الخميس، 29 مايو 2008

أرضية أطاك المغرب - يناير 2008-
تستهدف العولمة الليبرالية تعميم منطق السوق على جميع مناحي الأنشطة الإنسانية على حساب المكتسبات الاجتماعية و حاجيات الشعوب. و تعبر الدينامية السائدة حاليا، عن إرادة إزالة جميع الحواجز أمام هيمنة الرأس المال المالي، بإيعاز من المؤسسات المالية والتجارية العالمية (المنظمة العالمية للتجارة، صندوق النقد الدولي، البنك العالمي...)، خدمة لمصالح الشركات المتعددة الجنسية و الدول المسيطرة، التي تحرص على جني أكبر قدر من الأرباح.
إن العولمة الليبرالية السائدة اليوم لا تسمح ببناء عالم متضامن، بل تعمق اللامساواة بين دول الشمال و دول الجنوب، وداخل كل بلد على حدة. إنها تعني بالنسبة لبلدنا ولعموم بلدان الجنوب سيطرة استعمارية جديدة.
تهدف اتفاقيات التبادل الحر، المبرمة مع الإتحاد الأوربي و الولايات المتحدة الأمريكية، إلى منح حرية كاملة للرساميل والسلع الأجنبية لغزو السوق الداخلية للمغرب، مما سيؤدي إلى تدمير شامل للنسيج الاقتصادي المحلي و بالتالي تعميق التبعية الاقتصادية و ضرب أمننا الغذائي، وتعميم التهميش والإقصاء الاجتماعيين لمناطق بكاملها إضافة إلى تدمير المجال البيئي و القضاء على التنوع الثقافي، وتدهور شروط الحياة و الشغل لأكبر عدد من الناس. كما تجري مواصلة سياسات التقويم الهيكلي بصيغ أخرى، مع ما تعنيه من هجوم متسارع على ما تبقى من المكتسبات الاجتماعية، و تسليع الخدمات العمومية، و تعميق اللامساواة الاجتماعية.

هذا الواقع الكارثي الذي نعيشه ليس قدرا محتوما، بل هو نتاج لخيارات سياسية و اقتصادية تنهجها الأقلية الحاكمة ببلدنا خدمة لمصالحها التي تتقاطع مع مصالح نظيراتها في الدول الكبرى.

إن العولمة الليبرالية لا تتضمن أية دينامية ديمقراطية، ولا تسمح للشعوب بتحديد سياسات ترتكز على تلبية حاجياتهم الاجتماعية وتقرير مصيرهم بأنفسهم، إنها توطد أنظمة سياسية تضمن مصالح الرأسمال الكبير والشركات متعددة الجنسيات، و تقلص من الحريات الفردية والجماعية لمواجهة المقاومات الاجتماعية و المواطنة التي تناضل اليوم، و التي ستنمو غذا، في مواجهة تدهور شروط العيش و الشغل.

هذه السياسات التي تغني أقلية على حساب الأغلبية هي بالضبط ما ترفضه جمعية أطاك المغرب، وتسعى إلى المساهمة في تشكيل حركة مقاومة ضدها و ضد كل أشكال التبعية.

إن جمعية أطاك المغرب:
ترفض سياسات التقويم الهيكلي و جميع السياسات المفروضة من قبل المؤسسات الإمبريالية خدمة لمصالح الشركات متعددة الجنسية، التي ترمي بأغلبية سكان بلدان الجنوب في غياهب التخلف والجهل و الحرمان.
>ترفض سياسة خصوصة المؤسسات العمومية و تناضل من أجل قطاع عمومي مسير ديمقراطيا تحت رقابة شعبية.
>ترفض "الإصلاحات" الليبرالية لأنظمة الحماية الاجتماعية الهادفة إلي ضرب طابعها التضامني لصالح منطق الرسملة.
ترفض الزيادات المهولة في الأسعار، وتطالب بسن قانون السلم المتحرك للأجور و الأسعار.
ترفض المناطق الحرة (الصناعية و التجارية و المالية...) إنها جنات ضريبية للرأسماليين.
تناضل من أجل إلغاء الديون العمومية( الخارجية و استرجاع أموال الدولة) و وقف تسديدها وتخصيص ميزانيتها لتحسين شروط حياة المواطنين، ذلك أن الديون ليست إلا مضخة لترحيل ثروات بلدنا إلى بلدان الشمال و لتنمية أرباح رأسماليين محليين، فيما يتحمل الشعب أعباء تسديدها.
تطالب بإعادة النظر جذريا في النظام الضريبي عبر فرض ضريبة تصاعدية على الثروات و تضريب المعاملات المالية، و إلغاء الضريبة على الأجور الدنيا ، وتطالب بإقرار نظام جبائي عادل.
تساند نضالات و مقاومات ضحايا السياسة النيوليبرالية: العاطلين، العمال، النساء، المهاجرين، الطلبة و التلاميذ...
تطالب بإقرار الحقوق الثقافية و اللغوية الأمازيغية و ترسيمها.
ترفض الطابع العسكري للعولمة الرأسمالية و تساند مقاومات الشعوب.
تناضل من أجل إقرار الحريات الديمقراطية وإلغاء كلفة القوانين المقيدة لها.
تناضل من أجل محاكمة مرتكبي الجرائم الاقتصادية و السياسية ومصادرة ثرواتهم.
تساند نضالات الجماهير من أجل الدفاع عن الثروات الطبيعية ومجالها البيئي.

إننا نريد أن نساهم في بناء مقاومة شعبية واسعة لمواجهة هجوم العولمة الليبرالية، ونسعى إلى استلهام تجارب النضال التي تتطور حاليا على المستوى الوطني والجهوي والعالمي، وتنسيق الجهود لبناء ميزان قوى ضد هيمنة الأغنياء. إننا نطمح لتوسيع فضاء التفكير النقدي الذي يسمح بفهم ميكانيزمات العولمة الليبرالية وتجلياتها الاستعمارية محليا. إن محاجتنا ضد الليبرالية ترمي إلى دحض منطقها وخطاباتها في أوساط الشعب المكتوي بنار نتائجها الكارثية، وحثه على التنظيم والمقاومة. وهذا هو مغزى شعارنا في أطاك: تثقيف شعبي متجه نحو الفعل.
وإذ نتوجه صوب الجماهير، فلأننا على العكس من الليبراليين نثق في نضالاتهم و تعبئتهم، و لا نثق في السوق من أجل حل مشاكل مجتمعنا. إننا نريد أن نكافح الخنوع، التوافق والتوافق الليبرالي، بما يسمح للمواطنات و المواطنين بإعادة تملك مستقبلهم والتقرير في مصيرهم.

لا تسعى أطاك المغرب أن تحل محل المنظمات العمالية والشعبية القائمة، بل تعمل على تكريس تقاليد التفكير الجماعي والتنسيق الميداني بين مختلف قطاعات المقاومة الضرورية لبناء ميزان قوى في مواجهة المنطق الليبرالي.

إننا نريد عولمة بديلة بعيدة عن كل منطق منغلق تتأسس على التضامن بين الشعوب، حتى يكون الغد مرادفا للعدالة الاجتماعية، والديمقراطية، والكرامة في عالم آخر غير عالم السوق.
عن المؤتمر الثاني لأطاك المغرب 6 يناير 2008

ليست هناك تعليقات: