السبت، 31 مايو 2008

مير اللفت : خوصصة الصحة تقتل من جديد

الوقائع :

ابوراس عبد الرحمان طفل من مواليد 1999 بدوار إدبوراس جماعة مير اللفت إقليم تزنيت مستواه الدراسي الثالثة أساسي .
في يوم الخميس فاتح ماي 2008 تعرض هذا الطفل للدغة أفعى سامة على الساعة الثامنة والنصف صباحا . وفي غياب وسائل النقل حملته أمه أزيد من ساعة ونصف حتى بلغت الطريق الرابطة بين افني ومير اللفت وبعد طول انتظار ولعدم توقف أي سيارة لحملها اضطرت إلى الاستلقاء وسط الطريق كحل وحيد لفرض توقف سيارة ما رغم المخاطرة بحياتها وهو ما كان حيث حملتهما إحدى سيارات الأجرة . وبعد وصولها للمستوصف المحلي بمير اللفت لم تجد أي طاقم طبي لا ممرضين ولا طبيب . ورغم المكالمات الهاتفية المتكررة لهذا الأخير فهذا الأخير لم يكلف نفسه عناء حمل السماعة. أمام هذا الوضع تنقلت الأم من جديد إلى تزنيت عبر سيارة أجرة رفقة طفلها الملدوغ ، إذ أن سيارة الإسعاف لدى الجماعة القروية لا تتوفر على سائق حسب مبررات رئيس الجماعة . وبمستشفى الحسن الأول بتزنيت وأمام انصرام الساعات ازدادت حالة الطفل المصاب خطورة فتم حقنه بحقتنين وتوجيهه إلى مستشفى الحسن الثاني باكادير بحجة أن الطبيب المتخصص في حالات التسمم في عطلة ولا خلف له ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
حملت سيارة الإسعاف الطفل لتوصله إلى مستشفى اكادير في حالة ميئوس منها ليموت في اليوم الموالي بعد معاناة رهيبة ويتم دفنه باكادير يوم 03 ماي .

من المسؤول عن وفاة الطفل عبد الرحمان ؟

ما دور طبيب المستوصف المحلي ؟ تدل الواقعة على الاستهتار التام بحياة المواطنين
اين المعدات الطبية والطاقم الصحي للمستوصف ؟ أليس من المفروض وجود مداومة لعلاج في حينه لمثل هذه الحالات بل وحضور الطبيب حين تستدعي المصلحة ذلك ؟
ابن دور مجلس الجماعة القروية ؟ هل يصمد مبرر عدم توفر سيارة إسعاف على سائق أمام حالة طفل ملدوغ بسم أفعى ؟ هل هانت الحياة البشرية المقدسة أمام منتخبين لا يتذكرون مصالح المواطن سوى في ضجيج الحملات الانتخابية ؟
أين دور المستشفى الإقليمي بتزنيت الذي لم يقدم العلاج في حينه للطفل بمبرر عدم وجود اختصاصي في حالات التسمم ؟
ما مصير الحديث عن تجهيز المستشفيات والمستوصفات القروية باللقاح ضد سم الأفاعي والعقارب ؟ هل من المقبول موت طفل بسبب لدغة أفعى يعلم الجميع أن التطور الطبي الذي عرفه العالم المعاصر يعالج هذه الحالات .

اطاك المغرب : صوت من قاع مغرب الفقراء والمحرومين

بمجرد علم المجموعة المحلية لاطاك المغرب بافني بالواقعة سارعت لتعبئة الساكنة للاحتجاج على استرخاص الأرواح البشرية حيث تم تنظيم مسيرة احتجاجية حاشدة صباح يوم الاثنين 12 ماي ضمت حوالي 800 شخص من فقراء هذه المنطقة القروية رافعين شعارات منددة بواقع التهميش والحرمان التام من الخدمات الصحية والاجتماعية عموما مقابل سياسة الواجهة السياحية وملايير الدراهم التي تروج في سوق العقار المحلي لإثراء رموز المضاربات العقارية . كل هذا غطاء لواقع يسوده التهميش التام للمنطقة .
إن واقعة وفاة الطفل عبد الرحمان تكشف من جديد حقيقة سعي الدولة للتخلص من مجانية وجودة الخدمات الصحية العمومية مع ما يعنيه الأمر بشكل مضاعف حين يتعلق الأمر بالمناطق القروية. إن الطفل عبد الرحمان ليس استثناء بقدر ما هو ضحية جديدة تدين مرسوم 30 مارس 1999 وتدين كل المنطق النيوليبرالي يعطي الأولوية للأرباح ليس على حساب مصالح البشر فقط بل أيضا على حساب أرواحهم .
فلتكن المسيرة الشعبية من اجل الحق في الصحة لجماهير مير اللفت شرارة إضافية للمعارك الاجتماعية المحلية منها والوطنية للدفاع عن مجانية وجودة الخدمات الصحية وإلغاء كل ما يحمل مضمون العلاج مقابل الأداء .
اطاك المغرب – المجموعة المحلية افني

ليست هناك تعليقات: