق 2025 . لهذه المبررات يرى واضعي التقرير أن على المغرب تطبيق التعليمات النيوليبرالية بحدافرها ويعمل ذلك بأقصى سرعة.
إن الطبقات المالكة تتخوف من أن تتحول الملفات الاجتماعية إلى النقطة التي ستفيض الكأس لذلك تستعين بإملاءات المؤسسات للحفاض فقط على الوضع الحالي,مما يبين إفلاس مشروعها الاقتصادي والاجتماعي , ترتكز الإيديولوجية الليبرالية كما فصله التقرير على مغالطة جوهرية وهي : العوز الاجتماعي ,الفقر,البطالة ...إنخفاض معدلات النمو ,يكفي إذن بهذا المنطق العمل على رفع النمو لتغيير الأوضاع .فأي علاقة بين النمو في إطار البنية الاقتصادية الحالية وتقليص الفقر والبطالة .
-أ رفع معدل النمو إلى مافوق النسب الحالية لتفادي الازمة:
لم يستطع الاقتصاد المغربي تجاوز معدل نمو 3 بالمئة طيلة الخمسين سنة الماضية ,ويتميز بعدم الانتضام وكذلك بالمنحى التراجعي :
السنوات
معدلات النمو بالمئة
1961-1981
4,85
1993-2000
4,19
2001
2,5
2007
2,7

إن هذا التراجع الملموس في معدلات النمو يبين احتداد أزمة الاقتصاد المحلي التبعي نتيجة تعميق وتيرة تطبيق السياسات النيوليبرالية المتبعة منذ بداية التمانينات تحت شعار "تدبير الازمة " " التقويم الهيكلي".ينتظر التقرير بلوغ 6 و8 بالمئة أو ما أسماه التقرير المأمول ل2025 , إنه ضرب من الحلم إنتضار الاقتصاد المحلي أن يبلغ هذا المستوى بالنظر الى سيرورة إخضاع المؤسسات المالية للاقتصاد المحلي عن طرق الخوصصة والديون وكذا المناطق الحرة مما يساهم في تلاشي الاقتصاد المحلي .و يتوقع المعهد العالمي للتوقعات فقط معدل نمو 3 بالمئة بين 2000و 2030 ويستدعي هو ذاته إنهاء والقطع مع كل السياسات النيوليبرالية.
يتأكد أن بلوغ معدل نمو 8 أو6 أو 4,5 بالمئة للحفاض فقط على المؤشرات الحالية لا تؤمن به حتى الطبقات الحاكمة ,لذلك تستمر في ملهاة مبادرات التنمية التي تهذف من ورائها فقط لف أكبر عدد من المطبلين للإيديولوجية الليبرالية تحت شعار :إنقاذ ما يمكن إنقاذه تفاديا للخراب في حين أنها تتجه إلى الخراب ذاته .
ب- هل هناك علاقة بين النمو وامتصاص البطالة والفقر :
بالنظر إلى مجموعة من الاقتصاديات العالمية التي يجري تدبيرها بالسياسات النيوليبرالية ليس هناك من علاقة آلية بين النمو والمؤشرات الاجتماعية ,ونفس الشيء ينطبق على المغرب إذ رغم معدل نمو ب3 بالمئة بين 1993-2002 ارتفعت البطالة الحضرية من 15 بالمئة الى 20 بالمئة , أما في 2001 فقد ارتفع النمو ب2,5 بالمئة وكانت النتيجة بدل استيعاب عدد العاطلين ازدادوا ب35 ألف.
ج- البرامج التنموية الكبرى : تنمية الشراكات الامبريالية
تعمل الدولة باستمرار على توجيه مجهودها الاستتماري نحو خدمة البنية اللازمة لاستقطاب الرساميل الامبريالية التي تنتظر منها امتصاص البطالة وتحسين الظروف الاجتماعية للفقراء,وهو أفق غير مضمون فمن جهة جدب الاستثمارات لا يعني توسيع قاعدة إنتاج الرأسمال محليا بقدر ما يعني تحويل الاستثمارات من منطقة إلى أخرى لاستغلال أحسن الشروط التنافسية الموفرة له : يد عاملة رخيصة ,إعفاءات ضريبية مرونة الشغل... إن الرساميل الامبريالية تنتقل من بلد الى أخر بحسب توفر شروط الربح والاستغلال ,وبما أن كل البلدان في سباق وتنافس لجدب نفس الرؤوس فالنتيجة هي ذاتها المستفيد هو : الرأسمال الاجنبي وليس الشعوب وحالات شرق أسيا والارجنتين وغيرها دالة .من جهة أخرى تتحدث الدولة عن هذا الأفق لخلق مناصب الشغل , لكن بالعكس الشركات الامبريالية من خلال ضخامة رؤؤس أموالها تفكك البنية الاقتصادية المحلية للدول المستضيفة وبالتالي تدمر كليا المناصب الموجودة .ففي دراسة -لتجمع (فوميز) أكتر من 30 مركز أبحاث متوسطي – تتعلق بالمقاولات الصغرى والمتوسطة بالمغرب في القطاع الصناعي ,تبين أنه بين 1990-2002 تم خلق 650 ألف منصب من طرفها في حين تم تدمير 586 ألف ,إنه المنطق النيوليبرالي المتوحش والذي تضعه الدولة كأفق للتنمية البشرية 2025 .
ناهيك عن النتائج الكارثية للإصلاحات النيوليبرالية بالوسط القروي,إذ تؤدي البنية الحالية الى إخفاء مظاهر الفقر والبطالة وبتفكيك هذه البنية وتدميرها سيزداد عدد الفقراء وكذا العاطلين نتيجة تفكيك الفلاحة المعاشية و كافة الأنشطة التقليدية .إن بنية الاقتصاد المغربي التبعي لا يستطيع استيعاب جزء من المهمشين حاليا ومابالك بمن سينضاف إليهم .يتبين مما سبق أن الطبقات الحاكمة تقود المغرب ليس الى خانة الدول النامية وفقط بل إلى الخراب مع سبق الإصرار والترصد.
3- وكالة تنمية الاقاليم الجنوبية : أربع سنوات ماذا بعد ؟
في 2 مارس 2002 تم خلق وكالة ستهتم بتنمية الاقاليم الجنوبية أطلق عليها " وكالة تنمية الاقاليم الجنوبية "(6) وظيفتها التركيز على التنمية الاقتصادية والاجتماعية لهذه الاقاليم ,وقد رصد لها غلاف مالي قدره 7,20 مليار درهم تهم ثلاث أقاليم ( كلميم السمارة- واد الذهب الكويرة-العيون بوجدور الساقية الحمراء) وهذا الغلاف المالي هم خمس سنوات 2004-2008 .تتوقع الوكالة القيام :
-بالتأهيل الحضري لاحياء سكنية بجهة كلميم – السمارة تفوق مساحتها 900 هكتار وستستفيد منها 20000 ألف أسرة.
-إعادة إسكان ما يزيد عن 17000 أسرة في كل من جهتي العيون بوجدور الساقية الحمراء ووادي الذهب الكويرة .
-إعادة تأهيل قرى الصيد البحري( إنجاز بنية تحتية تهم الموانئ والتجزئات السكنية بما فيها المرافق الاجتماعية الضرورية )
-تعبئة الموارد المائية والتزويد بالماء الصالح للشرب والتطهير الصحي لأغلبية المدن الجنوبية
-إنجاز البنى التحتية المتعلقة بالطرق والكهربة وتطوير الموانئ .
نقف الآن وقفة تقييمية هل تحقق شيئ مما وعدت به الوكالة ؟ " الرواج الاقتصادي والاجتماعي بهذه الاقاليم"- "خلق مناصب شغل قارة ومؤقتة"- تقوية تواجد المؤسسات العمومية :التربية الوطنية ,الصحة ,التقافة ,الشباب والرياضة" – هذا ما أطلقت عليه الوكالة الثأتيرات الايجابية العامة المرتقبة من تنفيذ هذا البرنامج ,لا يجادل إتنان على كون هذه الوكالة لا تخرج عن سياق التطبيل لمبادرة التنمية البشرية ودر الرماد في العيون لان لا شيئ تحقق بفعل أن هذف هذه المبادرات بهذه المناطق هو خلق نسيج جمعوي تنموي , يعوض الدولة في القطاعات التي تم التخلي عنها ,وبالتالي أصبح بالدور الذي يلعبه أقرب الى السكان خاصة بالمناطق القروية خصوصا بعد التراجع التدريجي للدولة عن دعم القطاعات الاجتماعية , وهذا النسيج هو الذي يتم دعمه من طرف وكالة تنمية الاقاليم الجنوبية خصوصا وأن أغلب الفاعلين داخله هم من "السماسرة " .إن شيئا من الوعود البراقة التي وعدت بها الوكالة هي شعارات هجينة الغرض منها الاحتيال على العقول وترسيخ تمثل أن المغرب فعلا سائر في طريق التنمية ,
4- استهداف جغرافي للفقر أم حرب على الفقراء:
في سياق التطبيل لمبادرة التنمية البشرية ولمبادرات الدولة في هذا المجال وتحضيرا للإجهاز الكلي على ماتبقى من فتات الخدمات الاجتماعية ,أعدت المندوبية السامية للتخطيط (مقاربة تنموية ) دراسة حول " الاستهداف الجغرافي للفقر :من أجل توزيع أنجع للموارد المخصصة لمحاربة الفقر " (7)وتم وضع هذه الدراسة كبديل عن السياسات المتبعة سابقا والتي ارتكزت على التحويلات الجزافية لفائدة مجموع السكان خاصة في شكل خدمات إجتماعية ودعم للاستهلاك الغدائي . لكن يرى واضعوا التقرير أن هذه السياسات "محدودة الاثر" حيت أن "النتائج المسجلة لاترقى إلى المستوى المطلوب رغم أهمية الموارد المالية المعبأة لهذا الغرض " .
أ-تحديد المفاهيم :
*الاستهداف الجزافي :موارد الميزانية مخصصة بشكل جزافي لعموم السكان ليستفيد منها الكل بدون قيود كدعم المواد الاستهلاكية مثلا.
*الاستهداف الامثل:موارد الميزانية موجهة للساكنة الفقيرة فقط.
*الاستهداف البسيط:موارد الميزانية توزع بتساو بين المدن والقرى الفقيرة .
*الاستهداف الأنسب:توزيع الموارد حسب معادلة مختلطة لفائدة الساكنة الاكتر فقرا بالمدن والقرىعلى أساس ترتيبها في سلم الفقر .
ب-مبررات الدولة للتراجع عن الاستهداف الجزافي :
* " ...أضهرت الدراسات المنجزة محدودية اثر التحويلات الجزافية على تقليص الفوارق الاجتماعية والحد من الفقر حيت أن النتائج المسجلة لا ترقى للمستوى المطلوب رغم أهمية الموارد المالية المعبأة لهذا الغرض."(8 )
* "إلتهاب أسعار المنتوجات الاساسية على الصعيد الدولي والدعم المتواصل لأسعار الاستهلاك لها تأثير مباشر على الميزانية وعلى المالية العمومية .(9)
* الأغنياء هم من يستفيدون من الدعم " الخمس الأكثر غنى (20 بالمئة) من الاسر تستحود على أكثر من 40 بالمئة من الدعم الغذائي بالمقابل لا تتجاوز حصة الخمس الاكثر فقرا 6,1 بالمئة .ويستحود الخمس الاكتر غنى بأكتر من 50 بالمئة من دعم التعليم التانوي والعالي أما حصة الخمس الاكتر فقرا فلا تتجاوز 9,3 بالمئة "(10)
تعمل الدولة جاهدة على إيجاد مبررات للتراجع عن دعم القطاعات الاجتماعية وهده المرة بمبررات هجينة , إن محدودية أثر التحويلات الجزافية ,وكدا موجة الغلاء العالمية , لا تشفع بالتراجع الشامل عن الدعم بقدر ما تستوجب الزيادة في الدعم .أما مبرر هيمنة الاغنياء على القطاعات المدعمة فإنه كمن يحجب الشمس بالغربال إن الاغنياء يهيمنون على الاقتصاد ككل وليس على قطاع واحد فقط . بالتالي تصبح الدولة جهازا لخدمة كمشة من الاغنياء على حساب الفقراء .
إن الدولة لا تسعى إلى تقديم إجابات موضوعية لارتفاع الاسعار وتدني الخدمات الاجتماعية بقدر ما تعمل جاهدة لتبرير التراجع عن دعم هذه القطاعات تماشيا مع سياسة الانفتاح و منطق السوق الذي يبتغي دائما الاتجار بالحاجيات الإنسانية مهما بلغت بساطتها, يكون لهذا الكلام معنى إدا علمنا أن هده الدراسة قد أشرف على إعدادها بيتر لانجو وهو خبير من البنك الدولي في مجال الدراسات حول الفقر , فماهي البدائل التي تقترحها الدولة وأسيادها للقضاء على الفقر و تنمية المحيط الاقتصادي والاجتماعي ؟
ج- بدائل البنك الدولي للقضاء على الفقر :
لا يمكن لهده البدائل إلا أن تكون كسائر البدائل المقدمة لتجاوز أزمة التعليم والصحة وسائر القطاعات الاجتماعية المخوصصة أي التراجع التام والكلي عن دعمها لتعني حلول الدول ودوائر القرار الاجنبية حرمان الفقراء من أبسط شروط الحياة والعيش الإنسانيين ,ينطلق البنك الدولي وصندوق النقد العالمي ومنظمة التجارة العالمية من فكرة مفادها أنه لتقليص الفقر يجب رفع النمو . والطريقة الوحيدة لرفع النمو في نضرهم هي إطلاق العنان لحرية السوق وبالتالي تحرير الاقتصاد ,حذف كل الحواجز أمام تداول السلع والخدمات والمال, مع ما يستتبعه هذا المنطق من خوصصة شاملة ونزع تقنين الشغل ولبرلة الحماية الاجتماعية. إن خلفية هده البدائل تكمن في توسيع المنطق البضاعي نحو القطاعات التي بقيت ولمدة طويلة خارج منطق تراكم الرأسمال كالفلاحة المعاشية والخدمات العمومية .
بهذا المعنى يصبح الاستهداف الجغرافي للفقر الذي يشرف عليه البنك الدولي حربا على الفقراء وتسييدا لمنطق السوق وتراكم الرأسمال على حساب الفقراء والمضطهدين .

يتبين مما سبق أن كل مبادرات التنمية بالمغرب في ظل وضع التبعية والتدخل المستمر للمؤسسات الدولية تضل بلا معنى ,فلا تنمية مع الهيمنة الاقتصادية للمؤسسات المالية الناهبة لثروات الشعوب إذ لا يمكن الخروج من اللازمة الاجتماعية الخانقة إلا بالقطع التام والكلي مع سياسة الرأسمال النيوليبرالية و تغييرها بسياسة ديموقراطية حقيقية تنبني على الانا أكتر مما تنبني على الغير ,سياسة تتوقف عن سداد الديون وعن النفقات العسكرية وتسترجع ما نهب من الشعب المغربي , إن الحل لا يكمن في التراجع عن دعم القطاعات الاجتماعية بل التراجع عن الخيارات النيوليبرالية .إن الحلول التي تقدمها الدولة هي حلول تخدم البرجوازية التبعية واسيادها الليبراليين وتجهز على أبسط شروط العيش الانساني. إذن إن هكذا حلولا من شأنها القضاء على القوت اليومي للفقراء والمضطهدين .

بولعلام محمد عضو جمعية أطاك المغرب
الفهرس :
(1)-دفاتر التخطيط العدد 19 يوليوز-غشت 2008 ص 7
(2)-الفقر,الاقصاء الاجتماعي ,البطالة...إبراهيم أوبها( أطاك المغرب)
www.indh.gov.ma (3)الموقع الرسمي لمبادرة التنمية البشرية
(4)-قراءة لقانون المالية 2008 الرحماني ميمون
(5)-تقرير 50 سنة من التنمية البشرية
(6)-الموقع الرسمي لوكالة تنمية الاقاليم الجنوبية
(7)-دفاتر التخطيط العدد19يوليوز-غشت2008 ص4-5-6-7
(8)-نفس المرجع ص7
(9)-نفس المرجع ص7
(10)-نفس المرجع ص7

الأربعاء، 17 سبتمبر 2008

افني ايت بعمران :لا انتخابات حتى تحقيق المطالب والا فراج عن كافة المعتقلين


السكرتارية المحلية لسيدي إفني ـ آيت باعمران تدعو لمقاطعة الانتخابات الجزئية http://www.almounadil-a.info/IMG/jpg/ifni_mokata3a-2.jpg

الأربعاء، 10 سبتمبر 2008


الثلاثاء، 9 سبتمبر 2008

الحرية لمعتقلي سيدي إفني


لجنة معتصم الميناء


سيدي افني / ايت باعمران
04/09/2008
بيــــان رقـــــم 2

بعد مرور أزيد من 90 يوما على معتصم 30 ماي 2008، وما تلاه من تعامل سلبي من طرف الدولة:
- جريمة السبت الأسود 7 يونيو 2008
- اعتقالات مجانية للمناضلين و أعضاء السكرتارية مع استمرار المتابعات والمناورات للالتفاف على مطالب المنطقة.
- عدم متابعة ومحاكمة المسؤولين عن جريمة السبت الأسود
- انعدام أي نية في فتح حوار جدي حول المطالب.
بعد كل هذا لجأت لجنة المعتصم إلى تنفيذ شكل نضالي لوقف نزيف ثروات المنطقة، في الوقت الذي يستمر فيه حصارها وتهميشها وكان ذلك يوم الاثنين 18 غشت 2008 والذي تمت مواجهته بقمع شرس طيلة الأيام الماضية..
وفي وقت ترفع فيه السلطات خطاب التهدئة تتلاحق الاعتقالات وإغراق المدينة بجحافل من قوات القمع المختلفة.
نعلن للرأي العام المحلي و الوطني والدولي ما يلي:
1- مطالبتنا ب:
o إزالة ما يسمى بالحي الصناعي وتعويض جمعية المستثمرين بدرهم رمزي لكل متر مربع.
o نقل هذا الحي إلى داخل مسطحات الميناء والاكتفاء بوحدات صناعية قليلة حسب اليد العاملة المحلية، وتخصيص منطقة الحي الصناعي الأول للسكن الاجتماعي ولعائلات العمال المعوزين ومشاريع سياحية وعمومية وبيئية.
o تخصيص نسبة 51­ بالمائة من مداخيل الميناء لبلدية إفني والجماعات القروية.
o منح أبناء المنطقة رخص الصيد الساحلي بنوعيه (السردين والسمك) ودعمهم ماديا، خاصة الشباب حاملي الشهادات والمقاولين الصغار.
o خلق معاهد ومراكز تكوين في المجال البحري.
o دعم وتقوية الميناء لجعله مناسبا لاحتضان بواخر تجارية خاصة بين إفني وجزر الكناري لإحياء التجارة البحرية بالمنطقة.
o الاهتمام بالمجال البيئي حول الميناء ومنع هدر الثروات بشكل مفرط.
2- رفضنا القاطع لوساطة طحالب الأعيان التي تمترئ الركوب على نضالية الجماهير الشعبية.
3- استعدادنا لخوض أكثر الأشكال النضالية تصعيدا لفرض تعاطي جاد مع مطالبنا التاريخية المشروعة.
المجد والخلود لشهداء ايت بعمران
وشهداء قوارب الموت