السبت، 30 أغسطس 2008

كلمة مجموعة من معتقلي انتفاضة ايت باعمران بمناسبة المهرجان التضامني مع نضالات افني بالرباط يوم الأحد 31 غشت 2008 بمقر الاتحاد المغربي للشغل


تحية النضال والصمود مشمولة بعبق النصر والحرية من قلب سراديب وزنازن سجن انزكان النتنة
تحية إجلال وتقدير لكل الإطارات الجمعوية والنقابية والحقوقية في هذا العرس التضامني مع أهالينا الشامخين والصامدين في وجه آلة القمع الهمجية بسيدي افني / ايت باعمران .
ليس المجال هنا للإطناب أو الحديث عن معاناة السجن والسجان ، ولا عن ظروفه القاسية (الاكتظاظ – عزل معتقلي انتفاضة افني عن بعضهم ووضعهم وسط عشرات معتقلي الحق العام ... الخ) لكن ما نود التركيز عليه في هذه الكلمة الموجزة هو الوضع الحالي بايت باعمران والمهام المستعجلة .
في تقديرنا فالنظام المغربي يحاول جاهدا اللعب على عامل الوقت لإضعاف الحركة الاحتجاجية معتمدا سياسة العصا والجزرة. من جهة المزيد من المداهمات والاعتقالات وتعزيز الترسانة القمعية ، ومن جهة أخرى فيض من الوعود المعسولة بجنات التنمية الموعودة... ولعل لقاء سالم بوشعاب (المسمى عامل الإقليم) بالفعاليات الجمعوية المحلية يوم الثلاثاء 26 غشت قد أسقط ورقة التوت عن عورة تلك التنمية ، إذ كيف يعقل أن تطلب الدولة من السكان إعطائها برنامجا تنمويا استعجاليا لكي تنفذه ، اللهم إلا إذا وصل المغرب – دون علمنا– مرحلة الديموقراطية المباشرة !!
لكنه مهما قام به من قمع أو وعود معسولة في اجتماعات فارغة ، فالحركة النضالية لجماهير ايت باعمران لن تتوقف دون تحقيق مطالبنا المشروعة .
رفاقنا في درب النضال والكفاح :
لقد تابعنا بانبهار شديد إسهامكم البطولي في دعم حركة المقاومة والصمود بافني /ايت باعمران ، وتتبعنا بفرح غامر قوافل التضامن مع الحركة الاحتجاجية بالمنطقة . ونؤكد لكم عزمنا الدخول في معارك قاسية وبطولية من داخل زنازيننا من اجل إطلاق سراحنا وإيقاف المتابعات وتنفيذ مطالب الساكنة ورفع العسكرة والحصار عن ايت باعمران .

هاته المعارك التي نأمل أن تكون موازية لمعارك في المنطقة وشتى المدن بتنسيق مع لجن الدعم والتضامن المحلية والوطنية والدولية .
كما نؤكد لكم بأنه ليست لدينا أية أوهام حول فعالية الوساطات والرهان على مافيا الأعيان في إطلاق سراحنا .
وبالعكس من ذلك فإننا على ثقة بان السواعد العارية لشبابنا الثائر والمنتفض دوما في جبال افني / ايت باعمران ، وكفاحية النساء الشامخات اللائي يرفعن سواعدهن عاليا بشارات النصر ويزغردن بكل إباء وسط هدير "السطافيتات" وأدخنة القنابل المسيلة للدموع ، بالإضافة إلى تضامن كل المناضلين والمناضلات من الإطارات الكفاحية في كل ربوع المغرب .
هؤلاء وأنتم هم درب خلاصنا الحقيقي وهم قاطرة انتزاع مطالبنا العاجلة.
ختاما نختتم بمقولة للمهاتما غاندي : " إن ساعة واحدة أقضيها وراء قضبان زنزانة تنسيني ألف كتاب قرأته عن الحرية " فما أروعكم عشاق الحرية .
رفاقكم في النضال :
- بـــــارا إبراهيم - حسن أغربي
-
بومزوغ الحسين - احكون احمد

السجن المحلي بانزكان بتاريخ 27 غشت 2008

وسط جعجعة الحوارات :


السلطات تعتقل اليوم 29 غشت 08 المناضل زكريا الريفي امين مال الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين - فرع سيدي افني من منزله بينما تودعه أمه بالزغاريد وشارات النصر.

المناضل المعتقل حسن اغربي أمين مال مكتب المجموعة المحلية لاطاك افني


من أجلنا اعتقلوا * * من اجلهم نناضل

قراءة ومراجعة لأحداث افني ..

منطق دولة: دفاعا عن الرأسمال ...دفاعا عن سنوات الرصاص..
التاريخ و السياق ..الجلاد و المقاومة


هبت جماهير افني على اختلاف شرائحها الاجتماعية و فئاتها العمرية ، تناضل من اجل رفع التهميش و الإقصاء ،و هبت من جهة أخرى دولة المخزن و الباطرونا تعبئ مختلف إمكانياتها البشرية و الإعلامية لحماية مصالحها و لخوض حملات عقاب جماعية ، سقط من خلالها المفهوم الجديد للسلطة ، وانهار فيه آخر ادعاء بطي صفحات الماضي ...عذب النساء و الأطفال و الشيوخ والشباب في المخافر و في الشارع العام، و في المؤسسات التعليمية ، كما أبيحت فيه الأعراض بشكل غير مسبوق ، بالمقابل رفرفت راية الإستنكار لعموم المغاربة من الجنوب إلى الشمال ، وصنعت فيه الحركة النسوية الحدث بتجلدها و بقدرتها على المقاومة واستبسل فيه الشباب في الدفاع عن مدينتهم بعزم قل نظيره ..
إن تاريخ المغرب المعاصر سيقف كثير أمام السبت الأسود وصلابة الحركة الاجتماعية الرافضة لاستهتار دولة ، و عجز المخزن عن تقديم بدائل مادية سوى القمع و إحيائه لسنوات الرصاص ..
لمحة...
تطل مدينة إفني على المحيط الأطلسي (1)، عدد ساكنتها 20051 نسمة ، تمتد على مساحة 1502 كلم مربع وتضم سبعة تجمعات قبلية في الوقت الحالي : أيت الخمس، أيت أخلف، آيت إعز، آيت النص، آيت عبلة، إمستيتن، إصبويا، تعتمد المدينة على مصدر الصيد البحري و السياحة .تابعة لعمالة إقليم تيزنيت جهة سوس درعة ، حصلت على استقلالها سنة 1969 ، يظهر تاريخ المقاومة الباعمرانية مدى الإرث التاريخي الذي تختزنه قريحة المواطن الافناوي ، حيث الشرف و العزة و الكرامة مرادف للاستمرار في الحياة ، و هو ما يفسر الإصرار وروح التحدي الجماعية التي يتمتع جل الساكنة ، كما يفسر نفس المعطى إصرار المخزن على اجتثاث الحركة و ضرب عنفوانها الممتد .
صورة1: يذكر التاريخ(2) أن انتفاضة ايت باعمران المؤرخة في 23 نونبر 1957 ليست بالأول من نوعها ، بل تعود إلى اتفاقية 1860 حينما وقع السلطان عبد الرحمان بن هاشم مع اسبانيا معاهدة تطوان التي تخول اسبانيا في بندها الثامن حق التدخل في سيدي افني و جزر الكناري santa Cruz de mar pequina ، كما تكرر نفس المشهد إبان عهد الحماية سنة 1912 الموقعة بين السلطان مولاي عبد الحفيظ و فرنسا على اثر طلبه من المستعمر حمايته من القبائل المتمردة ، هده الأخيرة ستعمل في محاولة للتوغل في الأراضي الباعمرانية من خلال عميلها حيدة بن مايس المنبهي التي جهزته بأحدث الآليات العسكرية .انتهت بقطع رأسه و الطواف به لمدة شهر في الأسواق المحلية للقبائل.
صورة 2 : تحالفت قبائل كثيرة في حلف تاكيزولت وحلف تحكات مع قبيلة آيت باعمران لتواجه حملة الجنرال الفرنسي دولاموط سنة 1917. حيث ووجه بمقاومة شرسة انتهت بعقد اتفاقية "الهنا" بينها وبين المخزن بمنطقة ثلاث لخصاص عام 1934. وتنص الاتفاقية أن تلتزم من جهة قبائل آيت باعمران بامهيد الهنا بمقتضيات الصلح فيما بينهم وبين المخزن والمصارفة مع المخزن بإحسان، وأن يخرجون من بلادهم جميع القبائل العاصية ، وخصت بالدكر قبيلتي آيت حربيل وآيت خباش ويمنعوهم من السكن في بلادهم، وأن تلتزم قبائل آيت باعمران بحفظ جميع الطيارات التي تنزل بترابها، ومن جهة أخرى أن يلتزم المخزن بأن لا يدخل بلاد آيت باعمران ، و السماح لها بالمرور في منطقته والتسوق بأسواقه .
صورة 3: سنتين بعد الانسحاب الفرنسي الامبريالي ، تنطلق ثورة 23نونبر1957 لتحكم المقاومة الباعمرانية سيطرتها على مراكز الجيش الإسباني: مركز أسكا - مركز أملو - مركز ثلاثاء إصبويا- مركز تبلكوكت -مركز أربعاء إمستتن... حيث قادت معارك بطولية ضد المستعمر أهمها : معركة بويجاريفن - أسيق أوندر -تحنوت نبلا..دفعت المستعمر الاسباني إلى التراجع و التحصن في آخر مواقعه بسيدي إفني.. انتهت بإعلان تحريرها سنة 1969 بعدد قتلى تجاوز 1700في صفوف الاسبان و 104 في صفوف الباعمرانيين.
منطق الجماهير : دفاعا عن المقهورين ..دفاعا عن مبررات الاحتجاج
1- ..من الاحتجاج العفوي السلمي إلى المواجهة المنظمة .
بيد أن الاحتجاجات لم تكن فقاعات هوائية طفت على السطح، أضحى من الضروري مراجعة سريعة لصيرورة الأحداث ما قبل السبت الأسود، لنتمكن من رصد المنحى التطوري للاحتجاج بسيدي افني.. يشير الكتاب الأسود (3) أن شريط الأحداث الدامية يعود إلى سنة 2005 من خلال متواليات من الأشكال الاحتجاجية ، عرفت أوجها من خلال ملحمة 07غشت2005 التي طالب فيها المحتجون ب " مجانية الصحة و الحق في الشغل و تعويض العائلات ضحايا الاستعمار ومقاطعة الانتخابات البرلمانية "ثم استأنفت يومي الثلاثاء والأربعاء 31 وفاتح فبراير2006 عبر تنظيم لقاءات تواصلية مع جماهير السكان حول مشروعية المطالب قصد وتنظيمها استعدادا لمواجهة الخميس 2 فبراير،2006 التي حاصرت فيه الجماهير الحي الإداري للمدينة وشلت كافة الطرق المؤدية إليه" .
سعت السكرتارية المحلية (قبل أن يتم إقبارها تنظيميا ) إلى خوض العديد من المبادرات الاحتجاجية ولعب ادوار أساسية في المراحل الأولى للاحتجاج مراهنة على الاستجابة المخزنية لمطالبها عبر اختياراتها السلمية إلا أن تطورات الأحداث ، جعلت إمكانية التحكم في قبضة الجماهير للمبادرات الاحتجاجية عصية على الجميع ، زكتها الوعود الكاذبة للمسئولين المحليين و الإحباطات الجماعية المتفائلة بالزيارة الملكية(4) التي التزم فيهال الملك بعدة أوراش تنموية ، حيث تحولت البطالة و الفقر و التهميش و الإقصاء الاجتماعي إلى شبح لم يتخذ إلا منحى تصاعدي ..مما جعل من الشباب العاطل إزاء عمليات استفزاز يومية تتمثل في :
- غياب محاور جاد ومسؤول .
- انتعاشة ملحوظة في رصيد المستثمرين في الميناء و فقر مدقع في صفوف أصحاب الثروة الحقيقية " أهالي ايت باعمران " .
- ترسخ الإحساس بالتهميش و الإقصاء و الميز واستمرار الدولة بالتعامل اللامسؤول للدولة وتفضيلها نهج المقاربة الأمنية بدل التفكير الجدي في خلق فرص عمل قارة و التنفيس عن الأزمة الاجتماعية لإفني بمبادرات حقيقية تمتص الفقر و الجوع اليوميين المسيطرين على حاضر ومستقبل الساكنة .
يطرح السؤال التنظيمي و الاحتجاجي بعده التكتيكي في الدفع برغبة الجماهير في الانعتاق ، فبرغم تأكيد السكرتارية المحلية ، بعزمها نهج الخط السلمي (5)، كان طليعة الشباب ينزف غيضا من سياسات الدولة اتجاه المرافق العمومية ، ومع كل هبة نضال جماهيري تزداد وثيرة الاحتجاج وأشكالها الجذرية ، و الميل إلى فرز صيغ تنظيمية و نضالية أكثر فاعلية و تأثيرا ، تتجاوز منطق الحسابات المزاجية و الظرفية كما حاول البعض تشويه الحقائق..كان الصوت المكافح بهوامش افني يستعد لطرح البديل بعد أن عجزت لغة المراسلات و الاستعطاف ولغة الحوار الدفع بملف المطالب الاجتماعية بلغة جمهرة الشارع و استهداف المصالح المباشرة للدولة المخزنية ...وهو ما يفسر أيضا الإجابات السريعة و الموضوعية لخيار المواجهة للشباب المعطل المنظم في الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين ، ومناضلي اطاك المغرب،.. ولنستعرض أهم المحطات التي أظهرت فيه طليعة الجماهير حسن تدبيرها لأشكال تدخلها ولأشكال التنظيم و آليات الدفاع الذاتي للجماهير وهو:
- حلقيات النقاش المنظمة أو العفوية : إن الانفجار الاجتماعي لم يكن بسبب قرعة مناصب الشغل التي أعلنت عنها بلدية افني حيث 8 مناصب يتبارى عليها 1000عاطل ، فخلفية المباراة لم تكن إلا المتنفس التي سيحول الانتظارات الفردية إلى مجمع للاحتجاج الجماعي ،حيث النقاش اليومي يملا بهو الساحات و يجعل من موضوع المطالب الاجتماعية منظما تلقائيا للنقاشات داخل الأسر و التجمعات الشبيبية
- الميناء: انتقال النقاش من المرفق العمومية للجماعة المحلية إلى مرفق آخر يتمثل في استنزاف الثروات السمكية لمنطقة افني دون الاستفادة المباشرة أو الغير المباشرة له ، مما جعل ضرورة تطوير الفعل الاحتجاجي أمرا محتوما ..فكان الميناء بمثابة أجندة كشف حساب بين العاطلين و الدولة المركزية التي يضعها ميزان القوى الاجتماعي أمام الأمر الواقع بهدف إحراز مطلب التفاوض الجدي.
- الاعتصام: أن خيار الاعتصام و الإجراءات الاحترازية التي قام بها المعتصمون تفيد بوعي تام لما لقرار "البيكتوراس" الافناوي من تداعيات ، بدليل الخطة الدفاعية التي حصن هندستها ماراكمته الجماهير من دروس نضال وتجارب سابقة ومتعددة .. حيث تشكلت لجن الطوارئ : لجنة الدعم المالي -لجنة الإعلام- لجنة التغذية- لجنة اليقظة. ..بغرض تنظيم خطط الفعل الهجومي و الدفاعي للجماهير إبان مواجهة قوات القمع .بين الكر و الفر وتوزيع الأدوار بشكل احترافي وتلقائي .تتعدد أشكالها بين نصب المتاريس و صعود الجبل كشكل تاريخي للمقاومة..حيث تصبح المطاردات تفسح المجال لاستراحة المحارب وإعادة الكرة وهو ما ثم بالفعل في 18-19 غشت 2008حيث سيناريو آخر لاستمرار المقاومة الافناوية إلا انه بمطلب جديد يتلخص في الانتقام لما لحق الساكنة من هتك للعرض .
- يشير الكتاب الأسود الصادر عن جمعية أطاك في عباراته عن تطور الحركة الاحتجاجية من حيث الكيف و الكم مشيرا إلى " بداية تطور تنظيمي ملحوظ للاعتصام وتزايد متنامي، منذ اليوم الثاني فبدأ الرقم يصل ما بين 500إلى 600 شخص من المعتصمين لكن حوالي الثلث من هذا الرقم يحضر نهارا ولا يبيت في الاعتصام "
- تتطور الحركة في محاولة لتجميع اكبر حصيلة مطالب ترضي كافة الأطراف المحتجة لتتجاوز مطلب الشغل ، و لتعكس واقع " الحكرة " وواقع نسيان دولة لساكنة تعامل بنفس منطق الخريطة الاستعمارية ، للمغرب الغير النافع .
2- دولة الرصاص و الجمر .. المقدمات
إن تأملا بسيطا لمنحى تطور الأحداث المأساوية ، يظهر الوعد الذي أطلقه بعض الافناويين في الشريط المنشور على اليوتوب " نعدكم يا أبطالنا بالانتقام " وهو ما يعكس سيكولوجية المجتمع الباعمراني ويضع حدا فاصلا بين مرحلة ومرحلة أخرى ..ويترقب فيها انتقال الدولة إلى استعمال وسائل قمع غير محسوبة لضراوة الاحتجاج و تطوره التصعيدي .و تعتقد الأجهزة الأمنية واهمة أنها باعتقال مجموعات مشتتة من طليعة الشباب و قيادييها المنظمون في إطارات أو تنسيقيات أو الغير المنظمين ، من شأنه فسح المجال لإعادة ترتيب المشهد الاجتماعي و السياسي لإفني و تحقيق مستويات أعلى لإخماد الحركة الاجتماعية و للاستجابة لمطالب اجتماعية ثانوية ،متناسية أن مطالب الساكنة الجماعية هي أعمق و أكثر جذرية ، وقودها الأكثر غزاراة مطلب رد الاعتبار لكرامة الافناوي الذي عايش لحظات المداهمات و اقتحام المنازل و تعرية النساء والعبث بأجسادهن .....فكل رداء امني اليوم ، أضحى لا يمثل للإفناويين إلا عدوا يتربص بممتلكاته وبعرض رجاله ونسائه وبتهديد مقدمات النضال..
إن الشق الثاني من أحداث السبت الأسود انطلاقا من 18 غشت2008 يمثل في الوعي الجمعي الرغبة الملحة في الانتقام من دولة أرسلت قواتها العمومية لتقتحم المنازل و لتعبث بالممتلكات وتغتصب النساء و الرجال على حد السواء و الذي حاولت في الجزء الأول التفنن في رصد سلسلة إجراءات قمعية برع النظام السياسي بالمغرب في سنوات السبعينات في تجريب فاعليتها و درجة تأثيرها على المناطق التي تشهد احتقانا اجتماعيا وسياسيا( الريف..)، نجد اليوم سيدي افني وصفرو و طلبة القاضي عياض مراكش احد أهم الأمثلة المتكررة و التي تجمع على ما يلي(6) :
- عزل المدينة عن محيطها الجغرافي وضرب حصار أمني مشدد على مداخلها ومخارجها ، ونصب الحواجز الطرقية ونقط التفتيش ..
- الاعتقالات العشوائية و الجماعية دون مراعاة للأعمار أو الجنس أو درجة المشاركة في الاحتجاج وحملات تمشيط قصوى باعتقال الطليعة المناضلة و الانوية النشيطة و المتنورة داخل الحركة الاجتماعية بافني .
- النيل من عزيمة وقريحة المحتجين عبر التفنن في السب و القذف و كل مصطلحات يشكل تراث النظام قاموسا لغويا متسخا يتلاءم وجذوره التاريخية .
- الاختطافات الجماعية و الفردية والضرب المبرح عبر استعمال مختلف أشكال الضرب : باللكم وبالعصي والضرب بمقدمة الحداء وفي مناطق حساسة .طبعا لا زمكان لاستعمال العنف و التعذيب المفضي إلى الإغماء : في المظاهرات ، في السراديب ، الشارع العام، المؤسسات التعليمية..
- استخدام المروحيات و الفيالق الأمنية المتعددة الأشكال و استعمال العصي و الادرع و الرصاص المطاطي و القنايل المسيلة للدموع .و"مقالع" الرمي بالحجارة .
- استخدام القارورات الغازية لاغتصاب الذكور من اجل الحط من كرامتهم وامتهانهم أما النساء فكان التحرش و الاغتصاب و الضرب على المؤخرات و ملامسة الأعضاء التناسلية الوسيلة المنحطة لجلاد منحط ،وهي وسائل تتعدد الأشكال و المستويات في ترهيب المعتقلات كما حدث مع الطالبة زهور بمراكش حيث خضعت للتعذيب بالكهرباء ..
- تعرية النساء و لطمهن و جرجرتهن على الأرض هي العملة المضلة لسادية المخزن .بحيث ثم تعرية وضرب أزواج وزوجات في مخافر افني وجها لوجه ..كما ثم الإفراج عن بعض المعتقلات بعد تجريدهن من مختلف الألبسة التي تستر عورة الإنسان .(7).
- احتراف اللصوصية من قبل رجال الأمن ، سرق وجرد السكان بافني وطلبة الحي الجامعي بمراكش من مختلف ممتلكاتهم " نقود-مجوهرات-هواتف نقالة ..".و الشطط في التخريب في محتويات المنازل ومصادرة ما استبيح لرجال " الأمن و القوات العمومية "وهي ممارسات تحيل إلى أشكال العنف و امتداده القروسطي لقانون " الغنائم " التي يوزعها المنتصرون فيما بينهم ومفردات أخرى تحيل إلى اهانة عزيز قوم وادلاله بالقذف و السب و رمزية سبي النساء من خلال احتراف التعرية التي تشكل لدى الجلاد لغته السادية في محاولة يائسة للنيل من الروح الكفاحية للمقاومة بتحقير الجسد وتجريده من اللباس و العبث به ، و تلاوة مدونات من أنواع السب و القذف المدقع..
- توضع الأجساد ككومات زبالة بعضها فوق بعض ..الدماء تنزف ..سخرت المدارس الابتدائية و ثانويتين بالمدينة (أبرزها ثانوية مولاي عبد الله و مدرسة ابن طفيل وحليمة السعدية) كثكنات للتعذيب و مباشرة هجوم الدولة الهمجي ومحطات للاستنطاق و الترهيب.
- حالات اعتقالات عشوائية ممشطة بحالات مداهمات مكثفة للمنازل الآمنة ،حيث تكسر الأبواب بما ملكت اليد "عصي ، بروتكانات.." و تصادر ما بها من محتويات راقت لرجال " الأمن و قوات مكافحة الشغب " .
- استخدام المسدسات كفلم بوليسي مقيت ، وضع فوق رؤوس الأسر (حالة المناضل بارا إبراهيم و زوجته) و التهديد بالقتل أو الاغتصاب وهي لغة مألوفة في قاموس الدولة الرجعي .
- وجهت تهمة تكوين عصابة إجرامية و العصيان المدني و التجمهر المسلح..إلى الكاتب العام لمجموعة اطاك افني: بارا إبراهيم ورفاقه (خالد بوشرى، إبراهيم ممراح، حسن المومني) و (محمد الوحداني، أحمد بوفيم، محمد أطبيب و زين العابدين الراضي المعروف بالجزائري) ، كما اعتقل سبع الليل عضو المكتب الوطني للمركز المغربي لحقوق الإنسان بتهمة إفشاء أنباء خاطئة وثمت محاكمة الراشدي مدير قناة الجزيرة بنفس التهمة التي سقطت عن جرائد ومنابر إعلامية أخرى أذاعت نفس خبر وجود قتلى ..

استفرد الوزير الأول عبر تصريحه الشهير المخجل " لم تكن هناك أحداث نهائيا "(8) بعد سلسلة من الإجراءات التجريمية لحرية الإعلام، انطلقت باعتقال الصحفي علي المرابط و محاكمة حرمة الله عن جريدة الوطن و الحكم بغرامات خيالية على جريدة المساء ..واستأنفت باغتيال حق المغاربة في إعلام ينقل الحقيقة لا شيء غير الحقيقة ..دوزيم التي تشارك هيمنة القناة الوحيدة " الإثم " ، انتهى بها المآل اليوم إلى أن تصب عدساتها فقط على أضرار المستثمرين في الميناء ونقل تصريحات تغطي السمش بالغربال دون أن تعكس حجم الأضرار الرهيبة التي لحقت بسكانها و بممتلكاتهم .
و هوت بعض التصريحات الحقوقية إلى مستويات غير لائقة بسمعة منظمة حقوقية حينما صرحت أمينة بوعياش رئيسة المنظمة المغربية لحقوق الإنسان أن ما حدث في سيدي افني لا يمكن اعتباره انتهاكات جسيما لحقوق الإنسان ، وكان النظام القمعي كان في نزهة وان شهادات و ألوان التعذيب الموشومة على أجساد الساكنة كان فنا تشكيليا تتباهى به مؤسسات الدولة ومنظماتها الحقوقية ...ونشرت العديد من الجرائد معطيات تضليلية بلغ بعضها إلى نسب ما حدث لجهات انفصالية وأخرى تعاملت مع المناضل بارا إبراهيم كإرهابي يثير الفوضى و التحريض..ومنحت صورة مقرفة في بداية الأحداث محملة الجماهير تداعيات الأحداث ...في حين كان الصفع و السب يعترض صفوف مصور ومراسل جريدة المساء كمكافأة لاحترامه ضوابط العمل المهني .
توا ثرت الأحداث و تعلمت الجماهير كيف تدافع عن نفسها إعلاميا ، كانت الكاميرات و الهواتف النقالة التي حاول المخزل مصادرتها و لصوصيتها، تكشف حجم إرهاب دولة بأكمله ، وكان اليوتوب يوزع الفيديوهات التي أضحى قبلة لكل محب للاستطلاع ، بالمقابل تحولت مئات بلوكات ومنتديات ومواقع الانترنيت التي ينشط فيها الشباب الغير المهتم بالسياسة إلى مراكز للمناقشة و التعليق على ماحدث ..أما الجرائد والقنوات الفضائية التي تحيزت للسلطة فقد وجدت نفسها بقوة الفضح الإعلامي تعدل بعضا من إيقاعها خصوصا بعد اعتراف الدولة بوجود "بعض الانزلاق " و خلق لجنة تقصي برلمانية ..
3- حركة جماهيرية و تضامن متجه نحو الفعل..
إن أهمية دروس تنظيم أشكال الدفاع الذاتي للجماهير ، يثبت حقا أن نظرية التنظيم الحقيقية لا تبنى بالإرادية و بأجهزة التحكم المباشرة و الغير المباشرة بل بالمشاركة الحميمية لنضالات الجماهير ومراعاة شروطها وعدم القفز عن مراحل تطورها الفعلي الغير خاضع لقانون أو منظومة ثابتة .
تستمر الدولة في سياساتها المعادية للجماهير ، بالمقابل تستمر الجماهير في إنضاج شروط انفجاراتها البركانية ، قد تختلف مواعيد تشظي حممها وفق خصوصيات المناطق ودرجات وعيها الجماهيري ومستوياتها المعيشية ، إلا أنها في غالبيتها تعلن عن ذاتها ضمن شروط من ردود فعل عفوية في المناطق التي لا زالت تراكم أسباب احتجاجها ، إلا أنها تشترك مع غيرها في العزوف عن الاندماج في مخططات الدولة البرنامجية : انتخابات ، مشاريع تنموية ، مبادرات اقتصادية ... بالمقابل تشهد المناطق الزاخمة بحركية اجتماعية حقيقية : بوعرفة ، افني ..مقاطعة نشيطة لسياسات الدولة القائمة على التهميش و الإقصاء ، ويزداد هدا الوعي تدفقا و متانة كلما اكتشفت الجماهير خيانة التمثيليات الحزبية وضرورة قيادتها لمطالبها بنفسها .
في افني المناضلة عجز البرلمانيون ( العدالة و التنمية ) من إيقاف زحف حركية الشارع المدوية أو إقناع المعتصمين برفع الاعتصام ، لأن ذاكرة الجماهير تراكم القناعات التحفظية من هذا أو ذاك اتجاه السلوك اليومي للتمثيلية الحزبية ، حيث لا يزال عالقا بدهنها موقفه الرافض لحركية 07غشت 2008 ، أما البرلماني الاتحادي عبد الوهاب بلفقيه فقد ظل المعتقلون يتداولون اسمه فيما بينهم كونه احد من حضر دورات التعذيب ضمن اللجنة الأمنية المشرفة على الاستنطاق .
إن الحركية التضامنية التي شهدتها مدينة افني من قبل قواها الذاتية ، تفتح أسئلة كثيرة حول مستقبل تجميع قوى اليسار من حيث وحدة المهام البرنامجية ، كما تثير سؤال المستقبل السياسي للحركة الاجتماعية بالمغرب ، في شروط راهنية تتسم بإشارات مقلقة حول الأوضاع الاقتصادية و الاجتماعية ، وفشل الدولة المخزنية في تقزيم الفوارق الاجتماعية ، و إيقاف لوبي استنزاف الثروات المحلية ونهب المال العام ، و تفويت الخيرات المحلية لصالح الرأسمال العالمي وإصرارها على ضرب الخدمات الاجتماعية و إخضاع الحاجيات الأساسية للسكان لمنطق السوق ومتطلباته .
تشير كل المقدمات أن ميزان القوى الأساسية للحركة صنعه الافناويين أنفسهم من خلال :
- الإضراب العام المحلي : دعت المكونات المحلية و السكان إلى شن إضرابات محلية تضامنية واحتجاجية على أشكال التدخل المخزني.استجابة مختلف الشرائح الاجتماعية لمطلب الإضراب في العديد من المحطات فأقلت المحلات التجارية ، وعرفت المدينة حالة شلل اقتصادي لمدد زمنية في إشارة رمزية لحركة التضامن المحلي.
- الحركة النسوية المناضلة : ظلت النساء في مقدمة المبادرات و التحدي ، وهو ما يفسر شراسة المخزن في التعامل مع النصف الآخر للرجل ، عبرن عن أشكال جريئة ، لبسن السواد تعبيرا عن الحداد لمدينة تغتالها القوات المخزنية ، قدنا المسيرات ، نضمن أشكال التضامن العفوي بالنسبة للأسر التي تعرضت للضرر (الأكل – الأفرشة- الألبسة – التطبيب..).سهرن على الدفاع عن الحركة الاحتجاجية حتى وهن رهينات الاعتقال ..كنا في مقدمة المسيرات رغم تكرر حالات القمع الرهيب ..والأهم من كل ذلك كنا السباقات إلى فضح ما مورس عليهن من تحرش واغتصاب وضرب في بيئة جد محافظة لكي لا يتكرر ما حدث..
- الإدارة الجماعية للمعركة المفتوحة: بعد أن عجز من تبق في السكرتارية المحلية في إقناع المحتجين بضرورة فك الاعتصام، اتجه المنحى العام إلى التصعيد حتى نهايته..بل اتهمها المغاضبون بأنها " باعت الماتش" (9)
- المهاجرون: شكل المهاجرون القوة الإضافية لحركة الاحتجاج الرافض لسنوات الرصاص الملازمة للمخزن ..كما ساهم دلك في تدويل أشكال التضامن و التنديد بسياسات الدولة و كشف آخر ورقة حول اكدوبة" طي صفحات الماضي.
ساهمت القوى المناضلة بإرساء مطلب تسريع قوافل التضامن وكسر الحصار الأمني لمخزن اعتقد انه استكمل خط احتواء النخب و المكونات الحزبية ..كما شكلت حملات التضامن التي قامت بها اطاك المغرب – الجمعية المغربية لحقوق الإنسان – المركز المغربي لحقوق الإنسان وبعض المنابر المناضلة ، أحد الأشكال الأساسية في بلورة رأي عام قويم ، وجدت في المنابر الديلية و الأصوات المدافعة عن الاختيارات المخزنية مكشوفة ..هدا ويسجل بأسف عجز القوى النقابية عن بلورة موقف وطني واضح اتجاه حالات القمع الجنوني للمخزن لرد فعل حركة اجتماعية على تهميشها و إقصائها ..
آفاق الحركة ..منحى التثوير أو الاحتواء
تتجه الحركة الاجتماعية اليوم بافني نحو سيناريوهات شتى ومتعددة إلا أنها في عموميتها تتخذ منحنيين استراتيجيين أساسيين :
منحى حركي جماهيري يضعف تحكم الجهاز المخزني بهده المنطقة ، وتدفع الساكنة اتجاه أشكال تدبير ذاتي لملفاتها المطلبية ..حيث تقطع حبل الصرة مع جهاز الدولة خصوصا بعدما ألحقت ضمنيا بالمطالب الاجتماعية مطلب رد الاعتبار لساكنة افني لما طالها من إساءة وتدنيس من قبل أجهزة الدولة القمعية .
منحى تعلن فيه الدولة عن أخطائها بعدما تفشل كليا في احتواء الأزمة لتجد نفسها أمام خيارين " إما خيار المحرقة الجماعية حيث كل وسائل الردع ممكنة " مع المخاطرة بانكشاف عورة الحكومة و حدوث أزمة سياسية عميقة..أو خيار واقعي تتراجع فيه الدولة عن مطلب استرجاع هيبة "المخزن " مقابل حالة هدنة تمنح فيه الساكنة بعد المطالب الأساسية ، حيث تضع لنفسها إستراتيجية طويلة المدى من اجل إفساد الجو العام و اختراق الحركة و اغتيال لبنات المقاومة و شراء الذمم و الضمائر الحية ..
إن كل الاحتمالات و الخيارات واردة ومطروحة على ارض الواقع ..ويزيد من تأكيده ما ستشهده الأحداث المقبلة قبل وبعد موعد الانتخابات القادمة ..وسيوكل لموازين القوى وتشكل الحركة الاجتماعية بالمغرب على مختلف التراب سؤال الحسم النهائي للسيناريوهات التي لا تنتجها فقط الشروط الموضوعية ( الاقتصاد ، التحولات الاجتماعية ) بل أيضا الشروط الذاتية ( البدائل الحزبية – بعد الحركة الاجتماعية وما تلفظه من مؤثرات خارجية – أشكال التضامن وتماسكها – القوى النقابية – جغرافية الاحتجاجات ..)
هوامش:

(1)الإحصاء العام للسكنى و الإسكان لسنة 2004
(2): موقع http://www.ifni2008.com بوابة سيدي افني موقع ويكيبيديا http://ar.wikipedia.org/wiki سيدي افني .
(3) صدر الكتاب الأسود هن جمعية اطاك المغرب بناءا على تقرير أعده مناضلون من خلال احتكاكهم المباشر بالحركة الاحتجاجية بإفني تجدون نسخة أولية منه http://maroc.attac.org/livrenoirsidiifni.pdf
4)ترأس الملك محمد السادس، بمركز سيدي إفني، مراسيم التوقيع على اتفاقية التأهيل الحضري للمركز، بكلفة تزيد عن 115 مليون درهم، واطلع على مشاريع تهم البنيات التحتية الطرقية، والتزود بالماء الصالح للشرب بإقليم تيزنيت، فيما أعطى الانطلاقة لبرنامج تزويد مركز سبويا و19 دوارا بالماء الصالح للشرب، بكلفة مليونين و570 ألف درهم
(5) بيان السكرتارية المحلية لسيدي إفني الصادر بتاريخ: 30 يونيو 2006
(6) نقلا عن شهادات وصور فيديو : شريط السبت الأسود للمخرجة سعاد كنون – ما تناقلته جرائم المداهمات على موقع اليوتوب –.
(7) تقرير اللجنة الحقوقية الوطنية المشتركة لتقصي الحقائق حول أحداث سيدي إفني بتاريخ: 14 هيئة حقوقية .
(8) تصريح عباس الفاسي للقناة الثانية في شان السبت الأسود .
(9) شهادة السيد الطالبي محمد سالم وهو رئيس جمعية مار بيكنيا، رئيس الفرع المحلي للهيئة الوطنية لحماية المال بالمغرب، وعضو مؤسس للسكرتارية المحلية بمدينة سيدي إفني..مأخوذ من الباب الثالث عن تقرير اللجنة الحقوقية الوطنية المشتركة لتقصي الحقائق حول أحداث سيدي إفني بتاريخ: 14 هيئة حقوقية..

الأحد، 24 أغسطس 2008

أي حوار تهيؤه السلطات مع جماهير إفني ؟




تداولت العديد من وسائل الاعلام ومصادر محلية من افني عن دعوة السلطات الى اجراء حوار مع السكان بعد لقاء بعضهم مع باشا المدينة . وقد حددت السلطات موعد هذا الحوار يوم الثلاثاء المقبل دون تحديد جدول اعماله ولا الاطراف التي ستمثل الدولة .
تأتي هذه الدعوة بعد القمع الهعمجي لاعتصام الشباب بطريق الميناء والتنكيل بالمواطنين في الشوارع ومركز الامن وحصار امني للمدينة بمختلف تشكيلات الاجهزة البوليسية خاصة حي بولعلام والجبل المجاور له . وقد سبق لوزير الداخلية أن أعلن بلسان الدولة ان اجهزته لديها لائحة تضم شبابا وصفهم بالمشاغبين يجب اعتقالهم . وهذا ما قامت به اجهزته حبث اعتقلت مناضل اطاك المغرب حسن أغربي والنشيطين عبد المالك الادريسي والحسين تيزكاغين . فيما لا زالت تبحث عن مناضل اطاك المغرب محمد امازوز ومسؤول جمعية ماربيكينيا محمد سالم الطالبي ومسؤولا بفرع جمعية المعطلين ابراهيم العوينات .
وإذا كانت الاجواء السائدة بالمدينة هي الحصار الشامل وتطويق جميع الازقة والشوارع والبحث عن النشطاء لاعتقالهم فأي مشروعية لهذا الحوار الذي تتحدث عنه السلطات ؟
إن المبادرة لا تعدو كونها حوارا أمنيا لتهديد السكان بـ"عواقب" المشاركة في الاحتجاجات اضافة الى تسويق بعض الوعود حول مشاريع تنموية ستنفد في " المستقبل القريب " شريطة الاحجام عن الاحتجاج . وهو اسلوب كررته السلطات اكثر من مرة مع الساكنة التي امهلتهم مددا طويلة لتنفيد الوعود لكن دون نتيجة تذكر .
إن المطلوب هو حوار جدي يحضره مسؤولون عن القطاعات الوزارية المعنية بالمطالب (التشغيل – الصيد البحري – الصحة – الاشغال العمومية - الداخلية ) للتفاوض حول الملفات المطلبية للسكان ووضع روزمانة زمنية واضحة لتنفيدها ، وتشارك في هذا التفاوض بصفة مراقب المنظمات الحقوقية المستقلة .
ولتحقيق هذا الحوار لابد ان تسبقه اجراءات واضحة دليلا على الجدية في السعي للتفاوض :
1. رفع حالة الحصار الامني للمدينة واجلاء كافة تشكيلات الاجهزة الامنية عن المدينة
2. وقف كل المتابعات في حق النشطاء
3. اطلاق سراح معتقلي احداث 07 يونيو اضافة الى حسن اغربي ، عبد المالك الادريسي ، والحسين تيزكاغين.

إن سكان المدينة وتنظيماتها المناضلة ليست رافضة للحوار كما يسعى وزير الصيد البحري عزيز اخنوش الى اظهارها به ، لكنها تريد حوارا جديا يتم الالتزام بخلاصاته وينعقد في شروطه الحقيقية .

السبت، 23 أغسطس 2008

مرة أخرى .. دعاة التنمية البشرية يقمعون جماهير افني

ماذا وقع ؟
دفعت عقود متتالية من الحرمان والتهميش سكان افني ايت باعمران إلى التمرد على سياسة دولة تناوبت على إذلال أجيال متعاقبة منهم، ودفعتهم إلى العيش في أوضاع حاطة بالكرامة الإنسانية . واستمرارا للمسلسل النضالي الذي بدأ منذ 2005 استأنف شباب المدينة يوم 18 غشت 2008 حلقة جديدة من نضالهم لأجل مطالبهم المشروعة. فبعد أن أمهلوا السلطات أكثر من شهرين بعد قمع اعتصام الميناء دون أي استجابة لمطالبهم عاد شباب المدينة صباح ذلك اليوم لتنظيم اعتصامهم من جديد عبر إغلاق الطريق المؤدية لميناء المدينة محاصرين أزيد من 100 شاحنة محملة بالثروات السمكية للمنطقة متجهة صوب الأسواق الوطنية والدولية ، فيما لم تتمكن حوالي 56 شاحنة أخرى ببلددة مير اللفت، القريبة من افني، من الدخول بعد أن رفض السائقون دخولها خوفا من تكرار سيناريو أحداث السبت الأسود.
وقد استعملت القوات القمعية المتواجدة بكثافة، القنابل المسيلة للدموع لتشتيت الاعتصام والتجمعات الاحتجاجية التي ضمت عددا كبيرا من الشباب، ، فيما توافدت على المدينة تعزيزات أمنية إضافية قادمة من تزنيت و أكادير ومراكش وكلميم،
مستعملة ( كما حدث في السبت الأسود) المؤسسات التعليمية كمقرات لها . وحاصرت على الفور مختلف الأحياء السكنية، وخاصة بجبل بولعلام والذي حوصر بالكامل، وعادت الحواجز الأمنية لتسد المنافذ المؤدية إلى المدينة في جميع الاتجاهات، في صورة مماثلة لما وقع بالمدينة في السابع من يونيو الماضي.
ورغم الحصار القمعي المضروب على مختلف الأزقة والشوارع المؤدية إلى منطقتي بولعلام والمنطلق، فقد استمرت مواجهات الدفاع الذاتي للسكان ضد القمع الهمجي للأجهزة الأمنية منذ صبيحة الاثنين إلى غاية ليلة الأربعاء 20 غشت .
وكعادتها لم تبادر الدولة لفتح حوار مع الشباب المعتصمين قصد تلبية مطالبهم الاجتماعية بل استنفرت ترسانتها القمعية من شتى المدن لتبطش و تنكل بالجماهير الغاضبة كما قامت بحصار قمعي مكثف لبعض أحياء المدينة خاصة حي بولعلام المناضل و الجبل المجاور له .
و إلى حدود الآن مازالت المدينة لليوم الخامس منذ انطلاق الأحداث تعيش في حالة حصار أمني شامل ومداهمة منازل النشطاء المبحوث عنهم ( محمد امازوز مناضل أطاك المغرب و محمد سالم الطالبي عضو جمعية ماربيكينيا و إبراهيم العوينات مناضل فرع جمعية المعطلين ) ومطاردة عدد أخر من المناضلين و المناضلات قصد اعتقالهم كما جرى لمناضل اطاك المغرب حسن أغربي المعتقل بمنزله صباح الثلاثاء .
الوزير بنموسى و الجنرالات منتشون بالقمع
في ظل استمرار القمع الوحشي للشباب المعتصمين قام صباح الثلاثاء 19 غشت وزير الداخلية شكيب بنموسى رفقة بعض المسؤولين الحكوميين بزيارة استعراضية لميناء سيدي إفني حيث وصف المعتصمين بكونهم " جماعة فوضوية من مثيري الشغب " مركزا على تطمين رجال الأعمال و الشركات الذين وعدوهم بحماية مصالحهم . وبعد ذلك توجه لتزنيت منظما اجتماعا أمنيا ضم إلى جانب عامل الإقليم وعدد من المسؤولين و جنرالات الجيش و القوات المساعدة و الدرك و الأمن الوطني . كما لوح على عادة الدولة المغربية بأن " استتباب الأمن " هو شرط إنجاز المشاريع التنموية المبرمجة و التي سيراها الجميع في أكتوبر القادم.

وبهده السلوكات يبين وزير الداخلية أن الدولة المغربية لاتكترت لمآسي الجياع و المهشمين بإفني بقدر ما تكترت بمصالح المافيات المرتبطة بالصيد البحري و أن الحل الوحيد هو التنكيل القمعي بهؤلاء المناهضين للتهميش و الإقصاء الاجتماعي . ولم ينس السيد الوزير أن يتبجح بالقبض على احد " قادة" الاحتجاج (مناضل اطاك المغرب حسن اغربي) ويتوعد الباقين بلائحة المطلوبين . وفي حقيقة الأمر لا حاجة له لذلك ما دامت زيارته نفسها (التي دامت بضعة دقائق) متزامنة قمع مكثف للمتظاهرين بالشوارع لتأمين مرور موكبه الوزاري كما انه دليل على الرصيد الشعبي لهذه الدولة.
منتشون لكن متناسين أنهم عراة...
ألا يعلم السيد الوزير أن مشروع بناء ميناء سيدي إفني (الذي احتضن زيارته الاستعراضية ) قد تمت برمجته منذ المخطط الخماسي (81- 1985 ) وصادق مجلس النواب على إعتماداته المالية التي بدأ تقليصها من سنة لأخرى .
فقد تم رصد 120 مليون درهم في البداية لشطره الأول ولم يتم إنجازه في الآجال المقررة له و أعيد إدراجه ضمن مخطط التنمية الاقتصادية و الاجتماعية 88-1992 و بعده ضمن مخطط التنمية الاقتصادية و الاجتماعية لسنوات 2000-2004 . إلا أنه على المستوى الواقعي لم يتم تنفيذ ذلك إلا في أكتوبر 1989 تاريخ الشروع في استغلاله و لم تنطلق أشغال الشطر الثاني إلا في يوليوز 1999 ليدشنه الملك في 14 غشت 2000 أما كلفته المالية النهائية فكانت 180 مليون درهم للشطر الأول و 148 مليون درهم للشطر الثاني ومازال شطره الثالث ينتظر عقودا أخرى لتنفيذه على أرض الواقع .

ألا يعلم السيد الوزير أن الصورة المزرية لميناء إفني تقنيا و طوال المسار الزمني لتنفيذ شطري إنجازه و النهب الكبير للميزانية المرصودة له أدلة واضحة على الاستهتار بساكنة هذه المنطقة ناهيك عن كون البحارة وكل شغيلة الميناء (الذين يدعي دفاعه عنهم بوجه المعتصمين) يعملون في شروط استغلال شبيهة بالقرون الوسطى .
ألا يعلم السيد الوزير أن دولته وعدت جماهير إفني أكثر من مرة بتلبية مطالبهم الخمس منذ 2005 ، فأين تبخر الشطر الثالث من أشغال الميناء ؟
لماذا ثم إيقاف الطريق الساحلية في طانطان بعد إنجاز 40 كلم منها ( وهي نفسها رديئة على المستوى التقني ) منذ يناير 2006 ؟
أين هي الوعود التي وعد بها ممثلو الحكومة المغربية في بروتوكول موقع مع مجموعة أطاك المغرب بإفني بمعية الإطارات المحلية حول تطوير جودة الخدمات الصحية و التجهيزات و الطاقم الطبي لمستشفى المدينة حيث حددت تاريخ مارس 2007 من اجل تنفيذ الوعود التي تضمنها البروتوكول المذكور .
أين هي الوعود بتشغيل العاطلين ؟ ألا يستحي السيد الوزير من أن دولته قامت بقرعة لحوالي 1000 طلب من أجل تشغيل 8 شباب في مناصب السلم 1 يوم 30 ماي 2008 وكانت السبب المباشر للاعتصام الأول أمام الميناء ؟
ألا يعلم السيد الوزير أن المواطنة عصامي عزيزة توفيت في 24 شتنبر 2007 أثناء الولادة بعد أن توفيت شقيقتها مريم عصامي قبل سنة أثناء الولادة أيضا بمستشفى إفني بسبب تردي خدماته سواء بالإهمال أو قلة التجهيزات الطبية أو قلة الطاقم الطبي؟ ألا يعلم السيد الوزير أن الطفل ابوراس عبد الرحمان توفي بسبب لسعة عقرب سامة بمير اللفت لان المرافق الصحية لحكومة السيد الوزير لم توفر لهذا الطفل علاجا بسيطا لانقاده من الموت ؟

كيف يكون نصيب الجماهير الغاضبة بإفني هو القمع في حين يكون نصيب الأثرياء و المافيات هو إغداق الأعطيات ... أفلا يعلم السيد بنموسى أن دولته منحت بمرسوم صادر في الجريدة الرسمية ( عدد 4809 بتاريخ 03 يوليوز2000 / 30 ربيع الأول 1421) بقعا أرضية لرجال الأعمال بأثمنة بخسة (درهم ونصف للمتر المربع) منذ التسعينات و إلى حد الآن لا يوجد بتلك البقع لا منطقة صناعية و لا هم يحزنون .؟
فكيف يجيز السيد بنموسى و عزيز أخنوش لنفسهما القول بأن عدم استتباب الأمن هو سبب تأخر المشاريع التنموية لفائدة السكان ؟
إنها مهلة زمنية ممتدة ليس فقط منذ السبت الأسود وليس فقط منذ 2005 بل تمتد إلى سنة 1969 أي حوالي 40 سنة كلها ألم يستتب فيها الأمن - بالمعنى الذي تقصدونه طيلة سنوات - لتنفيذ مشاريعكم الورقية .
ألا تخجل هذه الدولة من وضع مدينة يتحدث سكانها عن أن الخدمات الاجتماعية قبل 1969 ( مستشفى بمواصفات جيدة – مؤسسات تعليمية – حديقة حيوانات – دور سينما - جريدة محلية – إذاعتين محليتين ..) في المرحلة الاستعمارية أحسن من الأوضاع البئيسة التي وجدوا فيها أنفسهم في ظل مرحلة الاستقلال ؟
إغلاق طريق الميناء... شكل غير مشروع !!!
تتحدث الدولة و أبواقها الإعلامية عن الشكل النضالي الذي نظمه شباب إفني باعتصامهم في الطريق المؤدية للميناء عن كونه شكلا نضاليا غير مشروع دون أن يطرحوا السؤال الحقيقي ، هل عدم الاستجابة لمطالب السكان سلوك مشروع ؟ هل تقديم الوعود للسكان دون تفنيدها سلوك مشروع ؟ و هل عدم محاكمة الآمرين بالقمع ومداهمة المنازل واغتصاب النساء و التنكيل بالناس في البيوت و الشوارع و مقرات الأمن سلوكات مشروعة ؟؟؟

إن شباب إفني انتظرو أزيد من ثلاث سنوات وانتظروا أكثر من شهرين بعد أحداث السبت الأسود دون أن يرى في الواقع أي استجابة فعلية لمطالبه الاقتصادية و الاجتماعية فماذا عساهم يفعلون غير الاعتصام في الطريق كوسيلة للضغط عبر إغلاق ميناء يستفيد من ثرواته السمكية شركات كبرى ومافيات مدنية و عسكرية و لا يتركون لسكان المدينة إلا البؤس و الإقصاء الاجتماعي . ماذا سيفعل هؤلاء الشباب وقد تظاهروا بشكل سلمي يوم السابع من غشت 2008 ليذكروا الدولة بالتزاماتها وليهددوا بتنفيذ الاعتصام أمام الميناء إن لم تتم الاستجابة للمطالب، لكن دون جدوى. فكيف ستستجيب الدولة لمطالبهم إن لم يوقفوا المصالح الاقتصادية للمافيات التي تحميها ؟
يتحدث هؤلاء عن أن الاعتصام بطريق الميناء يضر بالمصالح الاقتصادية للمنطقة و بتنميتها و يتظاهر بالدفاع عن خيرات البلد البحرية التي فسدت والخسائر الجسيمة التي يسببها الاعتصام. وبغض النظر عن كل هذا الهراء نطرح السؤال: من يفسد فعلا الثروات السمكية ؟ وهنا نورد مقتطفا من بيان نقابة بحارة الصيد الساحلي بالجنوب لتعرية هذا الادعاء : " الحقيقة أن أكبر مسبب للخسائر على جميع الأصعدة، ومنها البحر، هو الدولة نفسها. فالثروة السمكية تتعرض لاستغلال فاحش وهمجي وتسيير عشوائي، مما يسبب ضياع آلاف الأطنان منه كل سنة، فكثيرا ما تُرمى في عرض البحر محاصيل صيد الأنشوبا والسردين بعد تعذر بيعها، كما تُلقي جبايات السردين بسواحل الداخلة بشكل دوري عشرات الأطنان من سمك القرب وسركَالا، وتعيث الأساطيل الأجنبية العديدة فسادا في بحار المغرب منذ عقود. كما يسبب ضعف البنيات التحتية في ضياع السمك، إما بتحويله لدقيق السمك أو رميه في البحر، هذا بينما يطالب سكان سيدي افني بإنشاء وحدات صناعية لتحويل السمك. ومن أكبر أوجه ضياع ثروات البحر أنه لا يستفيد منها سوى لوبي صغير، سواء في الصيد الساحلي أو بأعلى البحار، يتحكم بالسوق، بما فيها السوق السوداء، باستعمال كل أنواع التحايل واستشراء الرشوة والغش في الوزن، مما يسبب في ثراء فاحش لسماسرة بينما تظل اليد العاملة في هذا القطاع فقيرة ومهددة بالموت والتشرد. وأكبر دليل على ذلك أن متوسط استهلاك المواطن المغربي للسمك لا يتعدى 8 كيلوغرام، وأكثره من السمك لرخيص، نظرا لانعدام القدرة الشرائية، بينما يشتريه رجال صناعة السمك بأثمان زهيدة."

أما الاعتصام بالطرقات فليس شكلا جديدا إذ مارسه قبل شباب افني جماهير مناطق أخرى من المغرب وبلدان اخرى . فقد بلغ استعماله مستوى عظيما ببعض البلدان مثل الأرجنتين، حيث نشأت منذ أواسط التسعينات حركة معطلين (البيكيتيروس) وسيلتها النضالية الأساسية الاعتصام بالطرق . كما استعمل هذا الشكل النضالي ببعض مناطق المغرب (استعماله من طرف المعطلين والطلاب بعدد من المناطق المهمشة، نساء اغبالو نيسردان ( 65 كلم شرق خنيفرة) اللائي اعتصمن يوم 17 سبتمبر 2007 بالطريق الجهوية 503 وقطعنها بالحجارة من اجل مطالبهن الاجتماعية.) لهذا يشكل اعتصام شباب ايفني على طريق الميناء شكلا نضاليا يغني رصيد الحركة الاحتجاجية بالمغرب .
شباب إفني حركة اجتماعية حقيقية
تعكس انتفاضة سكان افني أيت باعمران بصورة جلية النتائج الاقتصادية و الاجتماعية لاندماج بلادنا في صيرورة العولمة الرأسمالية حيث أن سياسات الدولة متجهة نحو التخلص من المرافق و الخدمات العمومية و تفويتها للقطاع الخاص و نحو تحرير الأسعار و إلغاء دعم المواد الأساسية مما يعني أن النتيجة ستكون ارتفاع وتيرة الإفقار الجماهيري لقطاعات عريضة من السكان .
إلا أن النتيجة التي لا يكترث لها العديدون هي أن العولمة الرأسمالية تعمق الفوارق بين " المغرب النافع " و "غير النافع " حيث أن هذا الأخير بالنسبة للدولة " عديم المردودية " من الناحية الاقتصادية و بالتالي لا ضرورة للبنيات و الخدمات الأساسية . وسينتج عن ذلك ليس فقط التهميش و الإقصاء لشرائح اجتماعية بل لمناطق بكاملها .
هذا هو الأساس الاقتصادي و السياسي لظهور و توسع للنضالات الاجتماعية بالقرى و المراكز الحضرية الصغرى للمغرب " غير النافع" ( طاطا ، بوعرفة ، إفني – أيت اورير- أيت بلال – تالسينت ..) ونتيجة لطبيعة النسيج الاجتماعي لأغلب هذه المناطق فإن الدور النضالي لن يكون للنقابات و الأشكال التنظيمية المعروفة . فبسبب كون أغلب شرائح السكان مهمشين ومقصيين من الإنتاج الصناعي و الفلاحي ستبرز الحركات الاجتماعية كمعبر نضالي عن المطامح الاجتماعية و الديموقراطية لهؤلاء . إذ لم تعد الهجرة نحو المدينة أو نحو الخارج متنفسا اقتصاديا كافيا للحفاظ على حد أدنى من عيش السكان و بالمقابل لم تعد بدائل الجمعيات التنموية كافية لتضميد الجراح التي تنتجها السياسات الاقتصادية النيوليبرالية .

إلا أن الحركة الاجتماعية لسيدي افني بالنظر لهذا الأساس الاقتصادي الاجتماعي امتلكت خصوصيات و إضافات نوعية للحركة الاجتماعية بالمغرب.
1- فهي حركة امتدت زمنيا منذ 2004 بانعقاد المنتدى الاجتماعي المحلي إلى الآن وذلك عكس الحركات الاحتجاجية الأخرى ( باستثناء بوعرفة ) حيث أن هذه الحركات لم تمتد لمدة زمنية مماثلة .
2- الإنغراس الجماهيري الواسع للحركة حيث أن المشاركة في النضالات غير مقصورة على نخبة الإطارات الجماهيرية بل يشارك فيها أغلب المواطنين .
3- الدور النشيط للنساء و مشاركتهن الواسعة .
4- دور الإضرابات العامة ورغم كونه محدودا حيث لا يشكل ضغطا اقتصاديا لأنه يمس فقط صغار التجار ، لكن دوره يكمن في رسم صورة إجماع جماهيري على الأشكال النضالية و المطالب الاجتماعية .
5- كون هذه الحركة حسمت مع أسطورة القمع البوليسي فمنذ البداية ( 7 غشت 2005) أبدعت الجماهير أشكالا للدفاع عن نفسها في مواجهة القمع دون أن تمس هذه الأشكال الدفاعية ممتلكات السكان ومنازلهم وسياراتهم...الخ ولكنها موجهة ضد أفراد الأجهزة الأمنية مباشرة
6- انتهاجها أشكالا نضالية جريئة أبرزها الاعتصام أمام الميناء للضغط الاقتصادي على الدولة والطبقات المحظوظة التي تمثلها .
7- رغم تعدد البنيات التنظيمية المؤطرة للنضالات تسود عموما وحدة ميدانية للجميع رغم الاختلافات .
8- إبداع مجموعة أشكال للفضح الإعلامي خاصة عبر الأنترنت ( موقع اليوتوب الشهير ) و أيضا تحرك الجالية الباعمرانية بالدول الأوربية عبر وقفات احتجاجية أمام السفارات المغربية للفضح و التشهير بقمع الدولة المغربية لمواطنيها .
إن الحركة الاجتماعية بسيدي افني على غرار بوعرفة التي تقاطع جماهيرها أداء فواتير الماء لمدة تقارب ثلاث سنوات ، تمد مناضلي الحركة الاجتماعية بعموم المغرب بأشكال النضال و التنظيم الفعلي القمين باستمرار الحركة ، و تعطي الدرس لمناضلي النخبة على أن النضال المنغرس في أوساط الشعب الكادح وحده القادر على تغير ميزان القوى مع الطبقات السائدة ودولتها .
إلـــــــى أيـــــن ؟
إن الدولة طيلة المسلسل النضالي لجماهير إفني أيت باعمران منذ 2005 زاوجت بين القمع الوحشي للحركة و البحث المستمر عن وكلاء لها داخل الحركة الاحتجاجية يقومون بدور لجمها .
لكن هذه السياسة المزدوجة لم تنجح إلى الآن ، فلا القمع استطاع شل الحركة الاحتجاجية و القضاء عليها ، و لاخطة خلق وكلاء كانت ناجحة . فالجماهير المحتجة تعرف في الميدان مناضليها الأوفياء كما تعرف حقيقة الأعيان و وكلائهم المستعملين للجم الحركة من الداخل .
أمام فشل هذه السياسة ، و أمام كون الدولة لا إرادة في تلبية المطالب الاقتصادية و الاجتماعية للسكان ( ليس لأسباب متعلقة بالميزانيات ) ولكن للتأكيد الدائم لأساطير هيبة الدولة و أن المخزن لا يمنح المطالب تحت الضغط ، و خوفا من توسع الاحتجاج إلى مناطق أخرى سيشجعها على الانضمام إلى الاحتجاج انتصار جماهير إفني في تحقيق مطالبهم عبر النضال المباشر و ليس بالملتمسات و الرسائل إلى المسؤولين .
لكن ما تتهرب منه الدولة اليوم واقع غد لا محالة ، فجماهير إفني بالنظر إلى واقع التهميش و الإقصاء لن تتوقف نضالاتها إلى أن استعملت الدولة أسلحة فتاكة تزيل المدينة بأكملها من الخارطة . أما الاعتقالات فلن تحرف النضال الاجتماعي عن النضال من اجل المطالب نحو مطلب إطلاق سراح المعتقلين بقدر ما ستفضي إلى اقتران النضال من اجل المطالب الاجتماعية بالنضال من اجل الحريات ومن أجل ديمقراطية حقيقية، وهو ما يساهم في رفع وعي الكادحين ويمنح مضمونا برنامجيا لتطلعاتهم الديموقراطية .
لذلك فالدولة طال الزمن أو قصر مطالبة بالاستجابة للمطالب الاجتماعية للسكان و إطلاق سراح المعتقلين وإلا فهي لا تقوم سوى بإطالة زمن المجابهة بينها وبين جماهير إفني مهما ملأت من الزنازن بقادة حركتها ، وهي مهزومة في النهاية طالما استمرت عزيمة النضال و توسعت نحو المجابهة المركزية لكافة الكادحين و الكادحات .

بيـــــان أطاك المغرب

جميعا لأجل فك الحصار عن جماهير إيفني

أبانت الدولة المغربية من جديد عن استهتارها بالمطالب المشروعة لساكنة إيفني آيت باعمران، ففي الوقت الذي شكلت مسيرة 7 غشت رسالة للحكومة والمصالح المعنية من أجل اتخاذ قرار الاستجابة للمطالب، لم تكلف نفسها سوى إغراق المدينة بجحافل قوات القمع استعدادا للهجوم كما حدث في 7 – 8 يونيو، حيث لم يجد المواطنون للتعبير عن سخطهم ضد لامبالاة المسؤولين من وسيلة سوى الاحتجاج ، لذلك قرر السكان استئناف نفس خيارات الاحتجاج للضغط على المعنيين، إلا أن الدولة المغربية وكعادتها لا تملك سوى القمع لمواجهة مواطنين عزل حيث قامت بهجوم صباح يوم 18 غشت 2008 أسفر عن إصابات وجروح... وشن حملة اعتقالات ومداهمات بما فيها اعتقال المناضل حسن أغربي (عضو مكتب المجموعة المحلية لأطاك المغرب - إيفني آيت باعمران).

إننا في أطاك المغرب ،إذ نذكر بمواقفنا اتجاه افني و بموقفنا من لجنة التقصي البرلمانية و من المعالجات الأمنية للدولة المغربية في تدبير الملفات الاجتماعية، نعلن عن:
1. مساندتنا للنضال المشروع لسكان سيدي إيفني آيت باعمران
2. إدانتنا للتدخل القمعي الهمجي الذي استهدف شباب، نساء، شيوخ وأطفال هذه المدينة المناضلة.
3. استنكارنا للتعذيب الذي يتعرض له المعتقلون وضمنهم أعضاء جمعيتنا أطاك المغرب، ونطالب بمحاسبة المسئولين عن القمع.
4. نطالب بسحب كل قوات القمع المستقدمة من مختلف مناطق المغرب و برفع الحصار القمعي والإعلامي المفروضين على المدينة وتمكين الرأي العام الوطني والدولي من ولوجها والاتصال بالمواطنين قصد التضامن و استجلاء حقيقة ما وقع ويقع .
5. مطالبتنا بإطلاق سراح المعتقلين وإيقاف المتابعات في حق نشطاء السكرتارية المحلية ومناضلي فرع جمعية المعطلين ومناضلي جمعيتنا أطاك المغرب وعلى رأسهم رفيقنا بارا ابراهيم.
6. تحميلنا المسؤولية الكاملة للدولة المغربية عن كل ما يقع وسيقع في إيفني آيت باعمران
7. مطالبتنا بالاستجابة الفورية للمطالب المشروعة التي تناضل من أجلها الساكنة منذ 2005:
- إحداث عمالة سيدي إيفني- آيت باعمران .
- خلق مناصب شغل للمعطلين من أبناء المنطقة.
- إتمام أشغال الميناء.
- إتمام أشغال الطريق الساحلي إيفني- طانطان.
- توفير الأطر الطبية وتحسين جودة الخدمات الصحية مع مجانية التطبيب .
8. دعوتنا لكل الإطارات المناضلة للعمل جميعا من أجل دعم نضالات مواطني إيفني وخوض نضالات في كل المدن لفك الحصار عن المدينة وعن الحركة الاحتجاجية البطولية، ولتحقيق مطالبهم المشروعة، فالحق في الشغل والصحة...والكرامة حق لكل المغاربة .
بالوحدة والتضامن لي بغيناه يكون يكون
السكريتارية الوطنية
البيضاء 20 غشت 2008

الثلاثاء، 19 أغسطس 2008

عاجل


اعتقال الرفيق حسن اغربي من بيته صبيحة هذا اليوم و تدخل قوات القمع لتفريق المتظاهرين من حي بولعلام و هي الآن ترابط بكل الشوارع اظف إلى ذلك تواجدها الكثيف قرب مفوضية الشرطة

مستجدات افني ايت باعمران :

عودة الاعتصام امام الميناء وقوات القمع تستبيح شوارع المدينة
بعد مرور ازيد من شهرين على القمع الدموي للسبت الاسود يوم 07 يونيو 2008، ومرور ازيد من ثلاث سنوات على انطلاق احتجاجات جماهير افني ايت باعمران، ما زالت الدولة المغربية مستمرة في تعنتها بعدم الاستجابة لمطالب الساكنة.
هذا الوضع دفع بشباب المدينة الى معاودة الاعتصام في الطريق المؤدية الى الميناء صباح اليوم 18 غشت 2008 للمطالبة بتلبية المطالب واطلاق سراح المعتقلين، وذلك وعيا منهم ان دولتنا لن تلتفت لهم الا إذا اوقفوا الاغنياء عن نهب ثرواتهم البحرية.
والى حدود مساء اليوم فما زالت شاحنات الاسماك بالميناء وكل اصناف الاجهزة القمعية منتشرة بشوارع المدينة تقمع الشباب الجياع المنتفضين مستعملة الهراوات والقنابل المسيلة للدموع وكل وسائل البطش والترهيب وما زالت التعزيزات الامنية تتوافد على المدينة من مدن اكادير وكلميم وتزنيت .
فهل سكوت الناس وخنوعهم وحده يعجب دولتنا لتستمر المافيات "البحرية" في نهبها واستغلالها غير المشروع لثروات المنطقة؟
لتكن دولتنا متأكدة ان الاحتجاج الشعبي لن يموت الا اذا قضي على مسبباته الاقتصادية والاجتماعية.
ان المطروح امام كل الهيئات الحقوقية والنقابية وغيرها تنظيم التضامن مع جماهير افني التي تعيش هذه اللحظات على ايقاع ابشع صنوف القمع.
الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب
فرع كلميم الكبرى

بيان تضامني
في ظل الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية المتدهورة التي تتخبط فيها الجماهير الشعبية بالمغرب من فقر وغلاء وبطالة... لازالت الدولة وفية لمقاربة التهميش والاقصاء والاستبعاد الاجتماعي للغالبية العضمى من أبناء الجماهير الشعبية المعطلة بحرمانهم من أبسط حقوقهم المتمثلة في الحق في الشغل ,ليتأكد بالملموس أن الدولة سائرة في تنمية الرأسمال على حساب الجماهير الشعبية التي لا تقدم لها سوى القمع والتنكيل ,إذ شنت الدولة هجوما في حق المعطلين إثر المعركة الوطنية ليوم 20 يونيو بالرباط والتي جوبهت بالقمع الشرس و لم تكتفي بهذه الممارسات حيت لجأت إلى الاعتقال والمحاكمات الصورية في حق مناضلي الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب في كل من جرادة وبني مطهر وتارودانت وطاطا وإيفني .والنقل التعسفي لمعطلي جرادة وبني مطهر الى سجن بوعرفة بتهم ملفقة ومحاكمات مطبوخة وعلى هذا الأساس نعلن للرأي العام المحلي والوطني والدولي مايلي :

· تنديدنا بسياسة القمع الممنهجة والتي تطال المعطلين والحركات الاحتجاجية بالمغرب ;
· تضامننا اللامشروط مع معطلي الجمعية الوطنية فرع جرادة وبني مطهر وإفني ;
· مطالبتنا بوقف كل المتابعات في حق المعطلين : تارودانت، طاطا، إفني، جرادة وبني مطهر ;
· تضامننا مع كل الأشكال النضالية التي يخوضها معطلو المجموعات الأربع.

عن المكتب

الجمعة، 15 أغسطس 2008

بلاغ تأسيس فرع الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب فرع كلميم الكبرى



عقد بمدينة بوزكارن يوم 10/08/2008 جمع عام تاسيسي للجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب فرع كلميم الكبرى تحت إشراف رئيس الجمعية التهامي الخياط وبحضور ممثل عن فرع طاطا والعديد من الجمعيات الحقوقية وكذا المناظلين المتعاطفين مع الجمعية, وبعد قراءة التقرير الادبي والمالي تم تشكيل مكتب الفرع الممثل عن ثلاث لجان محلية : إفران -كلميم -بويزكارن .

الخميس، 7 أغسطس 2008

المكاسب لا تتحقق بالرهان على اعدائنا بل بكفاح الشوارع وتوحيد القيادة الميدانية للنضالات



اليوم تحل الذكرى الثالثة لانتفاضة كادحي وكادحات مدينة افني وكل مناطق ايت باعمران . فقد شكل السابع من غشت 2005 تاريخ الانطلاق الفعلي لدورة نضالية مديدة دامت ثلاث سنوات عرفت اشكال نضال اساسها الكفاح المباشر بالشارع . فمن معارك المعطلين دفاعا عن حقهم في الشغل ، الى نضالات جمعية اطاك للدفاع عن مجانية و جودة الخدمات الصحية وملف الحقوق الاجتماعية لضحايا المرحلة الاستعمارية ، مرورا بالمقاطعة الشعبية لانتخابات 2007 ، وصولا الى اعتصام الشباب المعطل على طريق الميناء في يونيو 2008 وما تلاه من قمع اهوج منذ صباح 07 يونيو حتى اليوم .
لن تكون الذكرى الثالثة لانتفاضة 07 غشت مناسبة لتمجيد البطولات ووصف الاحداث ورواية تفاصيل القمع الاسود لنضالكم المشروع . فقبلكم عرفت والماس سيدي علي ، صفرو ، بومالن دادس ، ايت اورير ، البيضاء1981... وغيرها من مناطق البلد اشد اصناف القمع (التعذيب والمداهمات والرصاص الحي والمطاطي ...الخ ) مثلما رايتموه او أشد منه ، لان الممسكين باوامر استعمال الهراوات او اطلاق النار يدافعون عن مصالح اقلية مسيطرة رهنت البلاد والعباد لمصالح البلدان الاستعمارية وشركاتها المتعددة الجنسية ، واغتصبت ثروات الشعب وسيادته ، ومددت جغرافية "المغرب غير النافع" ليكون مصير سكانه التهميش والاقصاء الاجتماعي .
إن هذه الذكرى يجب ان تكون محطة لاستلهام الدروس واستشراف آفاق النضال . فقد تبين للدولة بعد حملة التضامن الوطني والدولي مع ضحايا السبت الأسود، واستمرار النضال الجماهيري بالمدينة، أن القمع والاضطهاد مهما كانت ضراوته لن يستطيع شل هذه الحركة الجماهيرية والقضاء عليها. ورغم اعتقالها لمن تسميهم "قادة" الاحتجاج ، فهذه الحركة الضاربة جذورها في اعماق جماهير افني تفرز قيادات جديدة . لذلك فان الرهان الاكبر للدولة سيكون موازاة القمع بالعمل على ضرب الحركة من الداخل عبر العديد من الاساليب التي تتقنها اجهزته الاستخبارية .
إن اطاك المغرب ترى أن دورها في هذه المرحلة لا يكمن في التضامن فقط بل ايضا الاسهام في تطوير الحركة الاجتماعية وتحصينها من الداخل عبر رسم آفاق مستقبلية واضحة ، ومن أجل هذا الهدف نقترح ما يلي :
1. إن الحركة الاجتماعية لسيدي افني مطالبة بتوسيع النقاش في صفوف جميع السكان لتطوير وتدقيق المطالب ، فعوض انتظار دور الاستثمار الخاص في اطلاق التنمية الاقتصادية بالمنطقة ، يجب مطالبة الدولة بالاستثمار العمومي المنتج كسبيل لتحقيق تلك التنمية . وهنا يجب ضرب مبررات الازمة المالية للدولة لان هذه الاخيرة ما فتئت تقدم الهبات المالية والاعفاءات الضريبية للقطاع الخاص لانه –حسب ادعائها- يعيش في ازمة . فلماذا لا تخصص مبالغ اقل منها للمحتجين في افني لانهم في الواقع يعيشون تحت عتبات الفقر والحرمان ؟ ولم لا المطالبة بتخصيص جزء من مداخيل "صندوق الحسن الثاني للتنمية" لتنمية المناطق المهمشة (وضمنها افني) بتشييد استثمارات منتجة لتشغيل الشباب وتطوير الخدمات العمومية عوض تخصيص مداخيل هذا الصندوق لكبريات الشركات البورجوازية ؟
2. الحفاظ على التواصل الدائم مع القرى وكل مناطق ايت باعمران ورفع مستوى التعبئة الشعبية تفاديا لحصر هذه الاخيرة في مدينة افني وهو ما بينت معركة مقاطعة الانتخابات الماضية سلبياته التي استغلتها المافيات الانتخابية بقرى ومداشر ايت باعمران .
3. الاستمرار في ابداع اشكال نضالية تقوم على الضغط الاقتصادي لقطع الطريق على من يستنزف الثروات المحلية وجيوب سكانها عوض تلبية مطالبهم الاجتماعية . لان هذه الاشكال بين جدواها اعتصام الميناء في يونيو السابق .
4. تنظيم الحركة من الاسفل عبر تشكيل لجن الاحياء ، مع اعادة بناء " السكرتارية المحلية لساكنة سيدي افني" بغاية وجود قيادة ومحاور موحد للنضال الشعبي ، وبغاية قطع الطريق على المؤامرات الخفية للمخزن وأذياله (خاصة التراكتور) الذين يتحركون منذ 07 يونيو عبر عدة اتصالات لهيكلة لجنة تفاوضية باسم السكان لتعويض الدور المفقود للاعيان ومافيات المنطقة ونسف الحركة من الداخل .
5. تطوير اعلام محلي قادر على فك الحصار الاعلامي عن نضالات المدينة، يؤطر الساكنة، ويحقق استمرارية التواصل بينها وبين الاطارات.
6. خوض كافة اشكال الاحتجاج الشعبي الى غاية اطلاق سراح المعتقلين وتحقيق المطالب الاجتماعية .
7. تنسيق الجهود مع كافة الحركات الاحتجاجية بالمناطق الاخرى لترسيخ التضامن وتوحيد الاشكال النضالية لترجيح كفة ميزان القوى لصالح المهمشين والمهمشات عبر مركزة النضالات الاجتماعية لتجاوز افقها المحلي.
إن اطاك المغرب الحاضرة معكم في الميدان دوما منذ مسيرة 22 ماي 2005 الى اليوم دون ان تغيب عن اي من محطاتكم النضالية وكانت السباقة لحشد اكبر قافلة وطنية للتضامن في تاريخ الحركات الاحتجاجية بالمغرب في يوم 15 يونيو 2008 . انها إذ تطرح عليكم هذه المهام فلا غاية لها سوى تخصيب هذه الحركة بدروس نضالات مناطق اخرى من المغرب وخارجه لأجل الحفاظ على استمرارية حركتكم النضالية حتى تحقيق المكاسب .

مزيدا من الكفاح الشعبي المنظم .. الحرية للمعتقلين والمعتقلات
النصر آت .. آت .. آت

عن السكرتارية الوطنية
04 غشت 2008

Noam Chomsky : "Il y a toujours une lutte des classes, prête à exploser" - interview mai 2008


CHOMSKY Noam

"En fait, les Etats-Unis sont loin d’être un pays fasciste, ça c’est une mauvaise analogie. Mais la similitude avec les techniques de propagande fasciste est frappante et n’est pas fortuite. Les Nazis, explicitement, consciencieusement et ouvertement ont adopté les techniques de la publicité commerciale étatsunienne. Ils ne s’en sont pas cachés. Ils ont pris quelques idées simples pour les marteler sans cesse tout en leur donnant un côté « glamour » - c’était la technique employée par la publicité commerciale aux Etats-Unis dans les années 20 et ce modèle fut explicitement adopté par les Nazis. Et c’est sur ce même modèle qu’est basée la propagande commerciale aujourd’hui."
Vicenç Navarro : Merci beaucoup de nous accueillir.
Noam Chomsky : C’est un plaisir.
VN : nous sommes ici au nom de l’université d’été progressiste de Catalogne. Comme je vous l’ai dit, l’objectif de cette université est la réappropriation de l’histoire de la Catalogne, comme une réminiscence des années 30, lorsque ouvriers et universitaires se retrouvaient pendant l’été pour discuter de différents sujets d’intérêt. Bien sûr, c’était interdit sous la dictature de Franco. Lorsque les partis de gauche ont reconquis le gouvernement de la Catalogne en 2003, ils se sont engagés à relancer cette Université d’été progressiste. Nous aurions aimé vous avoir pour prononcer le discours inaugural. Je regrette que vous n’ayez pu venir. Espérons que ce sera pour une autre fois.
NC : J’espère.
VN : j’aimerais que nous parlions de vous et des Etats-Unis. A l’extérieur des Etats-Unis, vous êtes l’intellectuel étatsunien le plus connu, et la plupart des gens à l’extérieur ne se rendent pas vraiment compte de ce que cela signifie le fait que le plus célèbre des intellectuels US soit rarement présent dans les médias étatsuniens. Vous n’êtes jamais présent dans les grandes chaines de télévision, CBS, NBC, et autres. Beaucoup de gens ne le comprennent pas parce que les Etats-Unis sont souvent idéalisés et présentés comme une démocratie extrêmement active et dynamique, et ils ne réalisent pas vraiment à quel point la gauche fait l’objet d’une discrimination aux Etats-Unis. Cette discrimination se produit y compris au sein de la gauche des milieux libéraux (« liberals » terme usuel aux US pour désigner les « progressistes » - NDT) de la classe politique. Comment réagissez-vous à cela ? Comment expliquez-vous cet ostracisme dans la plupart des forums de discussion ?
NC : Je dois dire que c’est probablement dans les cercles intellectuels libéraux de gauche que je suis le plus craint et le plus méprisé. Si vous voulez un exemple, jetez un coup d’œil à une de mes couvertures préférées de magazine, qui est encadrée et accrochée à ma porte. Il s’agit de la revue plus ou moins officielle des intellectuels libéraux de gauche, « The American Prospect », et la couverture décrit les terribles conditions dans lesquelles ces milieux tentent de survivre, les énormes forces qui seraient en train de les mener à leur perte.
On y voit deux visages, sévères, coléreux. D’un côté, on voit Dick Cheney et le Pentagone. De l’autre côté, moi. Les intellectuels libéraux de gauche seraient donc coincés entre ces deux énormes forces… Cette illustration montre le degré de paranoïa qui règne et la peur qu’une petite fissure se produise dans l’orthodoxie ambiante. Les intellectuels libéraux (pas uniquement aux Etats-Unis) sont typiquement les gardiens du temple : on peut jusqu’à là, mais pas un millimètre de plus ; et l’idée que quelqu’un puisse franchir cette ligne les terrifie. C’est pareil pour les grands médias. Alors, oui, les Etats-Unis sont un pays très libre. C’est en fait le pays le plus libre au monde. Je ne crois pas qu’il y ait un pays dans le monde entier où la liberté d’expression, par exemple, soit mieux protégée qu’ici. Mais c’est aussi une société soigneusement gérée, comme une entreprise pourrait être gérée, avec un règlement intérieur strict et qui ne tolèrerait aucune déviation, ce qui serait trop dangereux.
Une des raisons de ce danger est que la classe dirigeante, les deux partis politiques et la classe politique, sur de nombreuses questions, est bien plus à droite que la population. Sur la santé, par exemple, la population se situe à gauche de la classe dirigeante, et l’a toujours été. Et c’est la même chose pour de nombreux autres sujets. Laisser libre cours aux débats sur certains sujets représente donc un danger et toute déviation par rapport à une sorte de ligne officielle représente une menace et doit être soigneusement contrôlée.
Alors oui, ce pays est très libre mais dans le même temps il y règne une idéologie très rigide.
VN : C’est surprenant parce que, vue de l’extérieur des Etats-Unis, on a l’impression que le pays jouit d’un système politique très sûr et stable. On pourrait penser qu’avec un système politique et médiatique si puissant, ils pourraient tolérer plus de voix dissidentes dans les médias.
NC : C’est vrai !
VN : On dirait qu’ils ont peur des opinions critiques, comme la votre.
NC : Oui, je crois qu’ils ont peur. Ils ont peur qu’une petite déviation puisse mener à un désastre. C’est une mentalité typiquement totalitaire. Il faut tout contrôler. Si quelque chose échappe au contrôle, c’est un désastre. Mais en fait, la stabilité de la société US n’est pas si évidente que ça. Cela demande beaucoup de censure – à cet égard, les Papiers du Pentagone sont très intéressants. Les Papiers du Pentagone ne sont pas des documents déclassifiés. Y avoir accès c’est comme réussir à cambrioler des archives secrètes. L’information qu’on trouve dans ces documents n’était pas destinée au grand public.
Il y a certaines choses intéressantes dans les Papiers du Pentagone qui sont censurées – pas formellement, mais dans la pratique. La plus intéressante est le compte-rendu de la fin de la période – les documents couvrent une période qui s’achève vers le milieu de l’année 1968, juste après l’offensive du Tet en janvier 1968 (nom d’une offensive militaire majeure lancée par les troupes Vietnamiennes contre l’armée US – NDT). L’offensive avait fini par convaincre les milieux économiques que la guerre était devenue trop couteuse. Mais dans les mois qui suivirent, le gouvernement a voulu d’envoyer 200.000 troupes supplémentaires au Vietnam, pour atteindre prés de 750.000 hommes. Il y a eu des discussions, comme décrit dans les Papiers du Pentagone, et ils ont finalement renoncé. La raison invoquée était la crainte d’un manque de troupes en cas de désordres sociaux à l’intérieur des Etats-Unis. Ils craignaient un soulèvement sans précédent parmi les jeunes, les femmes, les minorités, les pauvres, etc. Ils arrivaient à peine à contrôler la situation dans le pays et toute nouvelle mesure pouvait provoquer un soulèvement. Et ça n’a pas changé. Ils ne peuvent permettre que la population échappe à tout contrôle. Celle-ci doit être étroitement canalisée.
Une des raisons de cette pression extraordinaire exercée par la société de consommation, qui date des années 20, c’est que le monde des affaires a compris qu’elle doit atomiser les gens, les orienter vers ce qu’il appelle « les choses superficielles de la vie, telles que la consommation », sinon la population pourrait se révolter. Par exemple, actuellement, environ 80 % de la population aux Etats-Unis pense que le pays, selon leurs propres termes, est dirigé par « quelques gros qui ne servent que leurs propres intérêts », pas les intérêts de la population. Environ 95 % de la population pense que le gouvernement devrait régulièrement prêter attention à l’opinion publique. Le niveau de rupture avec les institutions est énorme. Tant que les gens sont éparpillés, préoccupés par le solde de leurs cartes de crédit, isolés les uns des autres, et n’entendent jamais un véritable discours critique, les idées peuvent être contrôlées
VN : Un autre phénomène à l’extérieur est l’idéalisation du système US dans les médias européens. Par exemple, les primaires aux élections présidentielles ont été décrits dans les médias européens comme le signe de la vitalité de la démocratie étatsunienne. Et le phénomène Obama est présenté comme la cause d’une mobilisation des masses. C’est faux. Mais comment expliquez-vous cette idéalisation de la scène politique étatsunienne, si courant en Europe ?
NC : Les gens ont effectivement de telles illusions et la question qu’il faut se poser est : d’où viennent ces illusions ? Mais les choses sont claires et la classe dominante les comprend parfaitement. Par exemple, pendant une journée, qu’on appelle « Super Tuesday » (super mardi – ndt), le 5 février, se déroulent quelques dizaines de primaires, il y a donc toute une agitation autour. Examinez le quotidien The Wall Street Journal : sa première page sur Super Tuesday, avec un gros titre, proclame « les enjeux passent au deuxième plan en 2008 tandis que les électeurs privilégient la personnalité ». Peu de temps après, un sondage a été effectué, et qui n’a pas été diffusé, qui montrait que 75% de l’opinion publique voulait une couverture sur les positions respectives des candidats sur les enjeux. Exactement le contraire de la doctrine officielle annoncée en première page. Ceci n’a rien d’exceptionnel. On a connu le même phénomène lors de précédentes élections. Mais les enjeux sont soigneusement tenus à l’écart par les dirigeants des partis politiques. Dire que les électeurs s’intéresseraient plus aux personnalités des candidats qu’à leurs programmes, c’est faux.
Les électeurs seraient très heureux de pouvoir voter en faveur d’un système de santé, chose qu’ils réclament depuis des dizaines d’années. Mais il se trouve que ça ne fait pas partie des options proposées. Les dirigeants des partis, ou plutôt l’industrie des relations publiques qui vend des biens de consommations à la télévision, vend les candidats comme elle vend les biens de consommation. Lorsque vous regardez une publicité à la télévision, vous ne vous attendez pas à apprendre quelque chose. Si nous avions réellement un marché libre, comme celui dont les économistes parlent, un marché où des consommateurs informés feraient des choix raisonnés, alors General Motors présenterait à la télévision les caractéristiques techniques des voitures qu’ils veulent nous vendre. Ce n’est pas ce qu’ils font. Ils essaient de créer des illusions en faisant appel à des graphiques compliqués, à une actrice célèbre qui vous emmène au ciel, ou quelque chose comme ça. L’objectif est de duper le public et de le marginaliser afin que les consommateurs, qui ne sont pas informés, fassent des choix irrationnels. Lorsqu’un candidat fait l’objet d’un marketing, c’est la même chose. Il faut évacuer les enjeux parce que c’est trop dangereux, parce que le public n’est pas d’accord avec ses positions. Il reste quoi ? Sa personnalité, quelques détails insignifiants, des questions personnelles – un Pasteur fait une déclaration, (Hillary) Clinton commet une erreur en parlant de la Bosnie…
La fondation de recherche Pew a publié une étude sur la couverture des primaires par les médias. Le sujet principal abordé était les sermons du pasteur Jeremy Wright. Ensuite venait le rôle joué dans le scrutin par les « super-délégués ». En troisième position, il s’agissait de savoir si Obama s’était mal exprimé lorsqu’il a parlé « d’amertume » de l’électorat vis-à-vis de l’économie. Et ainsi de suite, jusqu’à la dixième place où on trouve la bourde de Clinton sur la Bosnie. Ainsi, tous les principaux thèmes abordés se rapportaient à des questions marginales et hors sujet. Aucun n’abordait la position des candidats sur un sujet quelconque, alors que la vaste majorité du public demande à les entendre. On parlera de tout, sauf des véritables enjeux. Du coup, et c’est assez évident, la population ignore quels sont les véritables enjeux.
L’opinion publique des Etats-Unis a fait l’objet d’études très complètes, d’abord parce que les milieux d’affaires, qui dirigent le pays, veulent connaître le pouls de la population dans un but de contrôle et de propagande. Il faut très bien connaître les gens si on veut contrôler leurs réactions et leurs opinions. Du coup nous connaissons très bien notre opinion publique. Lors de la dernière élection, en 2004, la plupart des électeurs de Bush se trompaient sur ses positions sur des sujets importants – pas parce qu’ils sont stupides ou qu’ils ne s’y intéressent pas, mais parce que les élections ne sont qu’un système de marketing commercial. Cette société est dirigée comme une entreprise : on commercialise des biens de consommation, on commercialise des candidats. Le public en est la victime, et il le sait. C’est pourquoi 80% de la population pense, avec plus ou moins de justesse, que le pays est dirigé par quelques gros qui ne servent que leurs propres intérêts. Les gens ne se font donc pas d’illusions, c’est juste qu’ils ne voient pas d’alternatives.
Le phénomène Obama est une réaction intéressante. Ceux qui sont derrière Obama, ceux qui gèrent sa campagne, ont crée une image qui n’est, pour l’essentielle, qu’une page blanche. Sa campagne s’appuie sur des termes comme « espoir », « changement », « unité » - autant de slogans creux prononcés par quelqu’un de gentil, qui présente bien, qui cause bien - ce que les commentateurs appellent une « rhétorique gagnante » - et du coup chacun est libre d’interpréter cette page blanche. Nombreux sont ceux qui croient y lire leurs espoirs d’un changement progressiste. Lors de la campagne, comme l’a très bien souligné le Wall Street Journal, les enjeux n’ont pratiquement pas été abordés. C’est la personnalité des candidats qui compte et qui est mis en avant.
Il est vrai que le soutien à Obama est un phénomène populaire, et je crois que ce phénomène montre la désaffection de la population pour les institutions. Les gens s’accrochent à l’espoir que quelqu’un pourrait défendre leurs idées. Et même si Obama ne l’a jamais confirmé, il ressemble à ce « quelqu’un ».
Il est intéressant d’examiner les comparaisons qui sont faites. Obama est comparé à John F. Kennedy et Ronald Reagan – Kennedy et Reagan furent inventés par les médias, surtout Reagan. Ce dernier ne savait probablement même pas de quelle politique il s’agissait, mais il était un produit des médias. Et, soi-dit en passant, il n’était pas particulièrement populaire mais les médias avaient crée cette image du merveilleux cow-boy qui allait nous sauver et tout le tralala.
L’administration Kennedy contrôlait plus les choses ; ce fut le premier groupe dirigeant à comprendre le pouvoir exercé par la télévision et ils ont crée une sorte de charisme par le biais d’une bonne campagne de relations publiques : l’image de Camelot, un endroit merveilleux, où se déroulaient de grands événements, avec un grand président. Mais lorsque nous examinons les choses de près, ça devient grotesque.
Kennedy est le président qui a envahi le Sud Vietnam et lancé une guerre terroriste majeure contre Cuba, et on pourrait continuer à en énumérer ainsi pendant des heures. C’est son gouvernement qui instaura la dictature néonazie au Brésil. Le coup d’état eut lieu juste après l’assassinat de Kennedy, mais le terrain avait été préparé par les Kennedy et déboucha sur une terrible vague de répression dans toute l’Amérique latine, et ainsi de suite. Mais l’image de Camelot était là, et l’image est très importante lorsqu’il s’agit de contrôler une population dissidente.
En fait, les Etats-Unis sont loin d’être un pays fasciste, ça c’est une mauvaise analogie. Mais la similitude avec les techniques de propagande fasciste est frappante et n’est pas fortuite. Les Nazis, explicitement, consciencieusement et ouvertement ont adopté les techniques de la publicité commerciale étatsunienne. Ils ne s’en sont pas cachés. Ils ont pris quelques idées simples pour les marteler sans cesse tout en leur donnant un côté « glamour » - c’était la technique employée par la publicité commerciale aux Etats-Unis dans les années 20 et ce modèle fut explicitement adopté par les Nazis. Et c’est sur ce même modèle qu’est basée la propagande commerciale aujourd’hui.
Donc, oui, je crois que le phénomène Obama reflète la désaffection de la population que l’on retrouve dans les sondages : 80 % pensent que le pays est dirigé par une poignée de gros intérêts. Obama annonce qu’il va tout changer, mais il ne donne aucun élément précis pour indiquer en quoi consistera le changement. En fait, les institutions financières, qui sont ses principaux bailleurs de fonds, trouvent qu’il est très bien. Il n’y a donc aucune indication de changement. Mais si vous prononcez le mot « changement », les gens vont s’y raccrocher ; si vous prononcez les mots « changement » et « espoir », les gens vont s’y raccrocher et se dire « bon, c’est peut-être lui le sauveur qui appliquera enfin la politique que nous voulons », même s’ils n’ont aucune raison précise de le penser.
VN : C’est certain.
NC : Donc, je pense que le phénomène Obama et celui de la désaffection vont de pair et sont intimement liés.
VN : Quelle serait la différence entre une administration McCain et une administration Obama NC : McCain est un autre exemple de la redoutable efficacité de la machine propagandiste pour créer une image.
Par exemple, imaginez un pilote de chasse russe en train de bombarder des objectifs civils en Afghanistan. Imaginez que son avion soit abattu et qu’il soit fait prisonnier et torturé par les terroristes islamiques soutenus par les Etats-Unis. Qui le qualifierait de « héro » de la guerre ? Qui le qualifierait d’expert sur des questions stratégiques, de sécurité, parce qu’il bombardait des objectifs civils ? Certainement pas nous. C’est pourtant l’image qu’on a crée pour McCain. Son héroïsme, son expertise, son sens stratégique, sont basés sur le fait qu’il bombardait des civils à 30.000 pieds d’altitude et qu’un jour son avion a été abattu. Oui, il a été torturé, ce qui est condamnable, ce qui constitue un crime, etc. Mais ça ne fait pas de lui un héro de guerre ou un spécialiste en affaires internationales. Tout cela n’est qu’une image créée par une opération de relations publiques.
L’industrie de relations publiques est une industrie énorme, très sophistiquée. Quelque chose comme le sixième de notre Produit Intérieur Brut est dirigé vers le marketing, la publicité, et ainsi de suite, c’est un noyau de la société. C’est ainsi que l’on arrive à isoler les gens, à les subjuguer, à détourner leur attention. Et comme je le dis, ceci n’est pas un secret, ce sont des choses qui sont ouvertement abordés dans les documents de l’industrie.
VN : Verriez-vous une différence entre McCain et Obama en matière de politique étrangère ?
NC : Oui. McCain pourrait être pire que Bush. Il ne dit pas grand-chose, parce qu’on n’est pas censé aborder les vrais sujets, mais le peu qu’il a déjà dit fait plutôt peur. Il pourrait faire des dégâts.
VN : Pourriez-vous expliquer la sympathie qu’Obama suscite en Europe ?
NC : Je suppose que les Européens sont aussi en train d’interpréter à leur manière la page blanche. Ce n’est pas un secret que de dire qu’ils craignaient Bush et que celui-ci leur faisait peur. La classe dirigeante étatsunienne elle-même avait peur de Bush. Bush a fait l’objet de critiques sans précédent, y compris de la part d’anciens officiels de l’administration Reagan et de l’ensemble des médias dominants en général. Par exemple, lorsque sa stratégie de sécurité nationale fut annoncée en septembre 2002, appelant à la guerre préventive et annonçant ainsi la guerre contre l’Irak, immédiatement, dans les semaines qui ont suivi, un article important fut publié dans la revue Foreign Affairs (principale revue de la classe dirigeante). Cet article condamnait ce qu’ils qualifièrent de Nouvelle Grande Stratégie Impériale – la condamnation ne portait pas sur le principe de cette stratégie, mais sur le fait qu’elle risquait de nuire aux Etats-Unis.
L’administration Bush a reçu aussi beaucoup de critiques pour son extrémisme, pour ne pas dire son nationalisme radical extrémiste, et McCain est probablement sur les mêmes positions. Obama reviendra très probablement à une politique de centre-droite, comme l’administration Clinton.
En tant que tel, la doctrine de Bush, celle de la guerre préventive – vous savez, le mépris non dissimulé envers nos alliés, etc – est un exemple intéressent. Cependant, cette doctrine n’était pas une nouveauté. Celle de Clinton était encore pire, littéralement. La doctrine officielle de Clinton était que les Etats-Unis avait le droit de recourir à la force pour protéger leurs accès aux marchés et aux ressources naturelles et ça, ça va plus loin que la doctrine de Bush. Mais l’administration de Clinton l’a présenté poliment, posément, d’une manière qui préservait les relations avec nos alliés. Les Européens ne pouvaient pas faire semblant de ne pas comprendre. Ils avaient évidemment compris et même, probablement, les dirigeants européens l’approuvaient. Mais l’arrogance, le culot, l’extrémisme et l’ultranationalisme de l’administration Bush a offensé le centre des classes dominantes aux Etats-Unis et en Europe. Il y a donc des manières plus polies pour mener la même politique.
VN : Voyez-vous un espace pour la gauche aux Etats-Unis ?
NC : Je crois que ce pays représente un énorme potentiel pour des organisateurs. On le constate si on examine l’opinion publique, qui a été largement étudiée. Nos propres enquêtes d’opinion montrent que la population veut un système de sécurité sociale aux Etats-Unis. Si notre démocratie fonctionnait réellement, un tel système aurait vu le jour aux Etats-Unis il y a des années. La population l’a toujours demandé.
C’est pareil en politique étrangère. Prenez par exemple l’Iran, le prochain sujet brûlant. Chaque candidat, y compris Obama, affirme que nous devons persister à brandir la menace d’un recours à la force contre l’Iran, qu’il ne faut pas exclure une telle option. Il se trouve que c’est là une violation de la Charte des Nations Unies. Mais les élites considèrent comme acquis le fait que les Etats-Unis se placent au-dessus des lois, alors personne ne dit rien. Mais ce n’est pas ce que veut l’opinion publique.
Une large majorité de la population pense que nous ne devrions pas brandir des menaces, que nous devrions emprunter des voies diplomatiques. La grande majorité de la population, environ 75%, pense que l’Iran a les mêmes droits que n’importe quel signataire du traité de non prolifération des armes nucléaires : le droit d’enrichir de l’uranium pour produire de l’énergie nucléaire, mais pas pour produire des armes nucléaires. Et, de manière étonnante, une très large majorité de la population pense que nous devrions soutenir le projet d’une zone dénucléarisée dans la région, incluant l’Iran, Israël et les troupes étatsuniennes basées là-bas. Et il se trouve que c’est justement, aussi, la position officielle de l’Iran. En fait, c’est aussi la position officielle des Etats-Unis et de la Grande-Bretagne, mais il ne faut pas le dire.
Lorsque les Etats-Unis et la Grande-Bretagne ont tenté de fabriquer un semblant de couverture légale à leur invasion de l’Irak, ils ont invoqué la résolution 687 de 1991 du Conseil de Sécurité des Nations Unies, qui demandait à l’Irak d’éliminer toutes ses armes de destruction massive, et ils ont affirmé que l’Irak ne l’avait pas fait. On connait cette partie de l’histoire mais pas celle où cette même résolution engage ses signataires à œuvrer en faveur de la création d’une zone dénucléarisée au Moyen Orient (article 14). Mais aucun candidat ne peut se permettre de mentionner une telle possibilité. Si les Etats-Unis étaient une véritable démocratie, avec une opinion publique qui aurait son mot à dire, la confrontation très dangereuse avec l’Iran pourraient peut-être être réglée pacifiquement.
Prenez aussi le cas de Cuba. Depuis 45 ans, les Etats-Unis se consacrent à punir les Cubains – il existe des documents internes de l’administration Kennedy et d’autres pour le prouver. Nous devons punir les Cubains pour leur « défi victorieux » de la politique des Etats-Unis qui remonte à la Doctrine Monroe de 1823. La Doctrine Monroe affirmait le droit des Etats-Unis à gérer l’ensemble du continent. Les Cubains réussissent à défier cette politique et la population, par conséquence, doit être punie par une guerre tout à fait réelle, une guerre terroriste. Cet objectif n’a pas été caché. Arthur Schlesinger, le biographe quasi-officiel de Robert Kennedy et conseiller des Kennedy, dit que Robert Kennedy fut chargé de faire abattre « toutes les misères du monde » sur Cuba. C’était sa mission principale. Ils étaient obsédés par cette tâche – y compris celle d’étrangler Cuba économiquement et de punir sa population pour sa mauvaise conduite.
Qu’en pense la population étatsunienne ? Dans les sondages effectués depuis 1970, environ 75 % de la population dit que nous devrions établir des relations diplomatiques normales avec Cuba, comme le reste du monde. Mais le fanatisme règne dans toute la classe dirigeante – de tous bords, les Kennedy, qui ont commencé, mais tous les autres aussi. Aucun candidat n’oserait en parler. Et c’est la même chose sur tout un ensemble de sujets.
Donc, comme je le disais, les Etats-Unis devraient être un paradis pour des organisateurs. Je pense que les possibilités pour la gauche sont extraordinaires et c’est aussi une des raisons pour lesquelles les questions politiques sont évacuées du débat. En réalité, la population du pays est plutôt militante. Il y a probablement aujourd’hui plus de gens engagés pour une cause ou une autre qu’il n’y en avait dans les années 60. Mais cet engagement est plutôt retenu, et éparpillé. Il y a de nombreux mouvements populaires qui n’avaient jamais existé auparavant.
Prenez par exemple les mouvements de solidarité avec le tiers monde : c’est quelque chose de totalement nouveau dans l’histoire de l’impérialisme européen, et cela a surgi de la base dans les années 80. Des églises rurales, des évangélistes, des gens ordinaires, des milliers de personnes, se rendaient en Amérique centrale pour vivre avec les victimes des guerres terroristes menées par Reagan, pour les aider, pour tenter de les protéger, etc. Nous parlons de milliers ou de dizaines de milliers de personnes. Une de mes filles est encore là-bas, au Nicaragua. Un tel phénomène ne s’était jamais produit auparavant dans l’histoire de l’impérialisme. Personne en France n’allait vivre dans un village algérien pour aider peuple, pour le protéger des atrocités françaises. Ce n’était même pas envisageable, pendant la guerre d’Indochine non plus, à part pour quelques très rares individus isolés. Mais dans les années 80, le phénomène s’est développé spontanément, non pas à partir des centres des élites, comme Boston, mais à partir du Kansas rural ou de l’Arizona. Et à présent le mouvement s’étend dans le monde entier. C’est ainsi que l’on retrouve des pacifistes chrétiens, que sais-je.
Un autre mouvement très important et en développement est celui du mouvement international pour une justice globale qu’on qualifie, d’une manière assez ridicule, d’antimondialiste. La propagande affirme que le soi-disant mouvement antimondialiste a commencé à Seattle. C’est faux. Il a commencé dans le tiers-monde. Mais lorsque des centaines de milliers de paysans en Inde prennent d’assaut un parlement, ça ne fait pas la une des journaux. Il faut que cela se passe dans une ville du Nord pour mériter une mention dans les médias. C’est ainsi que les mouvements populaires de masse au Brésil et en Inde, et ailleurs, n’ont commencé à exister que lorsqu’une ville du Nord s’est trouvée mêlée. A présent le mouvement se répand aussi bien dans le Nord que dans le Sud.
VN : le mouvement « antimondialisation » a été un mouvement splendide. Mais parfois on a l’impression qu’il n’avance plus et se retrouve paralysé. Que pensez-vous de l’idée de créer une 5eme internationale, une forme d’organisation qui pourrait représenter une alternative dans le système mondial actuel ?
NC : j’ai fait des interventions lors des Forums Sociaux Mondiaux, qui se tiennent toujours dans le Sud, et j’ai dit que ce mouvement pouvait peut-être être le premier pas vers la constitution d’une véritable Internationale et même, à mon avis, de la première véritable Internationale. Ce qu’on a appelé la 1ere International fut très important, mais c’était quelque chose de très localisée, uniquement en Europe. L’organisation fut détruite par Marx qui n’arrivait pas à la contrôler. La 2eme Internationale s’est effondrée avant la 2eme guerre mondiale. La 3eme devint un appareil de propagande de l’Union Soviétique. Et la 4eme devint trotskyste et marginale.
Mais ceci est la première véritable Internationale, ou du moins ça en a l’air. Je ne parle pas seulement du Forum Social Mondial mais aussi par exemple de Via Campesina. La dernière fois que je me suis rendu à Puerto Alegre au Brésil, pour assister au Forum Social Mondial, le premier endroit que j’ai visité fut la réunion de Via Campesina, une organisation internationale de paysans. C’était très vivant, très enthousiasmant. Elle représente la majeure partie de la population dans le monde, et c’était très excitant d’être là. Le Forum Social Mondial, aussi. Il s’agit là d’une authentique globalisation. Ce sont des gens qui viennent de partout dans le monde, de toutes les couches, qui échangent, qui discutent, puis qui rentrent chez eux pour tenter de mettre en œuvre les idées sur le changement social.
La nouvelle Internationale sera peut-être un échec, je ne sais pas. Mais un échec rehaussera la barre du niveau des actions à mener pour une nouvelle tentative. Ce que vous dites a donc un sens. Nous pourrions voir les prémisses de la première véritable Internationale, constituée par les classes populaires de partout, qui tenteraient de surmonter l’aliénation extraordinaire que les gens ressentent partout, aux Etats-Unis comme ailleurs, le sentiment que les institutions n’agissent pas pour nous mais pour quelqu’un d’autre. Ces groupes pourraient mobiliser et organiser, profiter des libertés dont nous jouissons. C’est une perspective très importante.
VN : une chose qui est très préoccupante est l’américanisation de la politique européenne que l’on constate partout, je crois. Même la gauche européenne a perdu son langage. Par exemple, même les dirigeants de gauche ne parlent plus de classe ouvrière, mais de classe moyenne. La lutte des classes a complètement disparu du discours de gauche. C’est une tendance très préoccupante. Le langage politique étatsunien fait son apparition en Europe en même temps que la gauche connait un énorme affaiblissement. Cette américanisation de la vie politique européenne paraît paradoxale parce qu’elle intervient au moment où l’influence des Etats-Unis est en déclin dans le monde. L’Europe devient de plus en plus comme les Etats-Unis. Les partis politiques, par exemple, ont perdu leur puissance et leur utilité. Plutôt que des partis politiques, on voit plutôt des réseaux médiatiques autour de dirigeants. Et la politique devient un spectacle, du théâtre. Comment expliquer, alors que l’influence des Etats-Unis est en déclin, que les valeurs culturelles et politiques de la classe dirigeante US deviennent de plus en plus dominantes en Europe ?
NC : C’est un vaste sujet. Mais examinons-en quelques aspects. Si vous examinez les choses sur une période plus longue, l’Europe a été, pendant des siècles, la région la plus sauvage et brutale du monde. L’instauration du système d’état-nation en Europe s’est accompagnée de meurtres et de destructions en masse. Au 17eme siècle, 40 % probablement de la population en Allemagne avait disparu à cause des guerres.
Dans ce processus de sauvagerie et de brutalité, l’Europe a crée une culture de sauvagerie et de sauvagerie technologique qui lui a permis de conquérir le monde. Par exemple, la Grande Bretagne est une petite île au large de l’Europe, mais elle a dominé le monde. Et le reste des pays de l’Europe n’avaient pas à proprement parler des pratiques politiques très gentilles. Un petit pays comme la Belgique a été capable de tuer probablement 10 millions de personnes au Congo. Ceci, bien sûr, était associé à une arrogance raciste des plus extrêmes, pour finalement culminer par deux guerres mondiales.
Depuis la 2eme guerre mondiale, l’Europe est en paix. Pas parce que les Européens sont devenus des pacifistes, mais parce qu’ils ont réalisé que s’ils continuaient à jouer au jeu traditionnel de massacres réciproques, c’est le monde entier qui risquait de disparaître. Ils ont crée une telle culture de sauvagerie et une technologie de destruction qu’il leur a fallu arrêter de jouer.
La seconde guerre mondiale a aussi vu un transfert du pouvoir mondial. Les Etats-Unis étaient déjà la plus puissante économie du monde, depuis longtemps déjà, bien plus que l’Europe, mais ne jouaient pas un rôle majeur dans les affaires internationales. Les Etats-Unis dominaient le continent et avaient quelques positions dans le Pacifique, mais étaient derrière l’Angleterre et même la France.
La deuxième guerre mondiale a tout changé. Les Etats-Unis ont énormément profité de la guerre alors que le reste du monde s’est retrouvé sérieusement abîmé. La guerre mit fin à la Dépression et la production industrielle quadrupla. A la sortie de la guerre, les Etats-Unis se retrouvèrent en possession de la moitié des richesses du monde et des forces militaires et de sécurité incomparables. Les décideurs le savaient. Ils décidèrent d’imposer une domination globale où l’expression de souveraineté des autres pays ne serait pas tolérée.
Les plans furent développés et mis en œuvre. En Europe, à la fin de la guerre, il y eût une vague de démocratie radicale, d’antifascisme, de résistance, de contrôle par les travailleurs – et certains n’étaient pas insignifiants – et la première tâche des Etats-Unis et de la Grande-Bretagne, les vainqueurs, furent d’écraser ces mouvements.
C’est ainsi que, un pays après l’autre, y compris au Japon, la première tâche des libérateurs fut d’écraser la résistance au fascisme et de restaurer l’ordre traditionnel. Peut-être pas sous le même nom, mais souvent avec les mêmes dirigeants. Cela ne se fit pas du jour au lendemain. Par exemple, l’Italie fut probablement la principale cible de la subversion de la CIA, au moins jusqu’aux années 70 selon les documents disponibles. Il fallait empêcher l’expression de la démocratie en Italie parce que le monde du travail risquait d’y tenir un rôle important, ce qui était intolérable.
Petit à petit, les élites européennes ont finit par intégrer l’idée qu’ils devaient céder aux Etats-Unis le rôle de diriger le monde par la sauvagerie et la barbarie, et se contenter d’une partie des bénéficies tirées de la domination mondiale par les Etats-Unis.
Les démocrates radicaux n’avaient pas totalement perdu en Europe car ils ont gagné une dose de social-démocratie. En fait, par bien des aspects, les Européens vivent mieux que les étatsuniens : ils sont en meilleur santé, ils sont plus grands, ils ont plus de loisirs. Les Etats-Unis, surtout depuis les années 70, ont en gros la plus longue durée du travail du monde industrialisé, les salaires les plus bas, le moins d’avantages sociaux, le plus mauvais système de santé. Si on ne tient compte que de la taille, la première chose qui frappe un étatsunien en Europe c’est la taille des gens, et c’est vrai. L’Europe a donc largement tiré profit de sa position de subordonnée - laissant aux Etats-Unis le soin de prendre la tête des destructions, des massacres, etc. L’Europe s’est en quelque sorte confortablement adaptée à sa position. Il y a pratiquement eu un soupir de soulagement car, après des siècles de sauvagerie et de barbarie, l’Europe pouvait se détendre et suivre quelqu’un d’autre qui ferait le travail, et se contenter de profiter de la situation. Ce qui ne dérange pas la moins du monde les classes politiques, les milieux d’affaires, etc. Ce que vous appelez « américanisation » est en réalité une extension du contrôle exercé par les milieux d’affaires. Ces derniers sont tout à fait heureux. Même s’il y a quelques conflits, ils sont étroitement intégrés aux Etats-Unis.
Il est intéressant d’examiner ces conflits. La doctrine officielle nous dit que nous avons un marché libre. En fait, nous avons un système basé sur une économie d’état. Le dynamisme de l’économie Hi-Tech est largement généré par le secteur public, dans des endroits comme celui-ci où nous sommes (Massachusetts Institute of Technology), puis on en fait cadeau au secteur privé qui l’exploite. Parfois ça frise le comique. Un de nos principaux secteurs d’exportation est l’aviation. L’industrie aéronautique est actuellement dominée par deux compagnies, Airbus et Boeing, qui se livrent constamment des batailles au sein de l’Organisation Mondiale du Commerce pour savoir qui reçoit le plus de subventions. En réalité, les deux compagnies sont des branches du pouvoir d’état. Aux Etats-Unis, l’aviation commerciale est largement une branche de l’armée de l’air et de l’industrie spatiale, et n’existerait pas sans ces dernières.
En Europe, l’industrie aéronautique civile reçoit massivement des aides de l’état. Aux Etats-Unis récemment, on a entendu des cris d’horreur lorsqu’Airbus a remporté un contrat pour le ravitaillement des avions de l’Armée de l’air US. En examinant le contrat on se rend compte qu’il s’agit d’une opération conjointe entre une entreprise US et Airbus. Et c’est ça que nous appelons un marché libre : des industries d’état intégrés les unes aux autres. Mais pour les milieux d’affaires européens et étatsuniens, cet arrangement est acceptable et puisqu’ils dominent largement leurs sociétés, tout va bien. C’est ce que la propagande et la doctrine officielle nous disent aussi.
Je pense que, sous la surface des apparences, il y a toujours une lutte de classes en cours, qu’elle est bien comprise comme telle, et qu’elle est prête à exploser à tout moment. Il est vrai qu’on n’est pas censé en parler. Une de mes filles enseigne dans un établissement scolaire public et ses étudiants sont originaires de milieux relativement modestes. La plupart ont comme aspiration de devenir infirmière ou policier, ou quelque chose comme ça.
Lors de la première journée, elle leur demande de s’identifier, d’indiquer leur « classe » d’origine, de la qualifier. La plupart n’en avaient jamais entendu parler. On n’est pas censé utiliser ce mot. La plupart des réponses sont « classe défavorisée » ou « classe moyenne ». Si le père travaille comme agent d’entretien, la réponse sera « classe moyenne ». S’il est en prison, ce sera « classe défavorisée ». Voilà les deux classes. C’est un piège idéologique. La relation entre classes et rapports de pouvoir - qui donne les ordres et qui les reçoit - est une idée qui a été totalement effacée des consciences, du moins en apparence. Mais elle est toujours présente, sous la surface. Dés que vous parlez à des gens de la classe ouvrière, ils réagissent parce qu’ils la ressentent.
VN : Merci. J’avais promis de ne pas prendre trop de votre temps. Une dernière question personnelle. De nombreuses personnes dans le monde vous sont reconnaissantes pour le travail que vous faites, mais d’où tirez vous toute cette énergie ? Comme faites vous ? Vous êtes ici, au centre de l’Empire, vous parlez clairement aux puissances, tout en étant réduit au silence, ostracisé, marginalisé. Pendant ce temps, dans le reste du monde, les gens vous admirent, lisent vos travaux et les trouvent extrêmement utiles.
NC : je ne me sens pas marginalisé aux Etats-Unis. En arrivant à la maison ce soir je vais passer cinq heures à répondre aux courriers, dont plusieurs dizaines seront probablement des invitations.
VN : je voulais dire marginaliser par les structures du pouvoir.
NC : peu m’importent les structures de pouvoir, ce n’est pas là où je vis. Si je n’étais pas leur ennemi, je penserais que quelque chose ne va pas. C’est pour cela que j’ai cette couverture de magazine que je vous ai décrite affichée en bonne place.
VN : c’est la meilleure manière de savoir que vous ne faites pas fausse route.
NC : Oui, que je fais ce qu’il faut faire. C’est cela, en partie. Mais ce qui me fait avancer ce sont certaines choses illustrées par ces photos là-bas [il les désigne]. Une d’entre elles montre ce qui fut peut-être le pire massacre de travailleurs de l’histoire. Au Chili, il y a un siècle, a Iquique, les conditions de travail dans les mines étaient indescriptibles. Les travailleurs et leurs familles ont marché environ 30 km jusqu’à la ville pour demander une légère augmentation de salaire. Les propriétaires britanniques des mines les ont accueillis, les ont dirigé vers la cour d’une l’école, les ont autorisé à tenir un meeting. Puis ils ont fait venir des soldats et les ont tous fait mitrailler : hommes, femmes, enfants. Personne ne connait le nombre de morts – nous ne comptons pas le nombre de gens que nous tuons – peut-être des milliers. Il a fallu attendre un siècle pour voir la première commémoration de cet événement. Ca [dans la photo], c’est un petit monument, que j’ai vu l’année dernière. Il fut érigé par de jeunes gens qui commencent tout juste à se sortir de la poigne de fer de la dictature. Je ne parle pas uniquement de la dictature de Pinochet. Le Chili a une triste histoire de violence et de répression. Mais ils commencent à s’en libérer. Oui, cette atrocité a eu lieu, et ils commencent maintenant à en parler.
L’autre image là-bas [pointant du doigt] – vous savez ce que c’est bien sûr – est une peinture qui m’a été donnée par un prêtre jésuite. D’un côté, l’archevêque Romero, qui fut assassiné en 1980. Devant lui, six intellectuels éminents, des prêtres jésuites, qui furent abattus en 1989 par des forces terroristes dirigées par les Etats-Unis, des forces qui avaient déjà un palmarès macabre de massacres des victimes habituelles. Et puis il y a l’Ange de la Mort qui se tient au-dessus. L’ensemble résume Reagan – pas vraiment le joyeux luron qu’on nous présente.
Ca, c’était la réalité des années 80. Je l’ai mise là pour me souvenir du monde réel. Mais c’est un test de « Rorschach » intéressant car pratiquement personne aux Etats-Unis ne sait de quoi il s’agit. Nous ne sommes pas au courant du massacre parce que nous en sommes responsables. En Europe, ils sont peut-être 10 % à le savoir. En Amérique du Sud, je dirais que tout le monde le sait. Jusqu’à récemment. A présent, les jeunes sont souvent ignorants parce qu’à eux aussi on leur vide la tête de toute histoire. L’Histoire et la réalité sont trop dangereuses. D’un autre côté, elles sont en train de revenir. La commémoration d’Iquique fut principalement une initiative de jeunes, qui commencent à bouger, qui veulent retrouver le passé, retrouver un idéalisme, et faire quelque chose. C’est suffisant, je dirais même plus que suffisant, pour me faire avancer.
VN : Merci. C’était super. Vous êtes notre invité à Barcelone et en Catalogne, quand vous voulez. Merci au nom de millions de gens
.
Interview with Noam Chomsky by Vicenç Navarro, at M.I.T., Cambridge, Massachusetts,
May 13, 2008

الأربعاء، 6 أغسطس 2008

المكاسب لا تتحقق بالرهان على اعدائنا بل بكفاح الشوارع وتوحيد القيادة الميدانية للنضالات


اليوم تحل الذكرى الثالثة لانتفاضة كادحي وكادحات مدينة افني وكل مناطق ايت باعمران . فقد شكل السابع من غشت 2005 تاريخ الانطلاق الفعلي لدورة نضالية مديدة دامت ثلاث سنوات عرفت اشكال نضال اساسها الكفاح المباشر بالشارع . فمن معارك المعطلين دفاعا عن حقهم في الشغل ، الى نضالات جمعية اطاك للدفاع عن مجانية و جودة الخدمات الصحية وملف الحقوق الاجتماعية لضحايا المرحلة الاستعمارية ، مرورا بالمقاطعة الشعبية لانتخابات 2007 ، وصولا الى اعتصام الشباب المعطل على طريق الميناء في يونيو 2008 وما تلاه من قمع اهوج منذ صباح 07 يونيو حتى اليوم .

لن تكون الذكرى الثالثة لانتفاضة 07 غشت مناسبة لتمجيد البطولات ووصف الاحداث ورواية تفاصيل القمع الاسود لنضالكم المشروع . فقبلكم عرفت والماس سيدي علي ، صفرو ، بومالن دادس ، ايت اورير ، البيضاء1981... وغيرها من مناطق البلد اشد اصناف القمع (التعذيب والمداهمات والرصاص الحي والمطاطي ...الخ ) مثلما رايتموه او أشد منه ، لان الممسكين باوامر استعمال الهراوات او اطلاق النار يدافعون عن مصالح اقلية مسيطرة رهنت البلاد والعباد لمصالح البلدان الاستعمارية وشركاتها المتعددة الجنسية ، واغتصبت ثروات الشعب وسيادته ، ومددت جغرافية "المغرب غير النافع" ليكون مصير سكانه التهميش والاقصاء الاجتماعي .
إن هذه الذكرى يجب ان تكون محطة لاستلهام الدروس واستشراف آفاق النضال . فقد تبين للدولة بعد حملة التضامن الوطني والدولي مع ضحايا السبت الأسود، واستمرار النضال الجماهيري بالمدينة، أن القمع والاضطهاد مهما كانت ضراوته لن يستطيع شل هذه الحركة الجماهيرية والقضاء عليها. ورغم اعتقالها لمن تسميهم "قادة" الاحتجاج ، فهذه الحركة الضاربة جذورها في اعماق جماهير افني تفرز قيادات جديدة . لذلك فان الرهان الاكبر للدولة سيكون موازاة القمع بالعمل على ضرب الحركة من الداخل عبر العديد من الاساليب التي تتقنها اجهزته الاستخبارية .
إن اطاك المغرب ترى أن دورها في هذه المرحلة لا يكمن في التضامن فقط بل ايضا الاسهام في تطوير الحركة الاجتماعية وتحصينها من الداخل عبر رسم آفاق مستقبلية واضحة ، ومن أجل هذا الهدف نقترح ما يلي :
1. إن الحركة الاجتماعية لسيدي افني مطالبة بتوسيع النقاش في صفوف جميع السكان لتطوير وتدقيق المطالب ، فعوض انتظار دور الاستثمار الخاص في اطلاق التنمية الاقتصادية بالمنطقة ، يجب مطالبة الدولة بالاستثمار العمومي المنتج كسبيل لتحقيق تلك التنمية . وهنا يجب ضرب مبررات الازمة المالية للدولة لان هذه الاخيرة ما فتئت تقدم الهبات المالية والاعفاءات الضريبية للقطاع الخاص لانه –حسب ادعائها- يعيش في ازمة . فلماذا لا تخصص مبالغ اقل منها للمحتجين في افني لانهم في الواقع يعيشون تحت عتبات الفقر والحرمان ؟ ولم لا المطالبة بتخصيص جزء من مداخيل "صندوق الحسن الثاني للتنمية" لتنمية المناطق المهمشة (وضمنها افني) بتشييد
استثمارات منتجة لتشغيل الشباب وتطوير الخدمات العمومية عوض تخصيص مداخيل هذا الصندوق لكبريات الشركات البورجوازية ؟
2. الحفاظ على التواصل الدائم مع القرى وكل مناطق ايت باعمران ورفع مستوى التعبئة الشعبية تفاديا لحصر هذه الاخيرة في مدينة افني وهو ما بينت معركة مقاطعة الانتخابات الماضية سلبياته التي استغلتها المافيات الانتخابية بقرى ومداشر ايت باعمران .
3. الاستمرار في ابداع اشكال نضالية تقوم على الضغط الاقتصادي لقطع الطريق على من يستنزف الثروات المحلية وجيوب سكانها عوض تلبية مطالبهم الاجتماعية . لان هذه الاشكال بين جدواها اعتصام الميناء في يونيو السابق .
4. تنظيم الحركة من الاسفل عبر تشكيل لجن الاحياء ، مع اعادة بناء " السكرتارية المحلية لساكنة سيدي افني" بغاية وجود قيادة ومحاور موحد للنضال الشعبي ، وبغاية قطع الطريق على المؤامرات الخفية للمخزن وأذياله (خاصة التراكتور) الذين يتحركون منذ 07 يونيو عبر عدة اتصالات لهيكلة لجنة تفاوضية باسم السكان لتعويض الدور المفقود للاعيان ومافيات المنطقة ونسف الحركة من الداخل .
5. تطوير اعلام محلي قادر على فك الحصار الاعلامي عن نضالات المدينة، يؤطر الساكنة، ويحقق استمرارية التواصل بينها وبين الاطارات.
6. خوض كافة اشكال الاحتجاج الشعبي الى غاية اطلاق سراح المعتقلين وتحقيق المطالب الاجتماعية .

7. تنسيق الجهود مع كافة الحركات الاحتجاجية بالمناطق الاخرى لترسيخ التضامن وتوحيد الاشكال النضالية لترجيح كفة ميزان القوى لصالح المهمشين والمهمشات عبر مركزة النضالات الاجتماعية لتجاوز افقها المحلي.
إن اطاك المغرب الحاضرة معكم في الميدان دوما منذ مسيرة 22 ماي 2005 الى اليوم دون ان تغيب عن اي من محطاتكم النضالية وكانت السباقة لحشد اكبر قافلة وطنية للتضامن في تاريخ الحركات الاحتجاجية بالمغرب في يوم 15 يونيو 2008 . انها إذ تطرح عليكم هذه المهام فلا غاية لها سوى تخصيب هذه الحركة بدروس نضالات مناطق اخرى من المغرب وخارجه لأجل الحفاظ على استمرارية حركتكم النضالية حتى تحقيق المكاسب .
مزيدا من الكفاح الشعبي المنظم .. الحرية للمعتقلين والمعتقلات
النصر آت .. آت .. آت
عن السكرتارية الوطنية
04 غشت 2008
__._,_.___